صحة » احصاءات

في يومه العالمي.. ماذا تعرف عن مرض السرطان في الخليج؟

في 2020/02/06

الخليج أونلاين-

ليس من جديد القول إن مرض السرطان من بين أكثر الأمراض رعباً في العالم، حيث إن نسبة الشفاء منه ضعيفة جداً، لا سيما في البلدان التي تعاني تدنياً في مستوى توفير الخدمات الصحية.

لكن اللافت للنظر أن بلدان الخليج العربي، وعلى الرغم من أنه يمكن تصنيفها من بين البلدان التي تولي اهتماماً كبيراً لتوفير الخدمات الصحية، فإنها تسجل ارتفاعاً في حالات الإصابة بالسرطان.

بمناسبة اليوم العالمي للسرطان، الذي يوافق 4 فبراير من كل عام، توقّعت منظمة الصحة العالمية، في تقرير لها، ازدياد حالات السرطان بنسبة 81% بحلول عام 2040 في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، بسبب عدم كفاية الموارد اللازمة للوقاية.

وحذرت المنظمة المتخصصة التابعة للأمم المتحدة من أنه إذا استمرت الاتجاهات الحالية فإن العالم سيشهد زيادة عالمية بنسبة 60% في حالات السرطان على مدى العقدين المقبلين.

وفي عام 2018 سجلت منظمة الصحة العالمية 18.1 مليون حالة سرطان جديدة في جميع أنحاء العالم، وتتوقع المنظمة أن يصل الرقم إلى ما بين 29 و37 مليون حالة بحلول عام 2040.

بحسب البيان سيزداد عدد الإصابات الجديدة بالسرطان بشكل أكبر في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل (+81% بحسب التقديرات).

وأشارت المنظمة إلى أن السبب الأساسي في ذلك أنّ هذه البلدان لم تخصص سوى موارد صحية محدودة لمكافحة الأمراض المعدية وتحسين صحة الأمهات والأطفال، ولأن الخدمات الصحية في هذه البلدان غير مجهزة للوقاية من السرطانات وتشخيصها وعلاجها.

بلدان الخليج.. اهتمام كبير

في بلدان الخليج العربي تكثف الجهات الحكومية المختصة جهودها في محاولة لخفض الإصابة بهذا المرض، لكن أسباباً عديدة تقف خلف انتشاره فيها، لا سيما سوء النظام الغذائي والسمنة، إذ تعد السعودية من بين أكثر البلدان التي تعاني شعوبها من البدانة في العالم.

وجدد الأمين العام للاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان، د. خالد الصالح، في افتتاح الأسبوع الخليجي الخامس للتوعية بالسرطان، بالكويت (2 فبراير الجاري)، تأكيد التوقعات البحثية التي تشير إلى وصول عدد المصابين بالسرطان في دول التعاون الخليجي بحلول 2030 إلى 21 ألف مريض.

وسبق أن توقع مركز الخليج لمراقبة السرطان ظهور 21 ألف حالة سرطان جديدة بين مواطني دول مجلس التعاون بحلول عام 2030.

وخلال المؤتمر التاسع لأمراض الأورام الذي عقد بدبي، في أكتوبر 2017، ذكر المركز أن الإصابات المسجلة عام 1998 في دول المجلس كانت 8065 حالة، وفي عام 2009 بلغت 11 ألفاً و894 حالة.

ويأتي ارتفاع معدلات السرطان في دول مجلس التعاون الخليجي متسقاً مع ارتفاع الإصابات عالمياً، لكن ثمة إشكالية تتعلق بمسألة التعاطي مع الإحصاءات والأرقام المتعلقة بهذا الأمر.

استراتيجية وطنية في قطر

آخر إحصائيات طرحتها قطر تفيد بوجود 1566 حالة سرطان في البلاد، 21% منهم  قطريون (بمعدل 42 % من الإناث و58 % من الذكور).

وأكدت وزارة الصحة العامة القطرية مواصلة اتخاذ الإجراءات اللازمة للحدّ من مرض السرطان ومكافحته، خلال مؤتمر صحافي عقد، الاثنين (3 فبراير الجاري)، بمقر الوزارة.

ووفقاً لصحيفة الشرق يعتبر سرطان الثدي هو الأكثر شيوعاً في قطر، بمعدل 20.66 % من مجمل الحالات، ويليه سرطان القولون والمستقيم بنسبة 12% من كافة حالات السرطان بين القطريين، ووصل معدل الإصابة الخام إلى 59.8 لكل 100 ألف حالة.

