دول » الكويت

ما سر اهتمام الأمير نواف الأحمد بتسليح الجيش الكويتي؟

في 2020/11/04

الخليج أونلاين-

يتصدر الجيش الكويتي قائمة الاهتمام، فهو بالنسبة للكويتيين، حكومة وشعباً، الحامي لأمنها واستقرارها، فقد بدأ ذلك الاهتمام مبكراً عقب الحرب العالمية الثانية عام 1948، من خلال الشيخ عبد الله المبارك الذي عُرف بأنه من بدأ بتأسيس الجيش الكويتي، ليأتي بعد 70 عاماً أمير دولة الكويت، الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، ليؤكد أهمية هذا الجيش في إرساء الأمن والاستقرار في البلاد.

ولعل الاهتمام بالجيش الكويتي كان لافتاً من أمير الكويت الجديد، الذي كانت زيارته الأولى لمؤسسة حكومية إلى وزارة الدفاع، بعد نحو شهر فقط من تعيينه أميراً للبلاد خلفاً للأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد جابر الصباح.

وتحتل الكويت المرتبة الـ85 عالمياً في قوة الجيوش، وهو ما انعكس على تصريحات الأمير الجديد، الذي أكد أهمية تعزيز كفاءة وقدرات القوات المسلحة الكويتية، وشدد على العمل "دون تراخٍ" على تزويدها بالأسلحة والآليات الحديثة.

زيارة لافتة وتعيين

بعد شهر ويومين على أداء اليمين الدستورية وتوليه منصب أمير للكويت، قام الأمير الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، في 2 نوفمبر 2020، بزيارة لوزارة الدفاع، اعتبرها كثيرون لافتة؛ لكونها أول وزارة تحظى بزيارته بعد توليه الحكم.

والتقى أمير الكويت خلال الزيارة نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الشيخ أحمد منصور الأحمد الصباح، ورئيس الأركان العامة الفريق الركن الشيخ خالد صالح الصباح، ونائبه الفريق الركن فهد عبد الرحمن الناصر، وكبار القادة بالجيش.

وأكد حرصه على تعزيز كفاءة وقدرات القوات المسلحة الكويتية، وشدد على العمل "دون تراخٍ" على تزويدها بالأسلحة والآليات الحديثة، "وتمكين القوات المسلحة من القيام بواجبها المقدس في حماية الوطن والدفاع عن ترابه ضد الغزاة والمعتدين".

وأكمل موضحاً: "لن نبخل أو نتراخى في تزويد جيشنا بما يستجد من الأسلحة والآليات، وتجهيزه بكل ما يحتاجه لأداء واجبه على أكمل وجه، وسنواصل العمل على تطوير وتحديث أساليب التدريب والتأهيل والإعداد في قطاعاته كافة"، مشدداً على أن هذا الأمر "يظل دائماً في طليعة أولوياتنا".

وجاءت الزيارة بعد نحو 10 أيام فقط من إصدار أمير الكويت مرسوماً أميرياً بتعيين الفريق الركن خالد صالح الصباح رئيساً للأركان العامة للجيش الكويتي، واللواء الركن فهد عبد الرحمن الناصر نائباً ل‍رئيس الأركان بعد ترقيته لرتبة فريق.

ارتباط الأمير بالجيش

عندما تعرضت الكويت لمحنة عام 1990 (الغزو العراقي)، ساهم الشيخ نواف الأحمد في القرارات الحاسمة لمواجهة الغزو آنذاك، ووجه كل الطاقات العسكرية والمدنية من أجل تحرير بلاده واستقلالها.

وفي 26 يناير من عام 1988 عُين وزيراً للدفاع، وهو المنصب الذي عاد لشغله مرة أخرى في 20 يونيو 1990، وأثناء توليه الوزارة عمل على تحديث المنظومة الدفاعية وتطويرها من خلال مسارين، الأول تجلى في حرصه على إيفاد العسكريين الكويتيين إلى الخارج للتدرب على قيادة الطائرات العسكرية واستعمال مختلف أنواع الأسلحة والمدرعات كافة.

أما المسار الثاني فتمثل في تحديث المعسكرات وتطويرها ورفدها بالأسلحة الحديثة للدفاع عن الكويت براً وبحراً وجواً.

وفي 16 أكتوبر 1994 تولى الشيخ نواف منصب نائب رئيس الحرس الوطني، واستمر في هذا المنصب حتى 13 يوليو 2003 عندما تولى وزارة الداخلية.

علاقة قديمة

الكاتب السياسي والإعلامي الكويتي "د.عايد المناع" يرى أن هذه الزيارة تأتي ضمن العلاقة القديمة التي تربط  الأمير نواف الأحمد بالجيش.

