سياسة وأمن » لقاءات

مشاركة واسعة بمنتدى الاستثمار السعودي.. هل أصبح خاشقجي مجرد ذكرى؟

في 2019/10/29

متابعات-

يشارك مدراء تنفيذيون ماليون كبار وقادة سياسيون في مؤتمر مهم في الرياض، تعوّل عليه المملكة عندما يفتتح أعماله الثلاثاء لطي صفحة جريمة مقتل الصحافي "جمال خاشقجي" التي تسبّبت العام الماضي بمقاطعة للمنتدى الاستثماري.

وقال المنظمون إنّ نحو 300 متحدث من 30 دولة، بينهم مسؤولون أمريكيون ورؤساء مصارف وصناديق مالية سيادية، يحضرون الحدث السنوي الذي يهدف إلى إبراز المملكة كوجهة استثمار ديناميكية.

ويسهم الإقبال القوي على مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" الذي يستمر حتى الخميس، في دعم جهود ترميم صورة ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان" الذي تحدّثت تقارير عن دور له في الجريمة التي وقعت في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2018.

وتسبّب قتل "خاشقجي" بواحدة من أسوأ أزمات الدولة المصدرة للنفط دفعت بمجموعة من قادة الأعمال والسياسيين إلى الانسحاب من المؤتمر في اللحظة الاخيرة في نسخته الثانية.

لكن الحدث الذي يُطلق عليه اسم "دافوس في الصحراء" تيمنا بمؤتمر "دافوس" الاقتصادي في سويسرا، ينطلق في نسخته الثالثة في وقت يبدو أن الغضب حيال مقتل "خاشقجي" قبل عام في قنصلية بلاده في اسطنبول يتبدّد.

ويشارك في النسخة الحالية رؤساء أكبر المصارف العالمية وشركات إدارة الأصول وصناديق استثمار عالمية.

ومن أبرز المشاركين في المنتدى رئيس الوزراء الهندي "ناريندرا مودي"، ورئيس البرازيل "جايير بولسونارو". كما يلقي العاهل الأردني الملك "عبد الله الثاني" خطابا في المؤتمر، وقادة 4 دول أفريقية أيضا.

ويقود وزير الخزانة الأمريكي "ستيفن منوتشين" وفدا أمريكيا بارزا يضم "جاريد كوشنير"، صهر الرئيس الاميركي "دونالد ترامب" ومستشاره، في حين قاطع "منوشين" المنتدى العام الماضي.

ومن بين الحاضرين أيضا الرؤساء التنفيذيون لكل من مؤسستي "بلاك ستون" و"سويفت بانك".

والعام الماضي، قرر مدير العمليات في سويفت بنك "مارسيلو كلاور" الانسحاب من المنتدى، كما غاب الرئيس التنفيذي لبلاك ستون "ستيفان شوارزمان"

وسيشارك مسؤولون كبار من مصارف أمريكية عملاقة، بينها "جي بي مورغن" و"بانك اوف اميركا". ويعمل المصرفان على مشروع طرح نسبة من أسهم عملاق النفط السعودي "أرامكو" للاكتتاب العام.

يشار إلى أن الرؤساء التنفيذيون لـ "دويتش بنك"، و "جيه بي مورغان تشيس"، و "بلاك روك إنك"، ورئيسة بورصة نيويورك، "ستيسي كنينغهام" والرئيس التنفيذي لبورصة لندن "ديفيد شويمر"، غابوا عن المنتدى في نسخته الثانية العام الماضي.

وورد في لائحة العام الحالي أيضا حضور رؤساء الصناديق السيادية لكل من الكويت والإمارات وسنغافورة وروسيا.

وقال الباحث في مؤسسة "ستراتفور" الأمريكية "راين بول" لوكالة "فرانس برس" إن نسخة العام الحالي "مغايرة جدا عن السنة الماضية".

وأضاف أن "التهديد بمعاقبة السعودية جراء سجلها في مجال حقوق الانسان، والذي قاد إلى مقاطعة العام الماضي، توقّف. ليس لدى العديد من الحاضرين أي مانع في التقرّب من السعودية".

وتترقب الشركات الكبرى والمصارف إعلان شركة "أرامكو" النفطية طرح جزء من أسهمها للاكتتاب العام، وتسعى للحصول على دور ما في عملية البيع التاريخية هذه.

وتخطّط المملكة لطرح 5% من أسهمها في السوق، في ما يقدر محللون قيمته بما بين 1.5 و2 تريليون دولار.

وقال الاستاذ المساعد في كلية لندن للاقتصاد "ستيفان هارتوغ": "أتوقّع أن يصبّ المراقبون الدوليون وكذلك الحضور (في المنتدى) اهتماهم على الاكتتاب العام المؤجل لأرامكو بدل تبعات (قضية) خاشقجي".

ونقلت تقارير أنّ وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية رجّحت بأن يكون "بن سلمان" الذي يتمتع بنفوذ واسع في دوائر صنع القرار في الحكومة السعودية، أمر بتنفيذ عملية القتل.

ويقول مراقبون إن بعض الشركات العالمية التي تسعى إلى تفادي أي ضرر في سمعتها جراء ممارسة أعمال تجارية مع السعودية، ستتجنّب المؤتمر، ولكن من المرجح أن تجري اجتماعات على هامشه.

وتجنّب كثير من زعماء العالم الظهور إلى جانب ولي العهد السعودي بعد مقتل "خاشقجي"، إذ شكّلت الجريمة اختبارا للتحالفات بين الرياض وعواصم حليفة بينها الولايات المتحدة وباريس وغيرها.

ومن المقرر انعقاد المنتدى في فندق "ريتز كارلتون" الذي حوله "بن سلمان" في عام 2017 إلى سجن لمئات رجال الأعمال السعوديين وبعض أفراد العائلة الحاكمة، قبل أن يفرج عنهم لاحقا بموجب تسويات مالية كبيرة.