مجتمع » ظواهر اجتماعية

الوجه والجيرة عادة قبلية تحاربها السلطات السعودية.. لماذا؟

في 2019/10/29

متابعات-

وجهت إمارة منطقة عسير مشايخ القبائل، بعدم قبول ما يسمى بظاهرة "الوجه والجيرة" التي تعتبر عادة قبلية منتشرة في السعودية، بحسب ما كشفته مصادر.

وقالت مصادر إن هذا التوجيه يأتي لمنع انتشار هذه الظاهرة غير المقبولة، والتي تمس أمن الوطن وتهدد أمن وسلامة المواطنين، بحسب صحيفة "الرياض".

ويقول ذلك التوجيه إن هذه القضايا غير قابلة للاجتهاد، وتنحصر في تطبيق تعليمات وزارية واضحة وتنفيذ التوجيهات السامية الصادرة في هذا الصدد، ومثل هذه القضايا يجب معرفة حيثياتها وملابساتها عبر القنوات الرسمية المختصة بذلك.

وأثار ذلك التوجيه تساؤلات عن هذه العادة القبلية التي وجهت إمارة منطقة عسير شيوخ القبائل بعدم قبولها للحد من انتشارها.

تعتبر تلك العادة القبلية ضاربة في القدم تجير بموجبها قبيلة ما شخصا هاربا من قبيلة أخرى وتحميه، وتطلق عليها بعض القبائل أيضا مصطلح "الدخالة والدخيل" وهو "المستجير".

وتفخر بعض القبائل العربية في السعودية واليمن وغيرها بهذه العادة وتتمسك بها لما تراه في حماية المستجير من دلائل كرم وشهامة ونفوذ أيضا.

والوجه هو أن "يستجير أي شخص بوجه أحد أفراد البدو ليساعده في مواجهة قضية من القضايا" ويسمى الحامي "صاحب الوجه" ويسمى المستجير جويرا أيضا.

وللجيرة مدّة محددة تختلف باختلاف الجناية والجرم الذي ارتكبه المستجير، فتكون 14 شهراً في القتل، و6 أشهر في ما دونه من إصابة مثل الكسور والجروح الخطيرة، و3 أشهر في قضايا الضرب وغيره من الاعتداءات الأقل ضررا.

واعترض بعض المغردين السعوديين على منع هذه العادة التي قالوا إنها "تساعد في تخفيف التوتر وحل النزاعات بين الناس".

وعبر بعض الناشطين عن انزعاجهم لما في قرار الإمارة من "إلغاء تام لدور القبيلة ومكانتها".

أما مناصرو قرار منع "الوجه والجيرة" فيقولون إن هذه العادة "لم يعد لها مكان الآن ويجب أن تزول بزوال مسؤولية القبائل عن حل النزاعات"، إذ إن هذا الأمر الآن من مشمولات الدولة وأجهزتها الأمنية والقضائية.

وأبدى البعض الرضا عن قرار منع "الجيرة" وتفهما لمخاوف الدولة من "خطر الظاهرة على الأمن العام" إذ إنها من وجهة نظرهم تمنح فرصة "لتسلّل المارقين".

وتمسكت قبائل عربية بهذا العادة وترجمتها إلى الاستجارة بالكبير عالي الشأن في القبيلة، فأصبح من يدخل دار الشيخ آمنا، ثم تحوّلت تدريجيا إلى ما هو معتمد في بعض قبائل السعودية وغيرها الآن من استجارة شخص أو قبيلة بقبيلة أخرى.

ويقول مراقبون إن تلك العادة ربما تساعد في تجنب الجاني للعقاب، وما في ذلك من ظلم للضحية وما قد ينطوي عليه من تشجيع على الاعتداءات وتكريس للإفلات من العقاب.