علاقات » اسرائيلي

ما فرص موافقة إدارة بايدن على بيع مقاتلات "F35" لدول الخليج؟

في 2021/01/23

الخليج أونلاين-

يبدو الوضع الذي يواجه كلاً من الولايات المتحدة والشرق الأوسط، ومن ضمن ذلك منطقة الخليج، مختلف تماماً؛ مع بدء ولاية الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن في البيت الأبيض.

وتعد صفقات المقاتلات الأمريكية "إف35"، وبيع الأسلحة والمعدات لدول الخليج العربي، من أهم النقاط الرئيسية أمام إدارة الرئيس الديمقراطي الذي تولى الحكم رسمياً في 20 يناير 2021، عقب انتهاء ولاية الرئيس الجمهوري دونالد ترامب.

وبينما أعلنت قطر والسعودية رغبتها في شراء المقاتلات الأمريكية النفاثة، وقع ترامب على صفقة المقاتلات المتطورة لصالح أبوظبي في آخر ساعاته بالبيت الأبيض، وسط ترقب ومخاوف من عقبات قد تضعها إدارة بايدن أمام أي نجاح لتلك الصفقة.

مقاتلات "إف -35"

حتى الوقت الحالي، تعد "إسرائيل" الجهة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تُسيير مقاتلات "إف-35″، وأعلن رسمياً في شهر ديسمبر الماضي، دخول ثاني سرب للقوات الجوية الإسرائيلية من مقاتلات "إف-35″، مرحلة التشغيل، وهذه الطائرات المسماة "أدير" هي نسخة من "إف-35" مصممة خصيصاً وفق مواصفات "إسرائيل".

وقدمت قطر طلباً رسمياً لشراء طائرة "إف35" في أكتوبر 2020، لكن متحدث باسم الخارجية الأمريكية، قال لـ"رويترز" حينها، إن بلاده لا تؤكد أو تعلّق على مقترحات مبيعات دفاعية إلى حين إبلاغ الكونغرس بها.

وجاء طلب قطر الحصول على الطائرات المتطورة لتكملة أسطولها الحالي الذي يضم طائرات من طراز "ألفا جيتس"، و"ميراج 2000″، و"داسو رافال"، إضافة إلى الطائرات المنتظرة من طرازات "إف-15 إي سترايك إيغلز"، و"يوروفايتر تايفون".

وكان المسؤولون الأمريكيون منفتحين على بيع طائرة "إف -35" إلى الإمارات العربية المتحدة، بعد أن وقعت هي والبحرين اتفاقيتي تطبيع مع "إسرائيل" في 15 سبتمبر الماضي.

وقبل رحيله نهائياً عن البيت الأبيض بساعة، وقع الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته ترامب على صفقة المقاتلات إلى الدولة الخليجية، وفق ما نقلت وكالة "رويترز".

وبموجبها ستحصل أبوظبي على مقاتلات "إف -35" المتطورة ضمن صفقة كبيرة تقدر بـ23 مليار دولار، تشمل كذلك شراء 18 طائرة مسيرة

تخوفات إسرائيلية

في أواخر أكتوبر الماضي، حذر مسؤولون إسرائيليون، من إمكانية شراء السعودية مقاتلات "إف 35"، وقال وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينتس، بأنه "عاجلاً أو آجلاً ستطلب السعودية وقطر (إف- 35) وستحصلان عليها".

وأثارت تلك التصريحات لدى مسؤولين عسكريين إسرائيليين المخاوف من أن "السعودية وبعكس الإمارات، تقع على بعد 200 كم من إيلات".

وأضاف المسؤولون في حديثٍ لصحيفة "يديعوت أحرونوت": "لا أحد يعرف ما يمكن أن يحدث في المستقبل البعيد من حيث التقلبات الاستراتيجية".

كما نقلت وكالة "إنترناشيونال" الأمريكية عن مسؤولين إسرائيليين، إن دولة الاحتلال التي تتشاور معها واشنطن بشأن مبيعات الأسلحة في الشرق االأوسط، "ستُعارض أي صفقة محتملة تتضمن شراء قطر لطائرات إف-35".

