علاقات » خليجي

نجل رئيس الإمارات يثير أزمة قديمة مع السعودية.. ما قصتها؟

في 2020/08/03

متابعات- 

تبدو علاقة السعودية والإمارات بالسنوات الأخيرة في أفضل صورها، ويعتقد كثيرون أن تحالفهما لا يُمكن أن ينفك، لكن وراء الأكمة ما وراءها.

وتهرع وسائل إعلام البلدين إلى إبراز قوة العلاقة بين الرياض وأبوظبي، في مشهد يوحي بأن هذا التحالف "راسخ واستراتيجي ولا يمكن أن يتضعضع بأي حال من الأحوال".

لكن نجل رئيس دولة الإمارات، الشيخ سلطان بن خليفة آل نهيان، نشر خريطة لبلاده تضم منطقة متنارعاً عليها وتسيطر عليها السعودية حاليّاً، ما أيقظ خلافاً قديماً بين البلدين.

جاء ذلك في تهنئة وجهها سلطان بن خليفة عبر حسابه الرسميّ في "إنستغرام" لأبناء الخليج بحلول عيد الأضحى المبارك، أرفقها بخريطة الإمارات تضم "خور العديد"، وهي منطقة تابعة للمملكة العربية السعودية.

وكتب سلطان بن خليفة على حسابه بموقع "إنستغرام": "حفظ الله دول مجلس التعاون الخليجي، وجعل هذه الأيام المباركة أيام خير ورخاء وعز على قادته ورجاله وشعبه، ورفع قدر هذه الأمة لمنزلة الريادة والسيادة والعلاء"، مضيفاً خريطة للإمارات متضمنة منطقة خور العديد التي تسيطر عليها السعودية.

ضجة واسعة

وأثارت هذه الصورة جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، مذكرين بالخلاف على هذه البقعة بين السعودية والإمارات وقربها من قطر أيضاً.

وقال محمد جمال هلال في تغريدة: "بنشره لخريطة قديمة للخليج ألغى نجل رئيس دولة الإمارات، الشيخ سلطان بن خليفة، الحدود الفاصلة التي تعزل الإمارات عن قطر، والتي تضم منطقة خور العديد والتابعة حالياً للسعودية، وكانت من الحدود المتنازع عليها، وهنأ في المنشور دول مجلس التعاون الخليجي جميعاً".

في الوقت الذي تساءل فيه عبد الله الملا عن "دلالات نشر الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة بن زايد آل نهيان، نجل رئيس دولة الإمارات الأكبر، هذه الصورة في صفحته على إنستغرام؟"، مضيفاً أن "الدكتور سلطان كانت له جهود في المصالحة القطرية الإماراتية بعد حادثة سحب السفراء، هل يقوم برعاية صفقة بين الدولتين بعد تورط السعودية في عدة ملفات؟".

من جانبه قال أبو عادل السهلي: إن "الشيخ سلطان بن خليفة، ابن رئيس الإمارات شفاه الله، ينشر في برنامج الإنستغرام خريطة الإمارات وهي تضم خور العديد (حقل شيبة)، وهي منطقة تتبع السيادة السعودية بموجب اتفاقية جدة عام 1974، مبادرة وسلوك القوم يا سادة مستفز وغادر ومثير جداً للجدل".

في حين طالب أحد المغريدين في تغريدة له الشيخ سلطان بن خليفة بأن "يعتذر على هذا التجاوز على السيادة السعودية".

وفي هذا السياق قال الكاتب القطري أحمد علي: "سلطان بن خليفة بن زايد نجل رئيس دولة الإمارات نشر خريطة لشبه الجزيرة العربية تظهر فيها المنطقةالحدودية الملاصقة لحدود قطر في (خور العديد) وكأنها تتبع للإمارات، في حين أنها صارت تابعة للسعودية بموجب اتفاقية جدة الموقعة عام 1974".

وتساءل الكاتب الصحفي القطري: "ما رأي الرياض في ذلك؟ وأيضاً ما موقف أبوظبي من ذلك؟".

قصة النزاع

نشأ نزاع حدودي بين البلدين في سبعينيات القرن الماضي، حول حقل الشيبة النفطي الذي تبلغ إنتاجيته 500 ألف برميل يومياً، والمنطقة الساحلية الفاصلة بين الإمارات وقطر "خور العديد"، وكانت هذه النقطة سبباً في اعتراض الرياض على إنشاء جسر بحري بين الإمارات وقطر عام 2005.

اضطر الطرفان بعد سلسلة من المناورات إلى توقيع اتفاقية حدودية عام 1974، عُرفت بـ"اتفاقية جدة".

ونصت الاتفاقية على تنازل السعودية عن جزء من واحة البريمي، وحصولها في المقابل على ساحل بطول نحو 50 كيلومتراً يفصل بين قطر والإمارات، إضافة إلى حقل الشيبة الذي يمتد جزء منه داخل الأراضي الإماراتية، علاوة على جزيرة الحويصات.

عودة التوتر

ظلت الأمور على هذا الوضع حتى وفاة الشيخ زايد بن نهيان، ليثير نجله خليفة الذي تولى رئاسة البلاد الاتفاقية في أول زيارة للرياض، في ديسمبر 2004، واصفاً إياها بـ"الظالمة"، ووُقِّعت في ظروف استثنائية، في حين أكدت السعودية أن الاتفاقية لا تزال سارية.

في عام 2006، صعَّدت الإمارات من موقفها؛ إذ أصدرت بكتابها السنوي خرائط جديدة تُظهر المناطق المتنازع عليها تابعة للمياه الإقليمية الإماراتية.

وفي موقف مشابه لحصار قطر، في 5 يونيو 2017، ردَّت السعودية بقوة على أبوظبي وأوقفت دخول الإماراتيين إلى أراضيها في 2009 باستخدام بطاقات الهوية، ومنعت دخول شاحنات تجارية إليها، وهو ما أدى إلى تراجع أبوظبي وصمتها مجدداً عن هذه القضية.

وكنوع من الاحتجاج قاطعت الإمارات في العام ذاته (2009) مؤتمر وزراء الخارجية والنفط لدول مجلس التعاون الخليجي في السعودية، والذي عُقد تزامناً مع تدشين حقل الشيبة النفطي، متذرعة بأن الدولة المضيفة لا تُشرك الإمارات في تقاسم عائدات النفط رغم اتفاقية جدة عام 1974.

وتدَّعي الإمارات أن ما نسبته 80% من الحقل يقع ضمن أراضيها، وتملك الحق في تطويره والاستفادة من إنتاجه النفطي بالكامل.

وبعد عام واحد كادت العلاقات بين البلدين تنفرط نهائياً؛ عندما أطلق زورقان إماراتيان النار على زورق سعودي في خور العديد، واحتُجز اثنان من قوات حرس الحدود السعودي، واللافت أنه حتى اليوم فإن الحدود البحرية بين البلدين ورغم تحالفهما في شتى المجالات غير متفق عليها.