سياسة وأمن » صفقات

برسالة وإجراء.. إجماع لافت في واشنطن ضد السعودية والإمارات

في 2021/01/28

صحيفة "هاف بوست" الأمريكية-

سلطت صحيفة "هاف بوست" الأمريكية، الضوء على التطورات الجديدة في موقف واشنطن تجاه بعض دول منطقة الخليج العربي التي وصفتها بالمستبدة.

وقالت الصحفية إن ثمة إجماعا لافتا في واشنطن الجديدة التي يحكمها الديمقراطيون ضد الدول المذكورة لاسيما الإمارات والسعودية.

وأشارت إلى أن هذه التطورات تظهر بشكل جلي في رسالة لمشرعين من كبار الديمقراطيين بمجلس النواب الأمريكي حثوا فيه الرئيس الأمريكي "جو بايدن" على ضرورة إعادة تقييم العلاقات الأمريكية - السعودية.

ولفتت إلى أن هذه الرسالة تبعها قيام الإدارة الأمريكية بتجميد مبيعات الأسلحة لكل من الإمارات والسعودية على نحو مؤقت.

تعديل ذو مغذى

وأوضحت الصحيفة أن رسالة النواب الديمقراطيين للرئيس "بايدن" طالبت بإجراء "تعديل ذي مغزى" في العلاقة الأمريكية - السعودية.

وذكرت أن من بين الموقعين على الرسالة رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب "جريجوري ميكس"، ورئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب "آدم سميث"، ورئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب "آدم شيف"، ورئيس لجنة القواعد "جيم ماكجفرن"، ومشرعون بارزون آخرون.

وأشار المشرعون في رسالتهم إلى وعد حملة "بايدن" بإعادة تقييم روابط أمريكا بالسعوديين.

وكتبوا: "سيواجه الرئيس بايدن بلا شك ضغوطا لنسيان هذا التعهد، نأمل أن توضحوا مع ذلك أنه يجب على الحكومة السعودية إظهار احترام أكبر للمخاوف الأمريكية بشأن معاملة مواطنينا والمقيمين، والكارثة الإنسانية في اليمن، وحقوق الإنسان الأساسية".

وطالب المشرعون في الرسالة بإيقاف شحن القنابل بسبب التدخل العسكري السعودي "الوحشي" والمستمر في اليمن، الذي أودى بحياة عشرات الآلاف من المدنيين منذ إطلاقه في عام 2015.

وجاء في الرسالة: "الدعم الأمريكي للمملكة ليس شيكا على بياض".

"خاشقجي" والحوثيون والمعتقلون

كما طالبت الرسالة مديرة المخابرات الوطنية "أفريل هينز" بإصدار "تقرير غير سري عن دور المسؤولين السعوديين في قتل الصحفي جمال خاشقجي"، كما طالبوا بمعاقبة جميع السعوديين الذين تورطوا في الجريمة.

ورجحت الصحيفة أن يؤثر ذلك على ولي العهد السعودي الحاكم الفعلي "محمد بن سلمان"، الذي تعتقد وكالة المخابرات المركزية بشكل خاص أنه أمر بارتكاب جريمة القتل.

كما حث المشرعون "بايدن" على التراجع عن قرار "ترامب" بإدراج "الحوثيين" كجماعة إرهابية.

وطالب المشرعون "بايدن" بالضغط على السلطات السعودية للإفراج عن الأمريكيين "الذين تم اعتقالهم كجزء من حملة ولي العهد غير المسبوقة على حريات مواطنيه".

خطوة أولى حكيمة

وأوضحت الصحيفة أن عملية وقف مبيعات الأسلحة للإمارات والسعودية جاء بعد وسط قلق في واشنطن من الانتهاكات كل من الرياض وأبوظبي لحقوق الإنسان.

وذكرت أن "بايدن" يمكنه منع وصول اثنين من هدايا سلفه الجمهوري "دونالد ترامب" للدولتين الخليجيتين وهما حزمة قنابل بقيمة 500 مليون دولار للسعوديين، وصفقة بقيمة 23 مليار دولار للإمارات تشمل مقاتلات "إف-35" أكثر الطائرات الأمريكية تقدما.

ولفتت الصحيفة إلى أن مسؤولي إدارة "بايدن" سوف يناقشون علانية وسرا دعوة الرئيس بشأن إعادة تقييم مبيعات الأسلحة للدولتين الخليجيتين خلال الأشهر المقبلة.

وأضافت أنه في غضون ذلك سيحاول السعوديون والإماراتيون وأنصارهم في واشنطن بما في ذلك جماعات الضغط، جاهدين منع الوقف الكامل لمبيعات الأسلحة.

ولفتت الصحيفة إلى أن خطاب المشرعين الأمريكيين يوضح مدى الضعف في الرابط بين واشنطن والعاصمتين الخليجيتين وصعوبة المعركة بالنسبة للسعودية والإمارات في واشنطن، بعد خروج حليفهما "دونالد ترامب" من البيت الأبيض.

من جانبه، علق "وليام هارتونج" مدير برنامج الأمن والسلاح في مركز السياسة الدولية على قرار "بايدن" بتعليق ومراجعة مبيعات الأسلحة إلى السعودية والإمارات.

وقال "هارتونج": "هي خطوة أولى حكيمة نحو إعادة توجيه سياسية بيع الأسلحة الأمريكية، بعد السياسة المتهورة التي انتهجها ترامب، والتي تمثلت في تعزيز الصادرات بأي ثمن".

وأضاف "هارتونج": "يجب على الإدارة الأمريكية الجديدة في نهاية المطاف وقف المبيعات وربطها بدور تلك الدول المشترك في حرب الوحشية الدائرة في اليمن منذ سنوات، وسجلات القمع الداخلي، بجانب المغامرات العسكرية للإمارات في ليبيا".

وعقب قائلا: "لقد حان الوقت لوضع حقوق الإنسان والامن المستدام فوق المخاوف الاقتصادية الضيقة في تحديد الدول التي يجب أن تتلقى الأسلحة الأمريكية".