علاقات » خليجي

‫إلى أين يسير قطار التطبيع بين الإمارات و"إسرائيل"؟

في 2020/02/24

الخليج أونلاين-

تواصل الإمارات رفع العَلم الإسرائيلي داخل أراضيها في مناسبات رياضية عديدة، مجدِّدة تأكيدها ما قاله وزير الرياضة الإسرائيلي، ميري ريغيف، في سبتمبر 2018، بأن علم "إسرائيل" سيرفرف في أبوظبي.

الانطباع الإسرائيلي حول الإمارات أخذ شكل الصداقة والتعبير عن الود والاحترام المتبادل؛ وهو ما تجسد من خلال الترحيب الكبير الذي يُظهره الإماراتيون لضيوفهم الإسرائيليين، لا سيما الرياضيين الذين رفعوا عَلم "إسرائيل" مرات عدة في هذا البلد الخليجي.

في هذه الأثناء يلقى فريق رياضي رعاية كبيرة داخل العاصمة أبوظبي، حيث سينتقل هذا الفريق في مختلف مدن الإمارات، مشاركاً ببطولة الدراجات الهوائية.

هذا ما أعلنت عنه صفحة "إسرائيل بالعربية" التابعة لخارجية الاحتلال، على "تويتر"، السبت (22 فبراير الجاري)، مبينة: "ستكون هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها فريق دراجات إسرائيلي في سباق بالإمارات".

الإمارات، بدورها أوسعت الفريق الإسرائيلي ترحيباً، حيث قال أحد أعضاء الوفد الإسرائيلي لقناة "كان" العبرية وهو يتحدث من الإمارات: "تم استقبالي هنا بالأحضان، والناس هنا ودودون جداً".

وزيرة إسرائيلية: علمنا يرفرف في الإمارات

ومنذ عام 2018، بدأ العَلم الإسرائيلي يُرفع ويرفرف، والنشيد الإسرائيلي المعروف بـ"هاتكفاه" يُردَّد في الإمارات، نتيجة مشاركة الفرق الإسرائيلية، وتحقيقها الفوز في المنافسات.

ارتفاع علم إسرائيل وترديد نشيد "هاتكفاه" في الإمارات احتفى بهما كبار قادة الاحتلال الإسرائيلي.

فحينها نشر بنيامين نتنياهو تغريدة على صفحته الرسمية بـ"تويتر"، باللغة العربية، قال فيها: "أتأثر كثيراً لسماع نشيدنا الوطني (هاتكفا) يُعزف في أبوظبي، للمرة الثانية خلال يوم واحد، بعد أن حقق لاعب الجودو الإسرائيلي بيتر بالتشيك انتصاراً عظيماً في بطولة الغراند سلام. شكراً لك يا بيتر، جميع المواطنين الإسرائيليين يفتخرون بك كثيراً".

تلك الفرحة الإسرائيلية لم تكن بسبب مشاركة رياضيين إسرائيليين في بطولة إماراتية، فقد سبق هذه البطولةَ مشاركةُ رياضيين إسرائيليين في بطولات إماراتية، لكنها المرة الأولى التي تُستخدم فيها رموز إسرائيلية مثل "العَلم" و"النشيد" في بطولات تقام بالإمارات.

وكانت وزيرة الرياضة الإسرائيلية، ميري ريغيف، أعلنت في سبتمبر 2018، موافقة الإمارات على السماح برفع العلم الإسرائيلي ضمن بطولة الجودو الدولية المزمعة إقامتها في العاصمة أبوظبي.

وأشارت ريغيف إلى أن القرار جاء نتيجة ضغوط كبيرة مارسها اتحاد الجودو الدولي، الذي يسمح للاعبين الإسرائيليين المشتركين في البطولة برفع علمهم والاستماع إلى "النشيد الوطني الإسرائيلي" في أبوظبي لأول مرة.

وذكرت الوزيرة أن القرار تاريخي وجوهري، وبعيد الأمد، وأنها سعت منذ البداية إلى فصل الرياضة عن السياسة.

وبعد بطولة الجودو التي أقيمت بالإمارات في أكتوبر 2017، تلقى اتحاد الجودو بإسرائيل وعداً من الإماراتيين بأن يشارك منتخب الجودو الإسرائيلي، العام المقبل، في أبوظبي، بوجود جميع رموزه الرسمية، على غرار رفع العلم الإسرائيلي وعزف النشيد، وفق ما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، حينها.

وأضافت الصحيفة العبرية أن الاتفاق تم التوصل إليه بعد اجتماع ضم رئيس الاتحاد الدولي للجودو ماريوس وايزر، ورئيس اتحاد الجودو الإسرائيلي موشيه بونتي، ونظيره الإماراتي محمد بن ثعلوب، والسكرتير العام لاتحاد الجودو الإماراتي ناصر التميمي.

