تواصل » تويتر

ما علاقة "بن سلمان" بالجواسيس السعوديين في "تويتر"؟

في 2019/11/08

الخليج أونلاين-

من جديد تواجه السعودية اتهامات بزرع جواسيس في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" للحصول على معلومات وبيانات خاصة بالعديد من المغردين، خاصة المعارضين للحكومة في المملكة، ولولي العهد محمد بن سلمان.

الاتهامات هذه المرة جاءت عبر وزارة العدل الأمريكية، التي وجهت بشكل مباشر اتهاماً لموظفين سابقين في شركة "تويتر" بالتجسس لحساب المملكة، واتضح أن أحدهم سبق أن التقى بملك السعودية سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد، ما يضع تساؤلاً حول علاقة الملك ونجله بهذه القضية بشكل مباشر.

ويأتي هذا التجنيد تتويجاً لسياسات سعودية قائمة على بذل جهود مكثّفة لتجنيد موظفين محليين في شركات التكنولوجيا، وتحويلهم إلى جواسيس للقضاء على أي معارضة والحصول على معلومات شخصية لمعارضين.

ما قصة الجواسيس السعوديين؟

نشر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "إف بي آي" صور متهمين سعوديين بالتجسس لحساب السعودية، ضمن قائمة المطلوبين، عمل أحدهم في موقع التواصل الاجتماعي الشهير "تويتر".

وذكر موقع الـ "FBI"، في 7 نوفمبر 2019، بعض التفاصيل عن المواطنين السعوديين أحمد المطيري وعلي الزبارة، بالإضافة لنشره صورهم.

وقالت وثيقة الادعاء في وزارة العدل الأمريكية: إن "البيانات المسروقة شملت عناوين البريد الإلكتروني وأرقام الهواتف وعناوين بروتوكول الإنترنت للمعارضين السعوديين ومنتقدي الحكومة السعودية".

واتهم مكتب التحقيقات "المطيري" بالعمل كصلة وصل بين موظفي تويتر وبين الحكومة السعودية، حيث قدم للرجلين (علي الزبارة، والأمريكي أحمد أبو عمو الذي عمل في تويتر سابقاً أيضاً)، مئات الآلاف من الدولارات، بالإضافة إلى ساعة "هابلو"، باهظة الثمن، بحسب ذات الوثيقة.

فيما اتهم الزبارة بأنه "استغل قدرته كموظف في تويتر لجمع معلومات حساسة وغير متاحة للعامة عن منشقين ومعارضين للنظام السعودي".

الزبارة

بن سلمان متهم رئيس

صحيفة "الواشنطن بوست" بدورها نشرت، في 6 نوفمبر، خبراً عن توجيه محكمة فدرالية في سان فرانسيسكو الاتهّام إلى الموظّفَين السابقَين في شركة "تويتر" وسعودي آخر بالتجسّس على مستخدمين لمنصّة التواصل الاجتماعي وجّهوا انتقادات للعائلة المالكة في السعودية.

وأوضحت الوزارة أن المتّهمين الثلاثة وهم سعوديان وأمريكي (من أصل لبناني يدعى أبو عمو) عملوا معاً لحساب الحكومة السعودية والعائلة المالكة، وكان أحدهم على تواصل مباشر مع محمد بن سلمان أثناء توليه منصب وزير الدفاع قبل وصوله إلى منصب ولي العهد، من خلال كشف هويات أصحاب حسابات معارضة على "تويتر".

وبحسب لائحة الاتّهام فإن الأشخاص الثلاثة كانوا ينفّذون توجيهات مسؤول سعودي لم تكشف هويته يعمل لحساب شخص أطلق عليه المحققون تسمية "عضو العائلة المالكة-1"، وقد أفادت صحيفة "واشنطن بوست" بأنه ولي العهد السعودي.

ويأتي توجيه الاتهّام في توقيت لا تزال فيه العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية متوترة على خلفية جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول، في أكتوبر 2018، والذي وجهت اتهامات بشكل مباشر لابن سلمان بالتوجيه بتنفيذ عملية القتل.

علاقة بن سلمان والقحطاني بالجاسوس

إلى جانب ما نشرته الصحيفة الأمريكية حول علاقة أحد المتهمين بمحمد بن سلمان فإن "تويتر" لم يخلُ من حديث الناشطين حول مدى العلاقة بين الجواسيس وولي العهد السعودي.

ونشر ناشط يدعى بدر ناصر صورة لتغريدة قديمة لسعود القحطاني، المستشار السابق في الديوان الملكي السعودي والمتهم بإدارة عملية قتل خاشقجي، حيث تظهر التغريدة تأكيد القحطاني على استطاعة السلطات السعودية الوصول إلى "الأسماء المستعارة التي ترغب المملكة بالوصول إليها عبر عدة طرق إحداها (سر لن أقوله)"، وفقاً لما كتبه المستشار.