أما فيما يتعلق بنسب البقاء على الحياة للمرضى القطريين فقد وصلت نسب الشفاء من سرطان الغدة الدرقية إلى 90%، في حين سجلت نسبة الشفاء من سرطان الثدي 89%، أما نسبة الشفاء من سرطان القولون فقاربت الـ 69%  و67% لسرطان الدم.

ويوفر المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان تخصصات متنوعة لجميع أنواع السرطانات، أما أحدث العلاجات المتوفرة بالمركز فهي العلاج المناعي الذي يركز على تقوية مناعة الجسم الداخلية للسيطرة على المرض، وفي بعض الحالات التخلص منه.

وتهدف الاستراتيجية الوطنية للصحة 2018-2022 إلى الحد من الوفيات المبكرة الناجمة عن الإصابة بالسرطان والأمراض المزمنة الأخرى بنسبة 25% بحلول عام 2025.

وتعد قطر من الدول القليلة في العالم التي تقدم خدمات الكشف المبكر مجاناً للمواطن والمقيم، فضلاً عن توفير العلاج لمرضى السرطان بنسبة 80%.

1840 مصاباً في سلطنة عُمان

في سلطنة عُمان كشف آخر تقرير صادر عن وزارة الصحة، كان بتاريخ 21 أكتوبر 2018، ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان في السلطنة لغاية عام 2015، بشكل تصاعدي، إذ بلغ 1840 حالة.

وأوضحت الإحصائيات أن معدل حدوث مرض السرطان هو 103.8 لكل 100 ألف من السكان، وجاء سرطان الثدي أكثر الأنواع شيوعاً بين الإناث، وسرطان البروستات بين الرجال.

وكشف التقرير عن تزايد عدد حالات الإصابة بسرطان الثدي بشكل تصاعدي في السلطنة، إذ سُجلت 175 حالة جديدة عام 2013، في حين سُجلت 178 حالة عام 2014.

لكن أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي، وزير الصحة العُماني، أكد في وقت سابق أنَّ وضع السرطان في السلطنة لا يعد أمراً مقلقاً أو خطراً إذا ما قورن ببقية دول المنطقة أو دول العالم، وأن السلطنة تعد الأقل بكثير من بقية دول العالم.

وحث على ضرورة "اتباع أفراد المجتمع نمط حياة صحيّاً سليماً، يتمثل في التغذية الصحية السليمة، وممارسة النشاط البدني، والامتناع عن التدخين تماماً؛ حيث يعمل ذلك على تفادي أو تأخير الإصابة بالأمراض السارية المزمنة بما فيها أمراض السرطان".

ثاني الأمراض المسببة للوفاة بالكويت

يعتبر مرض السرطان في الكويت ثاني مسبب للوفاة بعد مرض القلب، وفق مديرة مركز الكويت لمكافحة السرطان، د. خلود العلي، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الكويتية، يوم الاثنين (3 فبراير الجاري).

وقالت العلي إن أحدث إحصائية أجريت في الكويت بهذا الصدد عام 2015، وأظهرت أن "معدل إصابة الرجال الكويتيين بمرض السرطان كان 183 لكل 100 ألف شخص، في حين كان معدل الإصابة لدى الإناث الكويتيات 161 من أصل 100 ألف أيضاً".

وذكرت أن متوسط العمر عند الإصابة كان  54.5 سنة، في حين كانت 4% فقط من الحالات تحت عمر الـ 18 عاماً، و36% من الحالات كانت أعمارها 60 عاماً فأكثر.

وكشفت أن حالات سرطان الثدي والمستقيم والغدة الدرقية والدم والغدد اللمفاوية والرئة بلغت 59% من مجمل الحالات التي شُخِّصت.

وتطرقت العلي إلى مركز الكويت لمكافحة السرطان، مبينة أنه أنشئ عام 1967 وأصبح مركزاً متكاملاً منذ عام 1982، ويضم الآن عدة مراكز متخصصة في علاجات السرطان.

1784 مصاباً في البحرين

تؤكد تصريحات المسؤولين البحرينيين تسجيل ارتفاع بعدد المصابين بمرض السرطان في البلاد.

في هذا الصدد تذكر وزيرة الصحة، فائقة الصالح، أن عدد المرضى بلغ 1556 في عام 2018، و1784 في عام 2019.

