علاقات » اسرائيلي

السعودية تغير لهجتها تجاه إسرائيل في انتظار التطبيع

في 2020/10/28

 ستراتفور – ترجمة الخليج الجديد-

تشير تعليقات وسائل الإعلام السعودية على صفقة التطبيع الجديدة بين السودان و(إسرائيل) إلى أن الرياض تحاول إعداد مواطنيها لإضفاء الطابع الرسمي على علاقات بلادهم مع (إسرائيل) حيث قامت وسائل الإعلام السعودية المملوكة للدولة، بما في ذلك قناة العربية وعرب نيوز والرياض، إما بنشر مقالات جماعية نشرتها وسائل إعلام أجنبية، مثل وكالة "أسوشيتد برس"، أو نشر مقالات خاصة بها واقعية إلى حد كبير وغير نقدية في الأخبار.

لم يتخذ النظام الملكي السعودي بعد خطوات دبلوماسية أو حتى رمزية للإشارة إلى عدم موافقته على تحرك السودان لتطبيع العلاقات الإسرائيلية.

كما أن التغطية الإعلامية السعودية لصفقات التطبيع الأخيرة بين الإمارات والبحرين و(إسرائيل)، والتي وافقت عليها الرياض ضمنيًا، كانت أيضًا غير نقدية إلى حد كبير.

وبحسب ما ورد؛ شارك مسؤولون سعوديون في محادثات تطبيع بين (إسرائيل) والسودان، وذلك بحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، وبصفتها مساهمًا طويل الأمد في المساعدات للسودان، تتمتع المملكة بنفوذ كبير على البلاد.

من المحتمل أن تكون الحكومة السعودية قد منعت وسائل الإعلام من انتقاد مساعي دول الخليج العربي الأخرى لتطبيع علاقاتها مع (إسرائيل)، حيث تستكشف الرياض طريقها نحو علاقة أكثر علنية ورسمية مع الدولة. تجنبت وسائل الإعلام أي تغطية قد تشير ضمنًا إلى الدعوة إلى فتح علاقات مع (إسرائيل) خوفًا من العقاب. لكن الآن، ستشير الخطوط الحمراء للرياض بشكل متزايد إلى أن السعوديين الذين ينتقدون مداولات التطبيع الإسرائيلية مع المملكة العربية السعودية أو أي دولة أخرى سيواجهون انتقامًا محتملاً. في ظل هذا التهديد، من المحتمل أن تبدأ تغطية وسائل الإعلام السعودية لإسرائيل واليهودية بالتحول نحو نبرة أكثر حيادية أو ربما إيجابية.

تطرق مسلسل تلفزيوني تم بثه خلال موسم رمضان الديني في ربيع 2020 إلى العلاقة السعودية اليهودية، مما أثار نقاشات عامة كانت تعتبر في السابق من المحرمات في المملكة.

زار عدد من المؤثرين والشخصيات الإعلامية السعودية (إسرائيل) خلال العام الماضي، كما يتم بشكل متزايد كتابة أو بث تغطية إخبارية باللغة العبرية.

في حين أن حملات الرسائل والدعاية في الرياض قد تقلل من المشاعر السلبية المتعلقة بالقضايا الأوسع المرتبطة بالصراع العربي الإسرائيلي، فإن جيوب مقاومة التطبيع بين السعوديين المحافظين لا تزال تخلق مساحة للمتطرفين لتنظيم دعم جديد. تمكنت بعض العناصر المتطرفة في البلاد، بما في ذلك تلك المتحالفة مع "حزب الله الحجاز" و"الدولة الإسلامية"، من استغلال استياء السعوديين من التغيير الاجتماعي لتنفيذ هجمات. لكن هذه الهجمات لم تؤد حتى الآن سوى إلى أضرار محلية ولم تشكل تهديدًا خطيرًا للدعم السياسي الأساسي للمملكة في مدن مثل الرياض ومكة والمدينة المنورة وجدة والدمام.

لقد استخدمت السعودية بالفعل سيطرتها على وسائل الإعلام والروايات الثقافية لإعادة تشكيل تصور السعوديين لعلاقتهم بالدين - مما دفع السعوديين بعيدًا عن هويتهم القبلية الدينية التقليدية ونحو قومية سعودية جديدة مرتبطة بالإسلام. وقد شهد هذا تحولات ثقافية ملحوظة داخل المملكة خلال السنوات الخمس الماضية فقط. ولكن بالرغم من نجاحها إلى حد كبير، إلا أن هذا الضغط لغرس نوع جديد من القومية السعودية لم يسيطر على جميع مواطني المملكة.