مجتمع » حريات وحقوق الانسان

جوجل وأبل تحذفان توتوك الإماراتي بعد تقرير عن استخدامه للتجسس

في 2019/12/24

وكالات-

أزالت شركتا "جوجل" و"أبل" تطبيقا إماراتيا للمراسلة يدعى "توتوك - ToTok" من متجري تطبيقاتهما "آب ستور" و"جوجل بلاي" على خلفية استخدامه من قبل أبوظبي لأغراض التجسس.

جاء ذلك بعدما نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا، السبت الماضي، يفيد بأن التطبيق يتيح للحكومة الإماراتية تعقّب المحادثات والحركة وتفاصيل أخرى عن الأشخاص الذين حمّلوه على هواتفهم.

وبحسب الصحيفة الأمريكية فإن "توتوك"، الذي يستخدمه الملايين في الإمارات والبلدان المجاورة، مصمّم ليبدو وسيلة آمنة وسهلة الاستخدام لإرسال الرسائل والفيديوهات في بلدان تحظر خدمات مماثلة.

وأضافت أن شركة "بريج القابضة" أطلقت التطبيق هذا العام، وهي على الأرجح "واجهة" للتعامل مع شركة "دارك ماتر" للاستخبارات والقرصنة الإلكترونية ومقرها أبوظبي.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمنيين أمريكيين سابقين أن شركة "دارك ماتر" تخضع لتحقيق من قبل مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي "FBI" للاشتباه في احتمال ارتكابها جرائم إلكترونية.

وصدر تطبيق "توتوك" في 27 يوليو/تموز، وسرعان ما اكتسب شعبية في الإمارات التي تحظر فعليا تطبيقات مراسلة شهيرة مثل "واتساب" و"سكايب"، ولهذا سُر المستخدمون به لوجود بديل مجاني وفعال، ثم انتشر بسرعة في دول عربية أخرى ثم في بقية العالم.

ففي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي كان نحو 600 ألف شخص قد حمّلوا التطبيق على أجهزتهم العاملة بنظامي "أندرويد" و"آي أو أس".

وفي هذا الصدد، قال الباحث في الشؤون الأمنية والموظف السابق لدى وكالة الأمن الوطني الأمريكية "باتريك واردل"، في تحليله للتطبيق على مدوّنة إلكترونية: "إن تحليلنا أظهر أن توتوك يقوم ببساطة ما يدعي أنه يقوم به.. وحقا لا شيء أكثر"، مضيفا: "إنها حقا عبقرية عملية المراقبة الجماعية بأكملها، لا ثغرات ولا أبواب خلفية ولا برامج ضارة".

فـ"توتوك" يطلب صراحةً الوصول إلى ميكروفون الهاتف والكاميرا والصور والموقع والتقويم وجهات الاتصال، وجميع الأذونات التي تُمنح غالبا لتطبيقات المراسلة، لكن، بدلا من الالتزام بمهام المراسلة مثل شاكلته من التطبيقات، فإنه يستخدم ما يصل إليه من معلومات لمراقبة مستخدميه، ومن خلال حظر تطبيقات المراسلة الأخرى في البلاد، فإن الإمارات ضمنت عمليا نجاح هذا التطبيق، حسب "واردل".

وأضاف: "أنت لا تحتاج إلى اختراق الناس كي تتجسس عليهم إذا أمكنك جعلهم ينزلون هذا التطبيق بمحض إرادتهم على هواتفهم (..) وبعد رفع جهات الاتصال ومحادثات الفيديو والمواقع، ما المعلومات الاستخباراتية التي قد تريدها أكثر من ذلك؟".

وأشار "واردل" إلى أن "توتوك يقوم على تجميع البيانات على غرار برنامج بالك كوليكشن الذي تعتمده الوكالة الأمريكية للأمن القومي وإنما بشكل أعمق"، مضيفا: "ما أن تعلم من يحادث من وربما أيضا عمّا يتحادثان يمكنك التعرّف على اهتمامات أفراد معيّنين واستهدافهم بقدرات أكثر تطوّرا".

ولم يتطرّق "توتوك" في تعليق له، الإثنين، إلى مزاعم التجسس، لكنّها أشارت إلى أن تطبيق الرسائل "غير متوفر بشكل مؤقت" على منصّتي "جوجل" و"أبل" بسبب "مشكلة تقنية".

وجاء في بيان لـ"توتوك": "في حين يمكن للمستخدمين الحاليين للتطبيق أن يتمتعوا بخدماتنا من دون انقطاع، نود أن نبلغ مستخدمينا الجدد بأننا ملتزمون مع جوجل وأبل بحل هذه المسألة"، مشيرا إلى أن التطبيق متوفّر على موقعه الإلكتروني وعلى منصات بيع الهواتف الذكية "سامسونج" و"هواوي" و"شاومي" و"أوبو".