علاقات » روسي

فيروس كورونا يؤثر على التعاون السعودي- الروسي في مجال السياسات النفطية

في 2020/02/10

نيويورك تايمز-

أثر انتشار فيروس كورونا المستجد على التحالف السعودي- الروسي الذي عمل خلال السنوات الثلاث الماضية على رفع أسعار النفط العالمية.

وفي تقرير أعده ستانلي ريد لصحيفة “نيويورك تايمز” قال إن انسجاما غائبا بين الدولتين المنتجتين للنفط خاصة فيما يتعلق بتعديل القدرة الإنتجابية لتتواءم مع تراجع الطلب الصيني بسبب الوباء الذي شل الاقتصاد الصيني.

ويريد وزير النفط السعودي عبد العزيز بن سلمان التحرك سريعا لعقد لقاء وبحث تخفيض جديد للإنتاج ولكنه يواجه صعوبات لإقناع موسكو حتى بعد مكالمة قام بها والده الملك سلمان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الإثنين.

وبدلا من ذلك عقدت منظمة الدول المنتجة والمصدرة للنفط (أوبك) اجتماعات على مدى ثلاثة أيام وأوصى فريق الفنيين بتخفيض الإنتاج بنسبة 600.000 برميل يوميا، أي نسبة 30% للحد من الإنتاج الذي اتفق عليه في كانون الأول (ديسمبر) ولكن أقل مما يريده السعوديون.

ومع ذلك قال الممثلون الروس الذين حضروا الاجتماع إن التوصية تبدو معقولة ولكنهم بحاجة للتفكير بها، حسب شخص اطلع على فحوى المباحثات.

وتقول الصحيفة إن عدم القدرة على التوافق حول خفض لإنتاج النفط أثار المخاوف حول قدرة السعودية باعتبارها القائد الفعلي لأوبك وروسيا العمل معا لتنسيق السياسات النفطية.

وتقول هيلما كروفت من البنك الاستثماري (أر بي سي) كابيتال ماركتس: “السؤال الحقيقي هو فيما إن كان الروس والسعوديون على توافق بشأن اتخاذ تحرك جماعي”. وتتوقع كروفت أن الروس “مترددون” بشأن تخفيض الإنتاج، مع أن روسيا قد توافق في النهاية حسبما تتكهن. إلا أن انعقاد الاجتماع ومنظور تخفيضات جديدة كان كافيا لوقف، وإن بشكل مؤقت، الانخفاض الحاد في أسعار النفط منذ اندلاع وباء فيروس كورنا المستجد والذي أدى لمقتل أكثر من 600 شخص في الصين. فقد تراجع سعر برميل خام برنت من 70 دولارا في بداية شهر كانون الثاني (يناير) إلى 55 دولارا يوم الجمعة.

وفي مقابلة مع يورن تونجين مدير البحث في ريستاد أنيرجي جاء أن الاتفاق على تخفيض الإنتاج بـ600.000 برميل الذي تمت مناقشته يعتبر “رقما معقولا”.

وتبحث أوبك في الخطوات الواجب عليها اتخاذها حال تصاعدت الأزمة، خاصة أن آثار وباء فيروس كورونا المستجد على مستويات الطلب على النفط لم تتضح به، رغم توقعات أن يكون لها أثر جوهري. وهناك عدد من المدن الصينية تم إغلاقها بالكامل ما أبطأ عمل المصانع وألغى الرحلات إليها. وسيؤدي الحد من النشاطات الاقتصادية إلى تخفيض استهلاك الطاقة- وهو أمر يثير قلق أوبك لأن الصين تعتبر أكبر مستورد للنفط في العالم.

وتتوقع وود ماكينزي، مؤسسة البحث في سوق النفط، أن يتراجع الطلب على النفط في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام إلى 900.000 برميل في اليوم أو نسبة 1% من نسبة الاستهلاك العالمي. وبدأ تراجع استخدام الطاقة في سوق الغاز المسال، الذي يستخدم في الصناعة ومولدات الطاقة.

وقدرت ريستاد إنيرجي تراجع استيراد الصين من الغاز المسال بنسبة 10% في شهر كانون الثاني (يناير).

ويقول المحللون إنه مع عدم حاجة الزبائن لكميات كبيرة من الطاقة كما كانوا يعتقدون فإن المشترين الصينيين يحاولون وقف الصفقات أو تأخير شحنها، فيما حاول البعض اعتبارها لاغية بسبب ظروف لم تكن متوقعة.

وقالت شركة توتال إنها رفضت محاولة من مشتر صيني لاعتبار شحنة كانت جاهزة لاغية.

ويرى المحللون أن الوضع قد يزداد سوءا وتجبر فيه السفن المحملة بالغاز الطبيعي لأن تذهب لأماكن أخرى في وقت يحتدم فيه التنافس على سوق الغاز الطبيعي بسبب تعدد الأطراف المزودة له وأدت إلى انخفاض أسعاره لأدنى مستوياته.

ويقول مدير وحدة الغاز الطبيعي المسال في مؤسسة وود ماكينزي، فرانك هاريس: “هناك على ما يبدو مشكلة في الصين وقدرتها على شراء الغاز الطبيعي المسال”.

وفي سوق النفط، هناك عوامل تعويضية، فالإنتاج النفطي الليبي تراجع إلى مليون برميل في اليوم أو 1% من الطلب العالمي، وهذا يعود إلى الاضطرابات السياسية. وفي الوقت الذي يتوقع فيه عودة النفط الليبي إلى السوق، لكن لا أحد يعرف متى.

ومع بدء صناعة النفط اكتشاف صدمة فيروس كورونا على الإنتاج العالمي فهناك من يطالب بالانتظار حتى لقاء أوبك المقبل في شهر آذار (مارس) وبعد ذلك اتخاذ قرارات. ويقول بيل فارن- برايس مدير وحدة الأمن في أر سي إنيرجي: “يبدو بالنسبة لي مجرد فزع”. وسواء حصل صدع بين السعودية وروسيا أم لا، فلن يتضح إلا مع مرور الوقت.

ويرى بعض المحللين أن روسيا لديها مصلحة للتعاون مع السعودية وتنسيق سياسة النفط. ويقولون إن بوتين ينتفع من العمل إلى جانب السعوديين. فهو يعطي روسيا مقعدا في أوبك حيث يقرر كبار منتجي النفط القرارات التي تؤثر على أسعار النفط. كما أن العلاقات مع السعودية تتناسب مع جهود بوتين توسيع تأثير بلاده في الشرق الأوسط، في سوريا والعراق وكذا ليبيا.

وتتشكل علاقات بين الشركات الروسية والرياض وحليفتها أبو ظبي حيث شاركت لوكويل الروسية في إنتاج الغاز الطبيعي. ويرى فارين- برايس أن الروس راضون عن بقائهم في التحالف ومواصلة دورهم السياسي لو قاموا بتطبيق التخفيض بدرجة محدودة.