دول » البحرين

ماذا تحمل الزيارات الإسرائيلية للبحرين بعد توقيع اتفاق التطبيع؟

في 2020/09/24

الخليج أونلاين-

بعد توقيع البحرين ودولة الاحتلال الإسرائيلي اتفاق التطبيع بينهما برعاية أمريكية في (15 سبتمبر الجاري)، بدأت التحركات الرسمية تأخذ دورها لعقد اتفاقيات مختلفة بين الطرفين، أسوة بالإمارات التي أبرمت العديد من المعاهدات التجارية والثقافية والرياضية مع "إسرائيل".

وجاء الإيعاز لوفود البحرين و"إسرائيل" للتوسع في العلاقات، بعد إجراء ولي العهد البحريني نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، الشيخ سلمان بن حمد، اتصالاً هاتفياً مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.

وخلال الاتصال، بحث الشيخ سلمان ونتنياهو، "مجالات التعاون الثنائي في إطار إعلان تأييد السلام بين الطرفين، وعدداً من المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية"، بحسب وكالة الأنباء البحرينية.

عقب الاتصال، جاء التحرك سريعاً على الأرض، حيث وصلت طائرة إسرائيلية تحمل شخصيات رسمية إلى المنامة (الأربعاء 23 سبتمبر) عبر الأجواء السعودية، بهدف إعداد اتفاقيات مختلفة.

وحملت الطائرة وفداً رسمياً إسرائيلياً، جاءت زيارته، وفق الأهداف المعلنة، لإجراء محادثات هدفها إقامة مقر للشركة (يسرائير) في العاصمة البحرينية.

وسبق وصول الوفد الرسمي موافقة وزير الاتصالات البحريني على طلب نظيره (الإسرائيلي) يوعاز هاندل، الذي أصدر تعليماته إلى المشغلين المحليين بفتح مكالمات مباشرة مع "إسرائيل".

وبدأ مشغلو الهواتف الخلوية في البحرين بالاتصال بمشغلين في "إسرائيل" للترويج لخدمات التجوال الدولي، كأول اتفاق رسمي تم بين الطرفين عقب توقيع اتفاق التطبيع.

ومن المتوقع أن تشهد البحرين ودولة الاحتلال الإسرائيلي العديد من الاتفاقيات على مختلف القطاعات بعد توقيع اتفاق التطبيع مع "إسرائيل"، في واشنطن، خاصة في المجال الأمني وفق ما يرى مراقبون.

وتعد البحرين من أكثر دول الخليج والعالم العربي تقرباً من "إسرائيل"، حيث سبق أن استضافت ورشة المنامة لمدة يومين (25 و26 يونيو الماضي)، لعرض الجانب الاقتصادي من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط، المعروفة إعلامياً باسم "صفقة القرن".

تعطش بحريني

المختص في الشأن الإسرائيلي، إسماعيل موسى، يؤكد أن الوفود الإسرائيلية المختلفة سواء الأمنية، أو الاقتصادية، أو الثقافية، لن تتوقف عن زيارة البحرين خلال الأيام القادمة، بهدف إبرام اتفاقيات عديدة مع هذه الدولة الخليجية.

وستستغل "إسرائيل"، وفق حديث موسى لـ"الخليج أونلاين"، النظام الحالي والمتعطش للتطبيع مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي، من أجل عقد أكبر قدر ممكن من الاتفاقيات معها، وذلك لسهولة السلطات الموجودة حالياً في المنامة، والتي لن تتردد في الموافقة على أي اتفاق.

وحسب حديث موسى لـ"الخليج أونلاين" فستكون أقوى الاتفاقيات التي تركز عليها البحرين و"إسرائيل"  هي الاتفاقيات الأمنية، لكون الأخيرة تريد إيجاد موطئ قدم لها في الدول القريبة من إيران، التي ينظر إليها الاحتلال الإسرائيلي على أنها العدو اللدود في المنطقة.

ولن تترك "إسرائيل"، كما يوضح موسى، الأيام القادمة دون العودة من البحرين بجملة من الاتفاقيات التي تحقق لها مصالح استراتيجية واقتصادية، رغم ضعف الاقتصاد البحريني، مقارنة بالإمارات.

"وتنظر إسرائيل إلى البحرين، الدولة صغيرة المساحة وضعيفة الاقتصاد، على أنها جسر عبور إلى السعودية القريبة منها جداً، ومسيطرة على نظامها بشكل كبير، لذا سيكون تركيز الإسرائيليين على التغلغل في هذه الدولة الخليجية بشكل واسع بعد توقيع اتفاق التطبيع"، والحديث لموسى.

وحول الاتفاقيات التي سيتم إعلانها بين البحرين و"إسرائيل"، يبين المختص في الشأن الإسرائيلي أن الأيام القادمة ستحمل توقيع اتفاقيات اقتصادية بين الطرفين، وخاصة في مجال الطيران، والاتصالات، وبعض المعاهدات الصغيرة.

وستكون تلك الاتفاقيات المعلنة، حسب موسى، كنقطة انطلاق لاتفاقيات أكثر عمقاً بين المنامة "وتل أبيب"، وصولاً لإيجاد "إسرائيل" ثقلاً اقتصادياً وأمنياً في الخليج العربي عبر البحرين.

تحرك إسرائيلي

وتأكيداً للسيناريوهات التي جاء بها المختص في الشأن الإسرائيلي، أكد مسؤول في وزارة الخارجية الإسرائيلية أن "إسرائيل" تعمل على فتح سفارة لها في البحرين قريباً.

وتعتزم حكومة الاحتلال الإسرائيلي، حسب ما نقلت القناة 12 العبرية، تنفيذ فتح سفارة لها في المنامة في أسرع وقت ممكن.

التحرك الإسرائيلي في البحرين لم يأتِ مع اتفاق التطبيع، حيث كانت سلطات الاحتلال تدير مكتباً لرعاية مصالحها في المنامة منذ أكثر من عشر سنوات، وباتت تخطط لإقامة سفارة في المنامة مستقبلاً على أساس هذا المكتب.

ووفق ما كشف التلفزيون الرسمي الإسرائيلي، (الاثنين 22 سبتمبر الجاري)، كانت حكومة الاحتلال تدير هذا المكتب منذ بداية العقد الماضي؛ بهدف تعزيز خطوات اقتصادية وسياسية بالمنطقة.