علاقات » عربي

وائل غنيم.. أداة مصر والإمارات الهزلية ضد ثورات الشعوب

في 2020/01/24

الخليج أونلاين-

بعد سنوات من غيابه بعد أن كان أيقونة ثورة 25 يناير المصرية، عاد وائل غنيم إلى الظهور للعامة مستخدماً حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن بشكل وأيديولوجيا جديدة غير التي عرف بها حين كان شاباً ثائراً.

وخرج غنيم لمتابعيه في أول فيديوهاته حليق الرأس والحاجبين وبملابس شبه عارية، مع تصرفات انفعالية له وغير متزنة، وهو ما جعل الكثير يطلقون عليه بأنه شخص مريض نفسي ويحتاج إلى طبيب وعلاج ومصحة نفسية.

وتدريجياً بدأ أيقونة ثورة 25 يناير التراجع عن مهاجمة النظام المصري، وعن أفكاره الثورية؛ من خلال دعوته الشباب إلى عدم الاستجابة لمطالبات المقاول والممثل المصري محمد علي، بالنزول إلى كافة الميادين تزامناً مع الذكرى التاسعة للثورة المصرية، والمطالبة برحيل الرئيس عبد الفتاح السيسي.

ولم يكتفِ مهندس الكمبيوتر والمدير الإقليمي السابق بشركة جوجل بالتنظير للنظام المصري وداعميه السعودية والإمارات، بل عمل على إعادة تنشيط صفحة "كلنا خالد سعيد" التي أسسها في عام 2011 تضامناً مع شاب مصري قتل تحت التعذيب داخل أحد سجون الشرطة في الإسكندرية.

ولكن هذه الصفحة حملت أفكاراً مختلفة عما كانت عليه عند تأسيسها؛ إذ عادت لمهاجمة الثوار، ومطالبة المصريين بالتهدئة، وتسامح المصريين بعضهم مع بعص للخروج من الأزمات التي تواجهها بلادهم.

وهاجمت الصفحة دولة قطر، وتجنّبت إدانة النظام المصري والسيسي واعتقاله للآلاف من الثوار والزج بهم في السجون، وتعذيبهم وإعدام العشرات منهم بسبب تهم تتعلق بمعارضتهم للنظام، وسحق أي أصوات تنادي بالتغيير والحرية، وفق تأكيدات مؤسسات حقوقية دولية.

كذلك قدّم غنيم، المقيم في الولايات المتحدة، اعتذراً عبر حسابه على "تويتر" لولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، عن "كل إساءة وجهتها له عبر مقاطع فيديو اليوتيوب".

وقال غنيم في تغريدة له: "أنا كنت باحثاً عن الحقيقة ووصلت الآن لقناعة أن ما يحدث من فتنة في العالم العربي يجب أن يتوقف، وأن نبحث جميعاً عن الطريق المشترك إلى الله فيجمعنا على حبه يا سميَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم. كل التحية".

وفي تحول جديد من قبل النظام المصري وإشارة إلى تبني غنيم، بدأت الصحف والمواقع المدعومة من أجهزة المخابرات بنشر أخبار الناشط المثير للجدل والإشادة به عبر منصاتها المختلفة.

وبعد هذه المواقف الجديدة لغنيم ومهاجمة الثوار المصريين، أطلق نشطاء وسم "وائل عميل الإمارات"، مع نشر صور له بصحبة وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، والرئيس الحالي السيسي.

وغرد الكثير من المصريين عبر الوسم متهمين غنيم بأنه "عميل للإمارات"؛ بعد مهاجمته الثوار ومطالبته بعدم النزول إلى الميادين والشوارع المصرية في ذكرى 25 يناير.

وغرد أنس حسن، مؤسسة شبكة رصد الإخبارية، عبر وسم "وائل عميل الإمارات، وقال: "من يضع يده في يد قاتل زي السيسي العالم كله معترف بجريمته، واللي يحط يد في أيدي نظام قمعي ومحتل زي الإمارات، واللي يطبل لمعتوه زي تركي آل الشيخ.. هو عميل حقيقي مش واحد مجنون أو مضطرب".

ونشر حسن تغريدة أخرى يظهر فيه غنيم إلى جانب بن زايد، وكتب فيها: "الصورة دي لوائل في قطر يوم 20 يناير 2011.. داخل الجزيرة.. احتفالاً بعشر سنوات على الجزيرة نت.. قبل الثورة بـ5 أيام.. ويقولك عملاء قطر والجزيرة".

واتهم حسن غنيم بأنه تم تجنيده من قبل جهاز أمن أبوظبي بعد 2012، وتم استقطابه بعد الثورة واستخدامه في حملات الاستعداد للانقلاب، مع عسكرته له من خلال صفحة خالد سعيد.

وقال: "غنيم تاريخه ملوّث بالدم المصري وآلاف المساجين.. وبعدها بلع لسانه لحد ما جات له تعليمات يتكلم".

الناشط عبد العزيز مجاهد طرح تساؤلاً لغنيم حول موقفه من بيع السيسي لتيران وصنافير، وعدم وجود أي موقف له مما حدث في مجزرة رابعة من قبل قوات الجيش والشرطة المصرية، وكذلك الانقلاب العسكري.

وكذلك أكدت صفحة "راصد الحقيقة" عبر "تويتر" أن غنيم جندته الإمارات للإطاحة بالمعارضين المصريين خارج البلاد وتسليمهم للنظام المصري.

كل هذه الحملة التي يقودها غنيم عبر منصاته في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة تتزامن مع قرب الذكرى التاسعة لثورة 25 يناير، وحالة الخوف التي يشعر بها النظام المصري، كما يؤكد الكاتب والمحلل السياسي المصري قطب العربي.

وقامت ثورة 25 يناير، كما يقول العربي لـ"الخليج أونلاين"، ضد الحكم العسكري بقيادة محمد حسني مبارك، ورفعت صوت الشعب المصري وجعلته صاحب القرار والإرادة من خلال إجراء انتخابات بعدها لاختيار رئيس جمهورية منتخب.

"وما جاء بعد ثورة 25 يناير كان غريباً على العسكر الذين كانوا يحكمون دائماً ويطلبون من الجميع الطاعة، ويرون أن الحق لهم فقط في الحكم دون أي أحد آخر، كما أنهم يخشون من ذكراها وينظرون إليها كشبح يطاردهم"، حسب العربي.

ويقوم النظام المصري، وفق حديث العربي، بحملة قوية كبيرة على مختلفة الصعد، سواء على الأرض من خلال التفتيش وحملات الاعتقال للمواطنين من الشوارع، أو من خلال الفضائيات ووسائل الإعلام لمهاجمة ثورة يناير.