وبحسب ما أوردت صحيفة "البلاد" المحلية، في نوفمبر الماضي، فقد تركزت أكثر الحالات للفئة العمرية بين 50 و59 عاماً؛ إذ بلغ عدد المرضى 515 عام 2019.

أما فيما يتعلق بالأطفال فعدد الحالات بلغ 50 حالة للمولودين من يوم واحد إلى 9 سنوات.

وأشارت الوزيرة إلى أنه ليس هناك ميزانية مخصصة لمرض دون الآخر، وإنما ترصد ميزانية لتوفير العلاج وفق حاجة كل مريض.

وعن أسباب انتشار المرض أوضحت الوزيرة أن هناك قرابة 200 نوع من مختلف أنواع السرطان، ولا توجد أسباب مباشرة معلومة لمعظم هذه الأنواع.

ونبهت الوزيرة إلى أن هذا المرض يشكل عبئاً اقتصادياً واجتماعياً على المجتمع وأفراده، وفي عام 2017 احتلت الأورام المرتبة الثانية ضمن أهم أسباب الوفاة بنسبة 15.5% من مجمل الوفيات في البحرين.

وقالت إن الوزارة أعدت خطة تنفيذية لمكافحة مرض السرطان بالبحرين بين 2016 و2025، التي تحدد دور عدة جهات بالوزارة في مجالات الوقاية الثلاثة (الأولية والثانوية والثالثية).

13 % نسبة المصابين سنوياً بالإمارات

يعد مرض السرطان السبب الرئيسي الثالث للوفاة في الإمارات، ووفقاً لإحصائيات هيئة الصحة فإن عدد الوفيات بالمرض سنوياً يقدر بـ13%.

وكشف أول تقرير يصدر عن السجل الوطني للأورام على مستوى دولة الإمارات، في مارس 2018، عن تسجيل 3816 حالة سرطان عام 2014، وبلغ عدد الوفيات المبلغ منها 758 وفاة.

وذكر التقرير أن حالات السرطان الأكثر شيوعاً لدى الذكور كانت سرطان القولون والمستقيم، يليه البروستاتا، ثم سرطان الدم، يليه الرئة، في حين كانت لدى الإناث سرطان الثدي، يليه الغدة الدرقية والقولون، والمستقيم، وعنق الرحم، وابيضاض الدم.

السعودية.. عدد المصابين في ازدياد

بلغت الإصابات بمرض السرطان في السعودية، حسب السجل الوطني للأورام، التابع للمجلس الصحي السعودي 12 ألف حالة للسعوديين و4 آلاف لغير السعوديين.

ووفق صحيفة "الوطن" المحلية، يقول استشاري الأورام والعلاج بالأشعة في المركز السعودي للعلاج بالبروتون، د.مشبب العسيري، إن سرطان الثدي يشكل أغلب الإصابات في المملكة، بنسبة 16%، يليه سرطان القولون والمستقيم بـ12%، ثم سرطان الغدة الدرقية بـ 8%، يليه سرطان الغدة الليمفاوية وسرطان الدم، مع قابلية الزيادة في المستقبل.

وبحسب استشارية الأشعة التشخيصية في قسم الأشعة بمستشفى الملك فهد الجامعي، د.فاطمة الملحم، فإن نسبة الإصابة بأمراض السرطان في ازدياد، مشيرة إلى أن العوامل التي ساعدت على انتشار السرطان هي التغيرات البيئية والتغيرات الغذائية، والتقدم في السن والسمنة وقلة الحركة وأدوية الهرمونات.

إصابة معتقلي الرأي بالسرطان

وفي إطار الحديث عن مرض السرطان بالسعودية، يقود الحديث إلى ما كشف عنه القائمون على حساب "معتقلي الرأي" حول تفشي السرطان في سجون المملكة.

وذكر الحساب الموثق على "تويتر" وهو المعني بنشر أخبار المعتلقين، في أبريل الماضي، أنه "تأكد لنا خبر انتشار مرض السرطان (خاصة سرطان الجلد وسرطان المعدة) بين صفوف معتقلي الرأي".

وأرجع المصدر ذلك إلى "عدة عوامل، أبرزها: إهمال عامل النظافة في أواني الطعام التي يقدم فيها الطعام للمعتقلين، وأيضاً تعمد عدم تنظيف الزنازين بشكل كافٍ".