سياسة وأمن » حروب

هل تخلت السعودية عن هدف تحالفها للخروج من مأزق حرب اليمن؟

في 2019/11/30

الخليج أونلاين-

فتح اتفاق تقاسم السلطة بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي الباب أمام إنهاء النزاع الذي خلف آلاف القتلى في اليمن، مع إعلان السعودية عن قنوات اتصال مع الحوثيين في مسعى قد ينتج اتفاقاً مشابهاً.

وبالتزامن مع التحركات المستمرة لإجراء حوار بين الطرفين، قدمت السعودية حوافز جديدة في محاولة منها لتعزيز مسار التهدئة العسكرية، من خلال إفراجها عن أكثر من 120 أسيراً حوثياً، وإعلان إعادة فتح مطار صنعاء الذي يسيطر عليه الحوثيون أمام الرحلات الخاصة بنقل المرضى.

وتحاول السعودية الخروج من مأزق الحرب في اليمن، بعد مرور نحو 5 أعوام، دون تحقيق الأهداف التي رسمتها مع انطلاق الحرب مطلع عام 2015، والتي كانت في مقدمتها إعادة الشرعية إلى العاصمة صنعاء، وهو ما لم يتحقق حتى اليوم، وسط خسائر كبيرة تلقتها في اليمن.

حافز جديد.. ورد موجع!

لم تجد الرياض من طريقة لتقديم حوافز للحوثيين من أجل إنجاح المفاوضات غير الإفراج عن أسرى من المليشيا لديها، حيث أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر نقل 128 أسيراً حوثياً من السعودية إلى صنعاء الخاضعة لسلطة الحوثيين، بعد يومين من إعلان التحالف السعودي الإماراتي عن مبادرة لإطلاق سراح 200 أسير حوثي.

وأوضحت في تغريدة على "تويتر"، في 28 نوفمبر، "نعيد اليوم 128 محتجزاً من السعودية إلى صنعاء"، مضيفة: "نرحب بهذه المبادرة، ويسرنا أن تتم مراعاة الاعتبارات الإنسانية من أجل العائلات التي تنتظر عودة أحبائها إلى ديارهم".

ويوم 26 نوفمبر، أعلن الناطق باسم التحالف العسكري بقيادة الرياض في اليمن، تركي المالكي، نيته إطلاق مئتي أسير من الحوثيين، والسماح بسفر مرضى من صنعاء، في خطوة تدعم التحركات القائمة لإنهاء النزاع في هذا البلد.

وجاء القرار بعد نحو شهرين على خفض الهجمات الحوثية ضد السعودية، وبعيد إعلان مسؤول سعودي أن المملكة فتحت "قناة اتصال" مع الحوثيين من أجل إنهاء الحرب المستمرة منذ 2014.

وعقب ساعات من وصول الأسرى الحوثيين، أعلنت جماعة الحوثيين، في 29 نوفمبر، تمكن عناصرها من إسقاط مروحية عسكرية سعودية ومصرع طاقمها المؤلف من شخصين، على الحدود بين البلدين.

وذكرت أن الوفد الحوثي الموجود في الرياض يرأسه وزير العدل السابق إسماعيل الوزير، وعضو المجلس السياسي للحوثيين حسين العزي، والقيادي المؤتمري المقرب من الحوثيين أحمد الكحلاني، وشخصيات حوثية: فضل أبوطالب، وزيد الذاري، وأمة العليم السوسوة، وعلي الكحلاني.

وأوضحت أن الوفد الحوثي المقيم في فندق الريتس كارلتون التقى برئيس جهاز الاستخبارات السعودية في 15 أكتوبر الماضي، والتقى برئيس اللجنة الخاصة في 17 أكتوبر، وفي الثالث من نوفمبر الجاري التقى بنائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان.

وأكدت أنه تم التطرق لموضوع إيقاف الحرب والاستغناء عن الدعم الإيراني، مقابل قيام المملكة بتعويض ذلك الدعم وبشكل أكثر سخاءً، فيما يلتزم الحوثيون بتأمين الحدود ووقف استهداف المنشآت السعودية.

السعودية تبحث عن مخرج

وجاءت هذه الأنباء بالتزامن مع تحركات يقودها خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعودي، الذي يبدو أنه تولى ملف حل الأزمة في اليمن، حيث زار، في 11 نوفمبر الجاري، سلطنة عُمان، وعقد لقاءات في مسقط مع كلٍّ من السلطان قابوس بن سعيد، ووزير الدفاع في سلطنة عمان بدر البورسعيدي، ومسؤولين آخرين.

ولم يُعلن أيٌّ من الجانبين؛ السعودي أو العماني، المزيد من التفاصيل بشأن ما تناولته المحادثات، لكن كان واضحاً أن الملف اليمني محور أجندة الزيارة، سواء بحضور خالد بن سلمان أو على صعيد أعضاء وفده، والذي ضم أيضاً السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر.

وجاءت الزيارة بالترافق مع التسريبات المثارة بشأن حوارٍ جارٍ بين الحوثيين، الذين لهم أيضاً وفد برئاسة المتحدث الرسمي للجماعة، محمد عبدالسلام، في مسقط منذ شهور طويلة، وبين الجانب السعودي. وعلى مدى السنوات الماضية كانت السلطنة بوابة الجهود الدبلوماسية الدولية مع الحوثيين.

وفي أواخر أغسطس الماضي، قالت وسائل إعلام أمريكية إن زيارة خالد بن سلمان إلى واشنطن كانت تهدف للقاء مسؤولين أمريكيين، بينهم وزير الخارجية مايك بومبيو، لمناقشة الأزمة اليمنية والحرب مع الحوثيين، إضافة إلى الأزمة مع إيران.