دول » قطر

في زمن كورونا.. لماذا تواصل "القطرية" رحلاتها حول العالم؟

في 2020/03/30

الخليج أونلاين- 

كتبت الخطوط الجوية القطرية إحدى أعظم قصص النجاح في قطاع الطيران العالمي خلال السنوات الماضية، لتصبح واحدة من أكثر شركات الطيران تأثيراً وابتكاراً على مستوى العالم.

وفي الوقت الذي توقفت معظم شركات الطيران في العالم بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد القاتل، تصدر الطيران القطري بتقديمه خدمات للمسافرين في كثيرٍ من الدول، بعد أن تقطعت بهم السبل، وقدم خدمات إضافية لخدمة الإنسانية.

وسجلت القطرية خلال الأعوام الماضية سلسلة من الإنجازات، وأرقاماً قياسية في الجوائز الدولية، وكان لها دور مهم سابقاً في التغلب على تبعات إيقاف الرحلات بعد الإجراءات الجائرة التي اتخذتها دول الحصار في عام 2017، ليأتي انتشار وباء كورونا ويؤكد مدى نجاحات الخطوط القطرية وتخطي أي معوقات قد تحول دون تبوئها المكانة التي تسعى إليها على مستوى قطاع الطيران في العالم.

 

القطرية بخدمة الإنسانية

بينما تراجعت نسبة الطيران عالمياً بسبب كورونا بنسبة 90%، وأعلنت معظم الشركات توقف الرحلات، لا تزال الخطوط القطرية تسيّر طائرات رغم الأزمة، وبمعدل 40% من الحركة العادية.

يقول أكبر الباكر، الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية، إن استمرار الشركة في تسيير الرحلات يهدف إلى التخفيف من صعوبة عودة كثير من سكان العالم إلى بلدانهم بعد توقف كثير من شركات الطيران.

وفي مقابلة تلفزيونية مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية، يقول الباكر: "نحن نتواجد لمساعدة عشرات الآلاف حول العالم، فنحن الطيران الوحيد الذي يوفر للمسافرين الوصول إلى بلدانهم بسلام ليكونوا مع عائلاتهم".

 

وعن إمكانية أن تقوم الحكومة القطرية بدعم طيرانها على غرار عدة شركات طيران في الخليج والعالم، يقول الباكر: "هذا ليس صحيحاً؛ الطيران القطري لديه حالياً احتياطات خاصة يقوم باستخدامها".

وأكد في سياق حديثه تلقي الخطوط القطرية طلبات من عدة سفارات حول العالم، للمساعدة في إعادة مواطنيهم.

وتعرض القطرية مقطعاً مصوراً ترويجياً تقول فيه إن من أولوياتها "إعادتكم إلى أوطانكم. سنعيدكم إلى وطنكم عبر الطيران القطري.. ندرك أن الحياة تمثل تحدياً في الوقت الحاضر".

 

زيادة رحلات.. وامتنان دولي

في منتصف مارس 2020، أكدت الخطوط الجوية القطرية التزامها بتمكين أكبر عدد من المسافرين من السفر إلى بلدانهم خلال هذه الأوقات الصعبة من خلال تشغيل أكبر طائراتها من طراز إيرباص A380.

وقامت القطرية بتسيير رحلات إضافية إلى باريس وفرانكفورت ولندن – هيثرو وبيرث ابتداءً من 25 مارس، واستمرار تشغيل 35 رحلة أسبوعياً إلى برلين وفرانكفورت وميونيخ في ألمانيا.

وقالت الخطوط الجوية القطرية إنها تسيّر رحلاتها بمقدار 150 رحلة يومياً إلى أكثر من 70 مدينة حول العالم، مع إجراء مراجعة دورية للعمليات بهدف تسيير المزيد من الرحلات أو تشغيل طائرات ذات سعة أكبر إلى هذه المدن.

 

وأعلنت زيادة عدد رحلاتها إلى أستراليا لمساعدة المسافرين على العودة إلى بلدانهم، وذكرت أنها ستبدأ من 28 مارس 2020 إتاحة 48 ألف مقعد إضافي على رحلاتها إلى مختلف الوجهات في أستراليا لمساعدة المسافرين الذين تقطعت بهم السبل هناك على العودة إلى بلدانهم.

وعبر عددٌ من الدول عن امتنانها لقرارات "القطرية"، حيث أكدت السويد وإسبانيا وألمانيا وبريطانيا، عن امتنانها للقرار بتوسيع رحلاتها، وفي مقدمتها الرحلات القادمة من أستراليا والرحلات إلى ألمانيا.

 

كما صممت الخطوط القطرية سياسة تجارية جديدة لتزويد الركاب بالثقة عند حجز الرحلات على ضوء تفشي فيروس كورونا وتأثيره في السفر العالمي، حيث سيمنَح الركاب الذين حجزوا أو سيحجزون رحلات سفر حتى 30 يونيو 2020 المرونة لتغيير خطط سفرهم مجاناً عن طريق تغيير تواريخ حجزهم أو استبدال تذكرتهم بقسيمة سفر صالحة لمدة عام واحد.

خطوة شجاعة رغم التكاليف

الخبير الاقتصادي والمالي القطري الدكتور عبد الله الخاطر يرى أن إصرار "القطرية" على الطيران في هذه الظروف رغم توقف الكثير من الشركات الأخرى "يبرز مدى تفاني الخطوط القطرية في خدمة الإنسانية".

ويقول: إن "الدول والشعوب محاصرة من فيروس كورونا، والقناة الوحيدة لهم هي الخطوط القطرية، وهي في نفس الوقت إحدى أهم الآليات التي تؤمن قطر والمستهلك القطري".