وعلق ناصر قائلاً: "سعود القحطاني، والملقب بـ #دليم، كان يهدد المغردين الوهميين ويقول يمكن معرفتكم بسر لن أكشفه .. واليوم انكشف كل شي بفضل الله".

ونشر الناشط السعودي الشهير تركي الشلهوب صورتين لملك السعودية ونجله، وهما بجوار الجاسوس "أحمد المطيري"، وعلق عليها قائلاً: "فضيحة مدوية".

وقال في تغريدة أخرى: "والله لم أشاهد غباء كغباء مراهقي الديوان الملكي! يلتقطون الصور مع جواسيسهم، وينشرونها في وسائل التواصل الاجتماعي، صور للجاسوس "أحمد المطيري" مع الملك سلمان، وولي عهده محمد بن سلمان، بدر العساكر مدير مكتب ابن سلمان!!!".

كما سخر ناشط يدعى "بوغانم" من ظهور المطيري بجوار بن سلمان ووالده، وعلق: "الأصدقاء في FBI لا تصدقوا كذب سلمان وابنه بأن المطلوب أحمد المطيري غير مقرب منهم أو غير معروف، هذه الصورة ستبين لكم مدى معرفتهم فيه، لذلك فإن سلمان وابنه على اطلاع كامل عن تحركاته في أمريكا، وإذا تبغون أي خدمة أو تحليل أو نصيحة، أنا حاضر أخدمكم بعيوني، ومجاناً بعد".

بن سلمان وقتل خاشقجي

ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريراً عن الكشف عن خلية التجسس السعودية في "تويتر"، واعتبرت أن القضية تؤكد محاولات ولي العهد السعودي ومستشاريه إسكات المعارضة، سواء داخل المملكة أو خارجها، مشيرة إلى جريمة قتل وتقطيع جثة الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

وبناء على وثائق المحكمة فإن المسؤول الحكومي الذي جند موظفي "تويتر" كان هو الأمين العام لمنظمة خيرية يملكها عضو في العائلة المالكة، وينطبق وصفها على مؤسسة "مسك" التي أنشأها "بن سلمان"، ويديرها مدير مكتبه "بدر العساكر".

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مصادر عدة أن عملاء المخابرات السعودية أقنعوا "الزبارة" لاحقاً بالتجسس على حسابات المستخدمين الذين كانوا يبحثون عن معلومات عنهم، ومن بينهم المعارضون والناشطون الناقدون لـ"بن سلمان".

وتجسس "الزبارة" على 6000 حساب "تويتر" بطلب من المسؤولين السعوديين عام 2015، بينها حساب يعود للمعارض السعودي عمر عبد العزيز، صديق خاشقجي.

دعوى قضائية من ناشط سعودي

وفي 20 أكتوبر الماضي، كشفت وسائل إعلام أمريكية، عن قيام المعارض السعودي عمر عبد العزيز، المقيم في كندا، برفع دعوى قضائية في كاليفورنيا الأمريكية ضد موقع "تويتر"؛ بسبب عدم إبلاغ الموقع له بشأن اختراق الحكومة السعودية لحسابه، ما عرضه وأسرته لمخاطر.

وأوضح عبدالعزيز أن الاختراق أدى إلى كشف الحكومة السعودية لخططه المتعلقة بتنظيم حملة احتجاجية ضد السياسات الحكومية السعودية على وسائل التواصل الاجتماعي، مع الصحفي خاشقجي قبل أشهر قليلة من مقتل الأخير العام الماضي.

وقال في الدعوى: إن الحكومة السعودية قامت بتعيين موظف سعودي يدعى "علي آل زبارة" في شركة تويتر، بهدف اختراق حسابه وجمع المعلومات الاستخباراتية عنه.

وأوضح في الشكوى أن موقع "تويتر" اكتشف أنشطة آل زبارة، وأقاله في عام 2015، وأبلغ في وقت لاحق عشرات المستخدمين في "تويتر" أن حساباتهم "ربما تكون قد استهدفت من قبل جهات تابعة للدولة".

ووفقاً للدعوى فقد تمكن عملاء سعوديون، في يونيو 2018، من زراعة برمجيات خبيثة في هاتف عبد العزيز، ما سمح لهم بالتجسس على أنشطته.

وكان ما كشفه عبد العزيز يثير الريبة حول علم تويتر بحالات التجسس وصمتها أو تساهلها مع المتورطين رغم إقالة أحدهم لاحقاً، إلا أن ما كُشف مؤخراً قد يضع سلطات المملكة في ورطة حقيقية، خصوصاً بعد وصول القضية إلى وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي، وهو ما يشير بوضوح إلى احتمالية مساءلة المتورط الرئيسي الذي من المرجح أن يكون بن سلمان.