لا توقف للصفقات

يعتقد المحلل العسكري إسماعيل أيوب، أن إدارة بايدن لن توقف بيع طائرات "إف 35" للدول الخليجية، لعدة أسباب.

وفي حديثه لـ"الخليج أونلاين"، يوضح أيوب تلك الأساب منها "أن الشركات المصنعة للطائرات (لوكهيد مارتن الامريكية)، قد تفقد فرص عمل كبيرة في حال تم توقيف إنتاج تلك الطائرات، ما قد يدفعها للضغط على الساسة من أجل عدم إيقاف الصفقات مع دول الخليج".

وأضاف: "هذا النوع من الطائرات يعد الأكثر تقدماً ويمكن التحكم فيه عن بعد وسيظل مفتاح التحكم بيد الأمريكيين، وفي هذه الحالة يمكن بيع الطائرات كصفقات تجارية بمليارات الدولارات تفيد في تشغيل المصانع الأمريكية وتطوير طرز جديدة".

وإضافة إلى ذلك، أشار إلى نقطة اقتصادية تتعلق بـ"الأموال التي ستدر على الاقتصاد الأمريكي، وستكون مبالغ طائلة مستمرة التدفق غير محصورة فقط بثمن الشراء بل ستشمل (الصيانة، التدريب، قطع الغيار وغيرها من متطلبات تشغيل هذه الطائرات)".

موافقة بشروط

ويتفق المحلل السياسي قطب العربي، مع ما طرحه أيوب، بشأن اعتقاده أن إدارة بايدن "ستسمح بتلك الصفقات ولكن وفق شروط وضوابط تقنية تمنع هذه الدول من استخدام هذه الطائرات فعلياً إلا بموافقة أمريكية".

وأوضح في حديثه لـ"الخليج أونلاين"، بقوله: "الموافقة هنا لن تكون مجرد موافقة سياسية بل يتبعها إجراء تقني يسمح بتحرك الطائرات من حظائرها".

وأضاف: "هذا النوع من الأكثر تقدماً ويمكن التحكم فيه عن بعد وسيظل مفتاح التحكم بيد الأمريكيين، وفي هذه الحالة يمكن بيع الطائرات كصفقات تجارية بمليارات الدولارات تفيد في تشغيل المصانع الأمريكية وتطوير طرز جديدة".

توجهات إدارة بايدن

قبل تولي بايدن الحكم، خرجت تصريحات من المسؤولين التابعين له، وفي مقدمتهم أنتوني بلينكن، المرشح لتولي حقيبة الخارجية​، بالقول إن مقاتلات "إف-35" مخصصة لـ"إسرائيل"،​ حصراً في ​الشرق الأوسط.

وفي تصريحه مطلع نوفمبر الجاري، أكد "بلينكن" اعتراض إدارة بايدن على "قرار ترامب​ بيع مقاتلات الشبح لدولة ​الإمارات​، في إطار اتفاق لتطبيع العلاقات مع إسرائيل".

وستعمل إدارة بايدن، وفق بلينكن، على "إعادة النظر بجدية إلى بيع (إف-35) للإمارات"، مع تأكيده أن ذلك "من أجل الحفاظ على التفوق العسكري لإسرائيل في المنطقة، بموجب القانون الأمريكي".

وإلى جانب اعتراض إدارة بايدن على بيع الطائرة المتطورة للإمارات، سبق أن قدَّم رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي (الكونغرس) إليوت إنغل، وعدد من النوّاب الديمقراطيين، مشروع قانون ينص على عدم بيع الأسلحة الأمريكية المتطورة لدول الشرق الأوسط إلا بعد تعديلها بما يضمن التفوق النوعي لـ"إسرائيل".

وفي برنامجه لانتخابات الرئاسة دعا بايدن إلى إنهاء دور الولايات المتحدة في الصراع باليمن، فيما يمثل تراجعاً واضحاً عن سياسة اتبعتها إدارة الرئيس الديمقراطي الأسبق باراك أوباما الذي كان بايدن نائباً له.