وأشار، في حديثه لـ"الخليج أونلاين"، إلى أن الأمير خلال توليه منصب وزير الدفاع "شاهد بنفسه استبسال القوات المسلحة (الجيش، والحرس الوطني، وقوات الأمن) بالتصدي لقوات الحرس الجمهوري العراقي بالرغم من مفاجأة عملية الغزو".

أضاف: "لذلك أعتقد أن الأمير أراد أن يؤكد مجدداً احترامه للتضحيات العسكرية وحرص القيادة السياسية العليا على تزويد القوات المسلحة بأحدث أنواع الأسلحة بمختلف صنوفها".

وعما إن كانت الكويت قد تلجأ لشراء طائرات F35 الأمريكية على غرار الإمارات، يقول إن هذا الخيار مطروح، وهو "من ضمن هذا التحديث ليكون لدى الجيش الكويتي القدرة على التصدي لأي عدوان أياً كان مصدره".

تسليحه وترتيبه

يشير التصنيف الأخير لـ"غلوبل فاير باور"، الذي نشر في فبراير 2020، إلى أن الجيش الكويتي جاء في المرتبة الـ14 بين الدول العربية، والـ85 ضمن بلدان العالم، ولم يتغير مستوى قوة الجيش الكويتي.

وتملك القوات المسلحة في الكويت 85 طائرة ومقاتلة جوية، وهو ما يجعلها ضمن أقوى 75 جيشاً على مستوى العالم في تلك النقطة تحديداً، فيما يملك نحو 570 دبابة ومدرعة عسكرية قادرة على الدخول في الحرب في أي وقت، وهو الرقم الذي يجعل الكويت تأتي في المرتبة الخمسين على مستوى العالم في تلك النقطة.

وبالحديث عن الأسطول البحري للكويت، فهي تملك قرابة الـ38 قطعة بحرية بالإضافة إلى 106 حاملة نفط وبترول، وهو رقم يعد من بين أكبر الأرقام على مستوى العالم.

ومؤخراً، وبالتحديد في منتصف أكتوبر 2020، بعد تولي الأمير الجديد الحكم، كشفت السفيرة الأمريكية لدى الكويت ألينا رومانوسكي عن تعاقد القوات البرية الكويتية على شراء 218 دبابة "M1A2" من واشنطن، مؤكدة في الوقت نفسه سعي الولايات المتحدة لتزويد الكويت بأحدث الأسلحة.

وشددت على التزام الولايات المتحدة بأمن الكويت، والعمل معاً لضمان جاهزية قواتها المسلحة بشكل فعال للدفاع عن أراضيها؛ حيث تعمل واشنطن على توسيع نطاق التدريب الاحترافي الأمريكي، لافتة في الوقت نفسه إلى أنها طرحت خلال العام الماضي أول طائرة (F/ A 18 Super Hornet) صنعت خاصة للقوات الجوية الكويتية.

حمى استيراد الأسلحة

يعتقد المحلل العسكري والاستراتيجي "إسماعيل أيوب" أن زيارة أميرة الكويت للجيش الكويتي، تأتي في سياق حمى استيراد الأسلحة لدول الخليج بشكل عام، خصوصاً في العامين الأخيرين بعد الأزمة الخليجية، ومن بينها سلاح الجو في قطر والإمارات والسعودية.

ويرى أن الجيش الكويتي تعداده قليل وتسليحه ضعيف، مشيراً في حديثه لـ"الخليج أونلاين"، إلى حاجة جيش الكويت إلى التسليح بالمعدات الثقيلة المختلفة، مؤكداً في الوقت ذاته أن اهتمام الأمير تأتي في هذا السياق، خصوصاً مع قيام جميع دول الخليج بتطوير جيوشها.

وأكد ضرورة امتلاك الدول الخليجية الغنية بالمال، قوات تستطيع حماية أمنها، بسبب تزايد التوتر الأمني والسياسي في الشرق الأوسط، والأزمة مع إيران.

وأضاف: "اهتمام أمير الكويت بالجيش، يأتي في سياق تحديث أسلحته ورفع قدراته للدفاع عن أمن الكويت وأمن الخليج، في حال نشب صراع بين دول الخليج وبين إيران مثلاً، مع استبعاد هذه النقطة، خصوصاً أن الخليج وإيران يعتمدون على 80% من النفط، ومن ثم تتأثر بأي حرب".

وعما إذا كانت الكويت ستذهب لشراء طائرات إف35، يقول أيوب: "بعد التطبيع الإماراتي وإعلان أمريكا أنها ستبيعها الإمارات، أصبح الأمر ممهداً للكويت لشراء هذه الطائرات، لكن في المقابل لم يصدر أي بيان ولم نرَ اهتماماً منها بهذا الأمر، لكن ربما يكون هناك اهتمام بشراء طائرة التايفون الإنجليزية الألمانية الإيطالية ذات الصناعة المشتركة".