صحة » اجراءات

هل تواصل دول الخليج ريادتها بتوفير لقاحات كورونا للدول الفقيرة؟

في 2020/12/26

متابعات-

شمّر الخليجيون وغيرهم من الدول الغنية عن سواعدهم لتلقي اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد، حيث بات طريق التخلص من الوباء بالنسبة لهم واضحاً، حتى ولو كان يستغرق عدة أشهر والكثير من الأموال، لكن بالنسبة للدول الفقيرة فإن الطريق لا يزال طويلاً ووعراً.

ويقول مسؤولون في الأمم المتحدة للجمعية العامة إن العام المقبل بدأ يتشكل على هيئة كارثة إنسانية، وإن على الدول الغنية ألا تسحق الدول الفقيرة في "تدافع من أجل اللقاحات" لمواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد.

وبدأت دول الخليج الست حملة التطعيم من لقاح كورونا لمواطنيها ضد المرض، ضمن سباقٍ متسارع لتطعيم أكبر عدد من الموجودين على أراضيها للحد من تفشي المرض، في وقتٍ يعجز فيه كثير من الدول الفقيرة في مكافحة المرض، فضلاً عن شراء اللقاح.

اللقاح في الخليج

أعلنت دول الخليج العربي الست بدء حملات التطعيم من كورونا، والتي ستتم على عدة مراحل قد تتواصل على مدار عام 2021، مشيرة إلى أن الأولوية ستكون في المرحلة الأولى لكبار السن، والكادر الصحي، والمواطنين في الصفوف الأولى لمواجهة الفيروس.

البداية كانت من إمارة أبوظبي، التي بدأت حملة التطعيم بلقاح "سينوفارم" الصيني، في 14 ديسمبر 2020، فيما بدأت إمارة دبي، في الـ23 من الشهر نفسه، حملة تطعيم بلقاح "فايزر ـ بيوتنيك".

وعقب ذلك بدأت البحرين حملة التطعيم بـ"سينوفارم"، في 16 ديسمبر، وكان أول من تلقى اللقاح ملك البلاد، حمد بن عيسى آل خليفة، تلتها السعودية التي باشرت حملة التطعيم بلقاح "فايزر ـ بيوتنيك"، في 17 ديسمبر.

 

أما الكويت فقد بدأت حملة التطعيم بلقاح "فايزر ـ بيونتيك"، في 24 ديسمبر، وكانت قد تعاقدت على مليون جرعة من هذا اللقاح تكفي لتطعيم 500 ألف شخص، واستقبلت أول شحنة منه تضم 150 ألف جرعة، في 23 ديسمبر.

وعقب ذلك باشرت قطر حملة التطعيم بلقاح "فايزر ـ بيونتيك"، في 24 ديسمبر، تلتها سلطنة عُمان، في 27 ديسمبر، بعدما تلقت أول دفعة من اللقاح ذاته، في 24 ديسمبر، وتضم أكثر من 15 ألف جرعة، فيما تستقبل 28 ألفاً أخرى منه بحلول يناير 2021.

الشعوب المسحوقة

يقول ديفيد بيزلي، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، إن عام "2021 سيكون حرفياً كارثة بناء على ما نراه حالياً في هذه المرحلة"، مشيراً في حديثه له، مطلع ديسمبر، إلى أن "الشعوب المسحوقة لن تستطيع مقاومة الفيروس".

فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وكبار مسؤوليه، في 4 ديسمبر 2020، إلى توفير اللقاحات للوقاية من "كوفيد-19" للجميع، وإلى مساعدة الدول الغنية للدول النامية على التغلب على الجائحة والتعافي منها.

كما دعا مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، خلال اجتماع خاص لمناقشة الفيروس التاجي، إلى "ضخ 4.3 مليارات دولار على الفور في برنامج إتاحة اللقاحات عالمياً".

وقال للجمعية العامة للأمم المتحدة: "لا يمكننا ببساطة أن نقبل أن نكون في عالم يطأ فيه الأغنياء وذوو النفوذ الفقراء والمهمشين أثناء تدافعهم للحصول على اللقاحات.. هذه أزمة عالمية ويجب أن تكون الحلول متاحة بتكافؤ للصالح العام العالمي".

صعوبة كبيرة

يعتقد الباحث السياسي اليمني نجيب السماوي أن الدول الفقيرة، وخصوصاً العربية منها، ستواجه صعوبة كبيرة في الحصول على لقاح كورونا، أولاً لعدم مقدرتها على الشراء، وربما غياب دعم الدول الكبيرة لها.