ويؤكد، في سياق حديثه لـ"الخليج أونلاين"، أن استمرار الطيران القطري يؤكد "شجاعة قطر وخطوطها الجوية في خدمة عملائها في السراء والضراء، ولن تتخلى عنهم، كما قدمت المساعدات الطبية، وأوصلت المقطوعين عن بلادهم إلى أهلهم و ذويهم"، موضحاً أن ذلك "سيكون له أكبر الأثر بعد إنجلاء غم كورونا في تبوء القطرية قمة قطاع الطيران".

ولم يستبعد أن تواجه القطرية بعض التكاليف العالية في هذا الوقت، لكنه يرى أنها "مرحلة مؤقتة".

 

وأضاف: "قدرتها على الطيران يحافظ على جاهزيتها ويكسبها سمعة أكبر ويجعلها الطيران المفضل لدى المسافرين، كما أن استمرار عملها سيؤدي لتخفيض الخسائر مقارنة بالخطوط التي أوقفت عملها بشكل كامل، لكونها تحصل على بعض المداخيل".

وأوضح أنه "سيكون من السهل عليها توسعة عملياتها بعد كورونا بسرعة، في حين ستعاني خطوط الطيران الأخرى لصعوبة إعادة تشغيل عملياتها".

خسائر شركات الطيران

في سياق متصل، تأمل شركات النقل الجوي في الخليج العربي والشرق الأوسط بالحصول على مساعدات مالية عاجلة من الحكومات، التي تعاني بدورها من صعوبات بسبب انخفاض الإيرادات.

وقامت حكومات دول الخليج ودول أخرى في المنطقة باتخاذ إجراءات صارمة للحد من تفشي الوباء، بينها إغلاق المطارات، ما أدى إلى توقف حركة النقل الجوي حتى في مطارات مثل دبي وأبوظبي.

ودفع توقف حركة الطيران الاتحاد العربي للنقل الجوي ونظيره الدولي إلى الدعوة لمساعدات مالية عاجلة من الحكومات، وحذر من أن عدم القيام بشيء سيعرّض مستقبل قطاع النقل الجوي للخطر.

ولجأت شركات طيران إلى إجراءات لخفض التكاليف دون تأخير.

وكانت مجموعة "طيران الإمارات"، المملوكة لحكومة دبي، أعلنت أنها ستخفض الرواتب الأساسية "مؤقتاً"، بنسب تتراوح بين 25% و50%، لغالبية العاملين فيها ثلاثة أشهر دون إلغاء الوظائف.

 

و"طيران الإمارات"، ومقرها دبي، واحدة من شركات الطيران القليلة في المنطقة التي أعلنت عن أرباح، ولكن أرباحها الصافية تراجعت في السنوات الأخيرة بسبب التباطؤ الاقتصادي.

وكانت مجموعة "الاتحاد للطيران"، الناقل الوطني للإمارات، سجلت في الأعوام الأربعة الأخيرة خسائر بقيمة 5.5 مليار دولار، وهي تقوم بالفعل بعملية إعادة هيكلة.

جوائز وإنجازات للقطرية

ونظراً لخدمتها المتميزة، تواصل الخطوط القطرية حصد مزيد من الجوائز الدولية، حيث حصلت الهيئة العامة للطيران المدني في دولة قطر، في 28 مارس 2020، على عضوية لجنة حماية البيئة في مجال الطيران (CAEP) التابعة لمنظمة الطيران المدني الدولي "إيكاو".

وفي فبراير 2020، ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن الخطوط القطرية تنفذ خططاً طموحة؛ لتعزيز وجودها وتوسُّعها في السوق الأفريقية، معتبرةً إياها واحدة من أسرع شركات الطيران نمواً في العالم.

وقالت الصحيفة: إن "الشركة القطرية لديها أسطول يتكون من 250 طائرة حديثة، وتطير إلى أكثر من 160 وجهة عالمية، وتعتزم إطلاق 11 وجهة جديدةً العام الجاري".

وحازت الخطوط الجوية القطرية، مؤخراً، جائزة أفضل شركة طيران في العالم، خلال حفل توزيع جوائز "سكاي تراكس" العالمية 2019.

 

وحصدت الناقلة الوطنية لدولة قطر جائزة أفضل شركة طيران بالشرق الأوسط، وجائزة أفضل درجة رجال أعمال في العالم، وجائزة أفضل مقعد على درجة رجال الأعمال عن مقاعد "كيو سويت".

وأصبحت "القطرية" شركة الطيران الوحيدة التي تفوز بجائزة أفضل شركة طيران في العالم خمس مرات.

وأعلنت "الخطوط القطرية" تعزيز اتفاقية شراكتها مع الخطوط الجوية الماليزية؛ لتسهم الاتفاقية الجديدة في تقوية الشراكة الاستراتيجية بين الناقلتين والتي بدأت في عام 2001.

وأبرمت الخطوط القطرية اتفاقية الرمز المشترك مع "دويتشه بان"‏ (السكك الحديدية الألمانية) أكبر مشغل للسكك الحديدية في أوروبا؛ لتتيح الفرصة أمام مسافريها لزيارة 8 وجهات رئيسة بألمانيا.

وكانت الخطوط الجوية القطرية جدّدت في العام الماضي تدقيق تفاصيل سلامة التشغيل "IOSA" المرموق مع الاتحاد الدولي للنقل الجوي، وذلك للمرة التاسعة، وجرى ذلك من قِبل مدققي الاتحاد الدولي الذين قاموا بالتدقيق من خلال جميع الأقسام والإدارات التابعة لمجموعة الخطوط القطرية.