وأشارت إلى أن "بن ثعلوب" هنَّأ نظيره الإسرائيلي بالنتائج التي حققها اللاعبون الإسرائيليون في نسخة 2017؛ إذ حاز إسرائيليون ميداليات ذهبية وبرونزية، لافتة إلى أن المسؤول الإماراتي عبَّر عن أسفه لعدم وجود الرموز القومية الإسرائيلية هذا العام.

الإمارات وإسرائيل.. منافسة بروح رياضية

الروح التنافسية الرياضية بين الإماراتيين والإسرائيليين شقت طريقها في مناسبات عديدة داخل الإمارات وخارجها.

إذ شهد شهر مارس 2018، مشاركة سائقين من الدولة العبرية في "رالي أبوظبي الصحراوي" للسيارات.

وفي مطلع الشهر ذاته، شارك 20 رياضياً إسرائيلياً في بطولة العالم للجوجيتسو لفنون القتال للشباب والناشئين بالإمارات، حصدوا خلالها 13 ميدالية متنوعة، منها اثنتان ذهبيتان.

وشارك دراجو الإمارات في "طواف إيطاليا 2018"، للدراجات الهوائية، الذي أقيم بـ"إسرائيل"، بين 4 و27 مايو 2018.

وفي 11 مايو من العام نفسه، التقى الفريق الإماراتي للسيدات نظيره الإسرائيلي في بطولة أوروبا المفتوحة لكرة الشبكة، في مباراة جمعت بينهما، بجبل طارق.

وفي هذه المناسبة احتفى مسؤول الدبلوماسية الرقمية بالعربية في وزارة الخارجية الإسرائيلية، يوناتا جونين، على صفحته في "تويتر"، بالمباراة التطبيعية بين "تل أبيب" وأبوظبي؛ مغرّداً: "الرياضة تنتصر، وإسرائيل والإمارات يد واحدة في بطولة كرة الشبكة"، مرفقاً صورة للمباراة بين الجانبين.

وتختلف صور التطبيع الرياضي مع "إسرائيل" الذي انتهجته الإمارات، وكانت من بين صوره المشاركة في مؤتمر رياضي دولي بـ"غابورون" عاصمة بوتسوانا، في 19 مايو 2018.

وقال مراسل هيئة البث الإسرائيلي، شمعون آران، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، حينها، إن "إسرائيل" تشارك في المؤتمر الذي يُعنى بالنهوض بالمرأة واندماجها في الرياضة، مشيراً إلى أن عوفرا أبراموفيتش تُمثل الدولة العبرية من بوابة مؤسسة "مامانيت"، وهي رابطة دوري كرة الشبكة للأمهات الإسرائيلية.

ولفت آران النظر إلى أن الإمارات مثَّلتها في المؤتمر الرياضي الدولي ميثاء العرفي، حيث نشر صورة لها رفقة عوفرا أبراموفيتش، على حسابه في "تويتر".

وتُعد "العرفي" ممثلة عن أكاديمية الشيخة فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية، وكانت أيضاً رئيسة لجنة العلاقات العامة في اللجنة العليا المنظِّمة لبطولة غربي آسيا لكرة القدم للفتيات تحت 15 عاماً، والتي أقيمت بالإمارات في أبريل 2018، وهو ما يعني أنها شخصية إماراتية مهمة في مجال الرياضة.

أبرز حدث تطبيعي

وتعتبر مشاركة وفد رياضي كبير بالإمارات، في مارس 2019، أبرز حدث رياضي تطبيعي.

وفيه أعربت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن فخرها بارتفاع عَلمها بالإمارات، من خلال وفدها الرياضي المشارك في الأولمبياد الخاص، مؤكدة أنه أكبر وفد رياضي يمثلها في بطولة رياضية على أرض عربية.

وحسب تقارير صحفية إسرائيلية، فإن الوفد ضم 25 لاعباً ولاعبة، شاركوا في منافسات ألعاب كرة السلة والجودو والسباحة والبولينغ.

وعلى الرغم من أن الإمارات لا تعلن إقامتها علاقات مع إسرائيل، فإن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين آخرين صرحوا في أكثر من مناسبة بوجود تقارب معها، ومع دول عربية وإسلامية أخرى.

وأعلنت إسرائيل مؤخراً، أنها ستشارك في "إكسبو دبي 2020" بشكل رسمي.

أيضاً ذكر موقع "أكسيوس" الأمريكي، في 4 فبراير الجاري، أنّ إسرائيل والإمارات وقعتا في ديسمبر من العام الماضي، اتفاقية "عدم اعتداء" بينهما، في خطوة تمهد لتطبيع العلاقات بين البلدين.