مجتمع » شؤون المرأة

الرياض تقمع الناشطات وتنظم قمة للاحتفاء بالمرأة لتبييض سجلها

في 2020/10/22

صحيفة الغارديان-

نشرت صحيفة “الغارديان” تقرير ا أعدته إيما غراهام- هاريسون نقلت فيه عن شقيقة السجينة السعودية لجين الهذلول قولها إن المشاركين في قمة المرأة التي عقدت في الرياض هذا الأسبوع ضمن فعاليات السعودية التي تقيمها استعدادا لقمة مجموعة العشرين المقررة نهاية الشهر المقبل تعني النظام الذي يسكت المرأة الشرعية.

واعتقلت لجين الهذلول مع عدد من الناشطات السعوديات اللاتي طالبن بتعزيز وضع المرأة السعودية والسماح لها بقيادة السيارة وإلغاء نظام الولاية الذي يخفض وضعها إلى مواطنة من الدرجة الثانية.

وقالت لينا الهذلول إن المشاركة في قمة المرأة كان بمثابة تبييض لصفحة النظام وسجله الصارخ في معاملة المرأة. ودعت المنسقة للقمة التي افتتحت يوم الأربعاء المشاركين والمشاركات لتخيل “عالم حصلت فيه المرأة على المساواة الحقيقية”، كل هذا في وقت تقبع فيه الهذلول وزميلاتها في السجن وفقط لأنهن قاتلن لتحقيق هذا الحلم في السعودية كما قالت لينا، مضيفة ان المشاركين في اللقاء “يعطون الشرعية للنظام الذي يسكت كل الأصوات المطالبة بحقوق الإنسان بمن فيها أصوات النساء”. وقالت ” الناشطات خلف القضبان والاتهامات الرسمية الموجهة إليهن متعلقة بنشاطهن”. وعلقت أن المشاركات في القمة لو “لم يتحدثن عما يحدث في السعودية فلن يتغير أي شيء”. وتشير الصحيفة إلى أن لقاء المرأة حضرته الأمم المتحدة وممثلات عن البنك الأوروبي للإعمار والتنمية. ولكن الاجماع الدولي المزمع عقده في الشهر المقبل كان مثار جدل وانتقادات. فقد قاطع رؤساء بلديات كل من لوس أنجليس وباريس ولندن ونيويورك اجتماعا لمناسبة مماثلة في الشهر الماضي مرتبطة بقمة العشرين، وهي القمة الحضريةـ20 احتجاجا على مصير المعتقلين السياسيين في المملكة.

وطالما قدم ولي العهد السعودي والحاكم الفعلي محمد بن سلمان نفسه كمصلح إلا أن ما قام به من اصلاحات مثل رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارات والسماح لها بحضور المباريات الرياضية كان عمليات سطحية كما يقول النقاد ولم تغير الكثير من حياة الناس في بلد يخضع لملكية مطلقة تطالب بالطاعة الكاملة للعائلة المالكة. وحاولت المملكة في السنوات الأخيرة اسكات المعارضين لها، ومن الأمثلة سيئة السمعة عملية قتل وتقطيع الصحافي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإستنبول عام 2018. واعتقلت الهذلول وأفرج عنها عدة مرات بسبب حملتها لرفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة. واعيد اعتقالها في أيار/مايو 2018 وقبل فترة قصيرة من رفع الحظر.

وقالت لينا: “الشيء الوحيد الذي تغير في السنوات الاخيرة هي صورة السعودية في الغرب” و “لا مجال للإصلاح مطلقا، كل المصلحين خلف القضبان وأختي واحدة منهم. وكل ما تريده السعودية هو تبييض انتهاكاتها”. وقمة المرأة مجرد تمرين “لم يكن الأمر فمتى” كما قالت منظمات حقوق إنسان أخرى. وقالت منظمة “غرانت ليبرتي” التي تراقب الحريات المدنية في السعودية إن قمة المرأة في السعودية “سخيفة ومسيئة” وحذرت من تحويل قمة العشرين إلى “أداة علاقات عامة للنظام الوحشي” وطالبت بمقاطعتها. ودعت هيومان رايتس ووتش لمقاطعة القمة وطالبت من النساء المشاركات التحدث علانية نيابة عن رفيقاتهن في السجن. وفي بيان قالت فيه “تستخدم السعودية حقوق المرأة لحرف الأنظار عن الانتهاكات الخطيرة الأخرى والموثقة. والتغيرات الأخيرة مثل حق قيادة السيارة والسفر بدون محرم ربما كانت مهمة ولكنها لا تخفي حقيقة أن بعض النساء اللاتي طالبن بها يقبعن خلف القضبان”. وتتهم الهذلول بالتأثير على الأمن القومي والاتصال بكيانات أجنبية لكن بعد عامين ونصفين لا تزال بدون محاكمة. وتقول عائلتها إنها تعرضت للتعذيب والصعقات الكهربائية والجلد وفترات طويلة من الحجز الانفرادي والتحرش الجنسي. وقررت الإضراب عن الطعام بداية هذا العام احتجاجا على منع الزيارات عنها. وسمح لوالديها بزيارتها في آب/أغسطس ووجداها هزيلة. وتقول شقيقتها “لا أحد يتخيل كم هي قوية وصامدة. وبعد عامين ونصف لم تستسلم وتريد العدالة ولديها القوة لكي تخبر عائلتها كل شيء رغم معرفتها بحدوث تداعيات سلبية”. وتضيف “لست متأكدة إن كانت على معرفة بما يجري في العالم. ولا أستطيع التعليق” حول معرفتها باجتماع المرأة هذا. وعلقت أن عدم السماح لها بالاتصال مع عائلتها مثير للقلق.