ملفات » العلاقات السعودية الاسرائيلية

لوفيغارو: هكذا اشترى بن سلمان برنامجا إسرائيليا للتجسس

في 2020/02/12

صحيفة لوفيغارو الفرنسية-

كشفت صحيفة لوفيغارو الفرنسية أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد اخترق هاتف مالك شركة أمازون جيف بيزوس باستخدام برنامج إسرائيلي للتجسس على الهواتف المحمولة.

وأوضحت لوفيغارو أنه قبل ستة أشهر من اختراق هاتف بيزوس، تناول بن سلمان العشاء معه في لوس انجلوس، حيث كان ولي العهد السعودي الشاب يطمح بأن تنشئ شركة أمازون هيكلها الإقليمي في بلاده . فاستثمار 3 مليارات دولار، سيطلق “رؤية 2030” للتنويع الاقتصادي. ثم تبادل الرجلان رسائل عبر تطبيق واتساب، كما يفعل الأمير السعودي أحيانا مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون منذ تعارفا في أواخر عام 2017 في الرياض. لكن لسوء حظ بن سلمان، فقد اختار بيزوس البحرين كمقر إقليمي لشركته.

وفي رسالة على واتساب إلى مالك شركة أمازون، كتب بن سلمان، في صيف عام 2018، “شعرت بخيبة أمل كبيرة”. لكن الأمير كان حريصاً على مشاركة الملياردير الأمريكي في “دافوس الصحراء” نهاية شهر أكتوبر من نفس العام. غير أن جريمة اغتيال الصحافي جمال خاشقجي قبل ذلك بثلاثة أسابيع كان من شأنه أن يردع بيزوس عن السفر إلى الرياض.. الانتقام السعودي سيأخذ منعطفا غير متوقع.

وتابعت لوفيغارو أنه في يونيو 2017، التقى سعوديان من أجهزة الاستخبارات بممثلين عن شركة NSO الإسرائيلية المعنية ببيع برامج للتجسس على الهواتف. وفي الشهر التالي اشترت السعودية برنامح Pegasus 3 من الشركة الإسرائيلية بقيمة 55 مليون دولار. لكن وسيطا أوروبيا لم يحصل على الـ5 % الموعود بها، تقدم بشكوى لدى الشرطة الإسرائيلية. ومع ذاك تمت الصفقة عن طريق شركة في لوكسمبورغ تابعة للشركة الإسرائيلية.

وتساءلت لوفيغارو “هل هي صدفة أن يطلق محمد بن سلمان بعد ذلك بثلاثة أشهر، في أواخر أكتوبر 2017، عملية تطهير لمكافحة الفساد ضد العشرات من الأمراء ورجال الأعمال، الذين سيتم سجنهم لمدة شهر – ما زال بعضهم مسجونا- في فندق ريتز كارلتون في الرياض”. في عام 2018 ، قام برنامج Pegasus 3، الذي اشترته السعودية من الشركة الإسرائيلية، بالتجسس على ما لا يقل عن اثنين من المعارضين السعوديين في الخارج، هما يحيى عسيري وعمر عبد العزيز.

ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى أن السعودية ليست وحدها التي خضعت لإغراء برامج التجسس الإسرائيلية. فمنذ عام 2013، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز، دخلت الإمارات في علاقة تجارية مع شركة NSO الإسرائيلية من أجل التجسس على المسؤولين القطريين والأمير السعودي ورئيس الوزراء اللبناني وجماعة الإخوان المسلمين المحلية وبعض المعارضين في الداخل مثل أحمد منصور. ولبيع هذا البرنامج يجب أن تحصل الشركة الإسرائيلية على موافقة وزارة الدفاع الإسرائيلية.

منذ ذلك الحين، خيم الخوف من القرصنة على الشخصيات المهمة حول العالم. ويقال إن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، جعل هاتفه الخلوي أكثر أمانا. كما طُلب من دبلوماسيي الأمم المتحدة التوقف عن استخدام واتساب. حتى جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، نُصح بتغيير هاتفه المحمول. وفي الولايات المتحدة، ترددت شائعات بأن الهاتف المحمول “لمسؤول فرنسي رفيع المستوى” قد تم اختراقه من قبل السعودية.

وسألت لوفيغارو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ما إذا كان هو أيضاً قد شدد من تأمين اتصالاته الهاتفية؛ فكان رده أن التدابير الأمنية على هاتفه المحمول لم يتم تشديدها في الآونة الأخيرة. وأوضح أنه كان ضحية لمحاولة اختراق، ولكن ليس منذ أن أصبح رئيسا؛ وأن رسائله المتبادلة مع محمد بن سلمان عبر واتساب تتم عبر هاتف آمن من خطر التعرض للاختراق وهذا الهاتف مزود بنظام Suméris.