علاقات » تركي

مصر تصب الزيت على نار غضب الكويتيين بعد استهداف علمهم

في 2020/08/02

متابعات-

على الرغم من الاتصال الهاتفي بين وزيري الخارجية الكويتي والمصري لتطويق التوتر بين البلدين الناجم عن دعوة مصرية على موقع "يوتيوب" الشهير لحرق العلم الكويتي مقابل المال؛ إلا أن السلطات المصرية عمدت إلى إخلاء سبيل صاحب دعوة حرق العلم، ضاربة عرض الحائط البيان الاستنكاري الذي أصدرته السفارة الكويتية في القاهرة، والذي حذر من أن مثل هذه الأمور من شأنها أن تنعكس بشكل سلبي على العلاقات بين البلدين.

وتضمن الفيديو المصري الذي أزيل لاحقاً من موقع يوتيوب، دعوة مواطنين مصريين إلى حرق علم الكويت، مقابل جائزة مالية قيمتها 500 دولار أمريكي.

فرغم الغضب الكويتي من دعوة اليوتيوبر المصري إلا أن النيابة العامة المصرية أعلنت أن التحقيقات مع المتهم في قضية "تحدي حرق علم الكويت"، أظهرت أنه "لم يقصد الإساءة إلى الكويت"، بل "توطيد العلاقات بين الشعبين المصري والكويتي، وأمرت النيابة بإخلاء سبيله بعد التحقيقات.

ورداً على دعوة اليوتيوبر المصري؛ أصدرت سفارة الكويت في القاهرة بياناً شديد اللهجة استهجنت فيه دعوات حرق العلم الكويتي، داعية الحكومة المصرية إلى ردع المسيئين، وقالت إنها تابعت "باستهجان بالغ" ما تم تداوله من مقاطع تضمنت دعوة لحرق علم الكويت".

وأكدت أن هذا العمل "الذي يمثل إساءة ‏بالغة ومرفوضة لدولة الكويت ورمزها الوطني، من شأنه أن ينعكس وبشكل سلبي على العلاقات الأخوية بين البلدين".

وشهدت الشهور الأخيرة أكثر من خلاف بين البلدين تلاسن على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة خلال أزمة تفشي فيروس كورونا التي حوّلت آلاف المصريين إلى عالقين في الكويت.

أبرز هذه الفصول كان تعدي مواطن كويتي على عامل مصري بالضرب الأسبوع الماضي، وهو ما تطور لاحقاً إلى سجال على مواقع التواصل الاجتماعي، على الرغم من إدانة كويتية للفعل الذي وصفوه بالفردي.

كما وقع صدام بين الشرطة الكويتية ومواطنين مصريين نظموا احتجاجاً على عدم إعادتهم إلى بلدهم إبان وقف حركة الطيران، قبل أن يتم إجلاؤهم بالتنسيق بين البلدين.

ويصل عدد المصريين العاملين في الكويت إلى نصف مليون شخص، حيث تأتي العمالة المصرية في المرتبة الثانية من حيث العدد، وذلك بحسب الإحصاءات الكويتية الرسمية.

الخلاف الأخير كان مختلفاً؛ حيث حظي العامل المصري بتعاطف واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي الكويتية والمصرية على حد سواء، وأعرب بعض الكويتيين عن رفضهم لما صدر من الكويتي.

وأعلن ناصر العتيبي، رئيس جمعية صباح الأحمد، التي شهدت الواقعة، استقالته احتجاجاً على ما حدث، وقال إن الشاب المصري كان يشتكي مراراً من الاعتداءات على الموظفين الوافدين. وأعرب عن استيائه من إجبار العامل المصري على التنازل عن حقه، حسب قوله.

من جهتها، قالت وزيرة الهجرة المصرية، نبيلة مكرم، لوسائل إعلام مصرية إنه تم التواصل مع القنصلية المصرية بالكويت، وإن الوزارة تابعت القضية حتى تم القبض على المواطن الكويتي.

ومنذ تفشي فيروس كورونا تواترت المطالبات الكويتية بالحد من العمالة الوافدة في البلاد، والتي تعدّها شريحة من الكويتيين سبباً في نشر العدوى وإرهاق القطاع الصحي وإنهاك الاقتصاد الكويتي.

أزمة السفر

وعلى إثر قرار الكويت إدراج مصر و23 دولة أخرى على قائمة الدول المحظور على القادمين منها دخول البلاد يوم السبت (1 أغسطس)؛ بسبب تفشي فيروس كورونا فيها، خرجت أصوات مصرية شعوبية تهاجم الكويت وتشكك في قرارها وأهدافه، كان أعلاها من النائب المصري مصطفى بكري.

بكري قال في تغريدة له مخاطباً الكويتيين: قولولها بصراحة أنتم لا تريدون المصريين، ولا داعي للأسباب الواهية والإدعاءات غير الصحيحة"، ليرد عليه على الفور نظيره الكويتي عبدالكريم الكندري قائلاً: "عملياً وقانونياً لاتحتاج الكويت أن تبرر قراراتها لأحد، لكن الذي يحتاج فعلاً لتبرير هو اصراركم بالتدخل في شأننا الداخلي وعدم احترام أبسط القواعد الدولية".

تحرك رسمي

وسعاً للحد من الأزمة وتطورها؛ نقلت وزارة الخارجية المصرية عبر صفحتها الرسمية عن وزير الخارجية الكويتي، الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، قوله أن قرار وقف رحلات الطيران من مصر سيكون محل مراجعة خلال الفترة القادمة.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية المصري سامح شكري، اليوم الأحد، مع نظيره الكويتي، بحسب بيان الخارجية المصرية، حيث ناقشا الترتيبات الخاصة بأوضاع الجاليتين المصرية والكويتية.

وأكدت الخارجية المصرية، في بيان لها، أن الوزيرَين اتفقا على أن يتواصل وزيرا الصحة في البلدين لتحديد الإجراءات الكفيلة بعودة الأمور إلى طبيعتها تسهيلاً لعملية التنقل والتواصل بين البلدين.

والسبت 1 أغسطس، أكدت وزارة الخارجية المصرية قوة العلاقات الأخوية بين مصر والكويت، شعباً ودولة، لا سيما في ضوء اشتراك مواطني البلدين في نضالات مشتركة. وقالت، في بيان نشرته على صفحتها الرسمية في "فيسبوك"، إن هذه العلاقات "تتمتع باهتمام الجانبين، وتحظى بحرصهما المتبادل على تنميتها إلى آفاق أرحب بما يحقق المصلحة المشتركة للشعبين".

وأضافت الوزارة أنها "تابعت بمزيج من الرفض والاستنكار مؤخراً بعض المحاولات على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تسعى للوقيعة بين الشعبين الشقيقين، من خلال المس بالرموز أو القيادات من الجانبين، حيث تقف وراء هذه الإساءات جهات مغرضة تستهدف العلاقات الطيبة القائمة بين البلدين".

وشددت الوزارة على "اعتزاز الجانبين بالمواطنين المصريين في الكويت والمواطنين الكويتيين في مصر، وبأن أبناء البلدين يتمتعان بكل احترام وتقدير، وبما يحفظ حقوقهم وكرامتهم".