ويقول لـ"الخليج أونلاين": "كل الدول المتقدمة، ومن ضمنها الخليجية، لا تفكر حالياً إلا بتوفير أكبر قدر من اللقاحات لمواطنيها وللمقيمين على أراضيها"، مشيراً إلى أنه "من الصعب الحديث حالياً عن أنها ستقدم مساعدات للدول الفقيرة".

ويضيف: "دول الخليج لن تؤثر فيها الأزمة الاقتصادية في شراء لقاحات وتوزيعها على الدول الفقيرة، لكن المشكلة الحقيقية هي بتوفير اللقاح لمواطنيها والاكتفاء، ثم التفكير بالغير".

وتابع: "إذا ما رأينا الكمية التي تم الإعلان عن إنتاجها من قبل الشركات المنتجة للقاح فهو رقم ضئيل مقارنة بما تطلبه دول الخليج بشكل خاص، ودول العالم المتقدمة بشكل كبير، لذلك أعتقد أن الدول الفقيرة ستعاني، ولن يصل إليها اللقاح إلا متأخراً جداً، ووقتها ربما تدعم دول الخليج بعد أن تكون قد قامت بتلقيح جميع مواطنيها والمقيمين على أراضيها".

مواجهة كورونا وتطوير اللقاح 

على الرغم من أن دول الخليج تعيش لحظات حاسمة وأزمات مالية رافقت أزمة كورونا، فإنها تخطت معاناتها خلال الأسابيع والأشهر الأولى لانتشار المرض، وقادت معركة خارجية لمكافحة الفيروس من خلال تقديم المساعدات لعدة دول.

وينظر إلى دول الخليج النفطية كأهم الدول التي يمكن أن تسهم بمساعدة الدول الفقيرة في الحصول على لقاح كورونا، مقابل ما قدمته خلال الأشهر الماضية.

وقدمت دول الخليج عشرات ملايين الدولارات لمكافحة كورونا، كما لم تتوقف عند ذلك، بل قدمت أموالاً كبيرة لدعم تطوير لقاحات "كوفيد -19".

وقال أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، خلال كلمة له بمؤتمر القمة العالمي للقاحات 2020، إن بلاده قدمت مساعدات طبية لأكثر من 20 دولة في أنحاء العالم، بالإضافة إلى تقديم مساهمة مالية بمبلغ 140 مليون دولار لمؤسسات الرعاية الصحية متعددة الأطراف التي تعمل على تطوير اللقاحات.

وأعلن الشيخ تميم، في معرض كلامه عن تعهد جديد من دولة قطر بقيمة 20 مليون دولار دعماً للتحالف العالمي للقاحات والتحصين "جافي".

وأعلنت الرياض تقديم 150 مليون دولار لدعم الجهود الدولية للتحالف العالمي للقاحات والتحصين؛ لمكافحة فيروس كورونا، ولتعزيز التأهب والاستجابة للحالات الطارئة للمرض.

كما أعلن وزير الخارجية الكويتي، الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، تقديم الكويت 100 مليون دولار على شكل مساعدات لمكافحة الفيروس.

أما الإمارات فقد أعلنت إرسال 716 طناً من المساعدات الطبية إلى 63 دولة، واستفاد منها 716 ألفاً من العاملين في مجال الرعاية الصحية بعموم تلك الدول.

وساهمت سلطنة عُمان في إرسال مساعدات لدول عانت في بداية أزمة كورونا من تفشٍّ واسع للفيروس؛ مثل إيران، كما كانت جسراً لإيصال المساعدات الأممية إلى اليمن الذي يعاني من كوارث إنسانية.

لم تتراجع قطر عن دورها الإنساني المستمر منذ سنوات طويلة، فكانت المبادرة بإعلانها، في 18 فبراير الماضي، إرسال 8 طائرات تابعة لشركة الطيران القطرية إلى الصين منشأ فيروس كورونا، حاملةً معها مساعدات طبية تم تقديمها من الحكومة القطرية والناقلة القطرية، تلتها تقديم مساعدات لعشرات الدول.

ومثلها كانت الكويت، التي أكدت منظمة الصحة العالمية، في 3 أبريل 2020، أنها أكبر بلدٍ دعم المنظمة؛ من خلال توفيره 60 مليون دولار لصالح تمويل برامج الاستجابة للتصدي لجائحة فيروس كورونا في العالم، إضافة إلى مساعدات فردية لدول أخرى.

وساهمت عُمان بإرسال مساعدات وأطباء إلى دول تواجه الأزمة، فيما أعلنت السعودية تقديم مساعدات لمنظمة الصحة العالمية بـ10 ملايين دولار، وإرسال مساعدات لدول تعاني من كورونا.