تواصل » تلفزيون

الإعلام الكويتي: تغطيات مستمرة لكورونا وتوسيع لنطاق التوظيف

في 2020/03/27

متابعات- 
يحاول الإعلام الكويتي مجاراة الأحداث المتسارعة لانتشار فيروس كورونا في الكويت، عبر التلفزيون الرسمي والقنوات والصحف الخاصة التي جنّدت العاملين فيها لتقديم تغطية مستمرة على مدار الساعة، وتقديم برامج تحليلية وتقارير توعوية في ظل انتشار الفيروس في البلاد وتصاعد عدد الحالات وعدم التزام الكثير من المواطنين والمقيمين بالحجر المنزلي المفروض عليهم.
وقطع تلفزيون الكويت الرسمي كافة برامجه الأساسية لتغطية مستجدات فيروس كورونا، حيث تم تشكيل فريق عمليات خاص للتغطية الإعلامية وتخصيص برنامج مسائي لمناقشة تطورات المرض وإجراء اتصالات مع كافة المسؤولين في البلاد، ابتداء من وزراء الصحة والتجارة والخارجية والداخلية وانتهاء بالقيادات الطبية والعسكرية في البلاد. كما استدعى تلفزيون الكويت كافة العاملين الفنيين لديه واستثناهم من الإجازة الممنوحة لكافة موظفي القطاعين الحكومي والخاص وصنفتهم الحكومة ضمن الموجودين في "الصفوف الأولى" لمواجهة الفيروس، كما هو الحال مع الأطباء والطواقم الطبية والعسكريين.
وانتشرت فرق المراسلين التابعة لتلفزيون الكويت بين أماكن الحجر الصحي للقادمين من الخارج في جنوب البلاد، وبين مستشفى جابر في العاصمة الكويت، الذي يُعالج فيه المصابون بفيروس كورونا، وبين مرافقين للفرق التفتيشية لوزارة التجارة التي تداهم المحلات المتلاعبة بالأسعار والمستغلة للأزمة.
كما بث تلفزيون الدولة الرسمي إعلانات توعوية بكافة اللغات التي ينطق بها المقيمون في الكويت وعلى رأسها العربية والإنكليزية والهندية والأردية والأمهرية والأرومو والبنغالية والفارسية والصينية وغيرها، أنتجتها فرق العمليات التي تم تخصيصها لإنتاج المرئيات الإعلامية المتعلقة بفيروس كورونا وطرق مواجهته.
وأشاد مراقبون إعلاميون بمهنية واحترافية التلفزيون الرسمي في نقل الأخبار أولاً بأول، وتغطية المؤتمر الصحافي اليومي الذي تعقده وزارة الصحة كل صباح لكشف عدد الإصابات اليومية بفيروس كورونا، إضافةً إلى تغطية المؤتمر المسائي الذي يعقده الناطق الرسمي باسم الحكومة طارق المزرم، حيث وُصفت التغطية بأنها غير اعتيادية، أي على غير عادة التلفزيون الرسمي الذي لطالما عرف ببطئه في عملية النقل والإنتاج.
ويلتزم وزير الصحة الكويتي، باسل الصباح، بإجراء مكالمة يومية مع برنامج "ظرف استثنائي"، وهو البرنامج الذي خصصته الحكومة الكويتية لتغطية تداعيات ملف كورونا، وذلك للكشف عن آخر التطورات الصحية والنصائح الطبية، كما يلتزم وزير التجارة والصناعة خالد الروضان بمكالمة مماثلة للكشف عن عدد المحلات التي أغلقت بسبب مخالفتها من خلال محاولتها التلاعب بالأسعار.
ويقول عبد العزيز العنزي، وهو أحد المسؤولين الفنيين في تلفزيون الكويت، لـ"العربي الجديد": "جندنا كل الطواقم الممكنة لضمان وصول تغطية شفافة لكل الكويتيين، والكل يعمل بلا استثناء، ابتداء من فريق التحرير والإعداد وانتهاء بحارس البوابة، ولا أبالغ إذا قلت إن تلفزيون الكويت الرسمي يعد واحداً من أكثر وسائل الإعلام شفافية في تغطية الأزمة حول العالم".
وأعلنت وزارة الإعلام الكويتية إطلاق استراتيجية لمحاربة الشائعات عبر تحويل من ثبت تورطه في بث شائعة تخيف المواطنين والمقيمين إلى النيابة العامة لمحاسبته، حيث قال وزير الإعلام محمد الجبري إن وزارته أحالت 23 خدمة إخبارية إلى النيابة العامة لبثها الشائعات، مؤكداً أن العالم كله يشهد للإعلام الحكومي الكويتي بالشفافية في تغطية انتشار الفيروس، لذلك لا داعي للتشويش ومحاولة الحصول على إثارة إعلامية على حساب مشاعر الناس.
وطلبت الصحف الخاصة من موظفيها الفنيين العمل من بيوتهم، كما طلبت من موظفيها الأساسيين العاملين داخل مقرات الصحف اتخاذ كافة الاحتياطات، ومن بينها الالتزام بالتباعد الاجتماعي، وعدم الاختلاط أكثر من اللازم والحرص على تعقيم وتنظيف اليدين.
وأعلنت صحيفة "الجريدة" عن اكتفائها بالحد الأدنى من موظفيها للعمل في مقرها الرئيسي، وطلبت من 70 في المائة من طاقم الموظفين العمل عن بعد مع حفظ حقوقهم الوظيفية والمالية وذلك اتباعاً للتوجيهات الصحية بتقليل الاختلاط في أماكن العمل والتجمعات. كما طلبت الصحف الأخرى من صحافييها الالتزام بالتباعد الاجتماعي، وعدم المصافحة والاختلاط مع الصحافيين الآخرين تجنباً لنشر العدوى.
لكن وسائل الإعلام الخاصة زادت في الوقت نفسه من وتيرة تعاقدها مع المراسلين المستقلين لتغطية أكبر عدد ممكن من الأماكن في البلاد، خصوصاً أماكن الحجر الصحي والمستشفيات ومرافق الدولة الأساسية التي تعمل لمواجهة انتشار الفيروس.
وتحولت أزمة كورونا إلى نعمة لكثير من المراسلين والصحافيين الذين كانوا عاطلين من العمل، إذ يقول أحمد العنزي، وهو صحافي سابق في قناة "الوطن" التي أغلقت عام 2015 بأمر من محكمة إدارية، لـ"العربي الجديد": "وفرت لنا أزمة كورونا عملاً جديداً مع الصحف المحلية التي تحتاج لمواد فيديو كي تبثها على موقعها على الإنترنت، ومع الوكالات العالمية أيضاً التي تحتاج لزيادة عدد مراسليها داخل الكويت".
ويرى العنزي حدوث مفارقة طريفة، فالصحف التي كانت تعاني مادياً واضطرت بسبب تراجع دخل الإعلانات إلى تسريح بعض موظفيها ووقف إصدار بعض الأعداد في أيام محددة، باتت تتصل بصحافييها السابقين وتطالبهم بالعودة للعمل بشروط أخرى، بسبب انتعاش أعمالها وزيادة تدفق الأخبار والتغطيات الصحافية.
ويعد الصحافيون في الكويت عملة نادرة لا يمكن التخلي عنها بسهولة، لكن تراجع الرواتب بسبب تراجع دخل الإعلانات أثر على كثير منهم، وهو ما تغيّر مع بداية أزمة كورونا، حيث باتت اليد العليا للصحافيين بدلاً من ملاك الصحف ومدرائها.