مجتمع » حريات وحقوق الانسان

الإفراج عن «لجين ومحمود» متى يخجل الديكتاتور؟

في 2021/02/15

بسام البدارين- القدس العربي-

مؤلم جدا أن لا يأسف «الديكتاتور العربي» طوال سنوات، فيرفض الإفراج عن «إمرأة» قالت رأيها مرة، إلا بعدما يعلنها الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، متحدثا عن «الحريات» في العموم، دون حتى ذكر الأسماء.

صورة السعودية لجين الهذلول، وهي في بيتها بعد الإفراج عنها عندما تنشرها محطة «سي أن أن» أسرع وصلة مع «الخجل القومي». كذلك صورة الصبية بعد الإفراج عنها، كما ركزت عليها محطة «الجزيرة» حيث غبار الحرمان والقسوة والغلاظة على جفنيها.

مخجل أيضا على كل «جنرال» يضع الأوسمة على كتفيه ثم يحتفظ بمراسل صحافي، مثل زميلنا في «الجزيرة» محمود حسين لأربع سنوات خلف القضبان بدون حتى تهمة أو محاكمة أو أي منطق سليم.\

لا يوجد سبب دفع مصر والسعودية في اتجاه الإفراج عن لجين ومحمود إلا مجرد إطلالة عابرة مقلقة قام بها الرئيس بايدن على قنوات «بي بي سي» قائلا إن إدارته ستهتم بملف حقوق الإنسان والحريات.

تلميحات بايدن

لم يتكبد زعيم العالم حتى ذكر أسماء فاندفع القوم للأفراج الرمزي عن زميلين، بينما يقبع آلاف المعتقلين في «بلاد العرب أوطاني» برمتها خلف الشمس ولا يستطيعون الوصول إلى صبي القهوة في البيت الأبيض.

لا رحمة ولا شفقة ولا عدل ولا حتى محاكم ولا مخافة الله ولا الشعب وراء هذا النمط من الإفراج. فقط بايدن وبلينكن وعبر التلميح عن بعد فقط بدون تصريح.

بصراحة، وحتى لا أتهم بالتصيد وإغلاق فمي «الأردني» كنت أتمنى حقا أن نتحدث عن الإصلاح السياسي بعيدا عن أزرار ترامب وبايدن، ونتمنى أن لا نسمع أن من يريد نقاش ملف الحريات في بلدنا هو الوزير انتوني بلينكن، رغم كل الفوارق بين مملكة «رحيمة» يخطىء العاملون عليها أحيانا ولا تؤمن بالدم وتلك الأنظمة المستبدة، التي تدفع للسجون أكثر مما تدفعه لتطوير لقاح .

حتى أبو شعرات الجنرال حفتر ترك خلفه قبورا جماعية وأمواتا بقيود بدل الأكفان.

الديكتاتور العربي، هل يشعر بالخجل الحقيقي يوما؟ بايدن بعد الإفراج عن لجين اكتفى بكلمتين «إنه أمر صائب». رحمة الله عليك يا صائب عريقات.

عندما كنت «إمبرياليا»

كاميرا محطة «المملكة» التي تغطي جلسة البرلمان تركزت على وجه النائب أسامه السواعير، عندما كان زميله في اللجنة المالية يقرأ قرارا.

قبل ذلك كانت الكاميرات تتابع ما يقوله النائب الشاب وهو يحذر من «المس بثقافة العشائر الأردنية».

لا أعرف أحدا مهتما فعلا بالمساس بالثقافة العشائرية الأصيلة، لكن النصيحة قيلت في سياق حادثة اعتداء على «مصنع».

حوادث الاعتداء على المصانع والمنشآت التابعة للقطاع الخاص تتكرر في الأردن كلما «طب الكوز بالجرة» غير معقول أن نطالب قوات الدرك بوضع مصفحة تحرس كل ورشة عمل أو مكاتب مصانع.

المصانع عليها مسؤولية اجتماعية طبعا، لكن الأستاذ النائب ليس ناطقا باسم العشائر الأردنية وليس بالضرورة أن طريقته في ملاحقة «الإمبرياليين في الأردن» تحظى بموافقة الأوساط العشائرية، لكن صمت أولاد العشائر يعني ضمنيا أن أي شخص يمكنه «تلبيس» العشيرة دوما موقفا أو سلوكا شخصيا… أليس كذلك؟

على سيرة الإمبريالية. فوجئت أن رأسي مطلوبة عند من يطاردها في الكرة الأرضية، رغم أني لا أعرف شيئا عن الإمبرياليين، ولم أصادفهم يوما في حارتنا.

أحد الرفاق «غضب علي» سماعيا وبأثر رجعي وبناء على رواية منقولة ولا معنى لها وغير صحيحة أصلا فقرر «أن يسحقني» وهو يتوعد – لاحظوا معي – الإخونج والإمبريالية والصهيونية وبسام «إللي هو أنا».

سعدت شخصيا لأني «مهم للغاية» وتأديب كل تلك الكيانات كونيا والتصدي لها يمكن أن يبدأ بتوجيه «خيول» تسحق رمز الإمبريالية والتوطين والمحاصصة الأبرز «إللي هو كمان حضرتي» أولها في أطراف عمان الغربية وآخرها في صحراء الحسا جنوبي البلاد.

سمعت ذلك وأنا للتو أتابع برنامجا خاصا عن الخيول على «ناشيونال جيوغرافيك» تلك الفضائية المختصة في عالم الحيوان، وسألت صديقا يتاجر بالخيل: كم رأس خيل نحتاج لتغطية مساحة جغرافية قد تمتد لـ200 كيلومتر؟

الإجابة بالقلم والورقة تحدثت عن 250 رأسا على الاقل، كل كيلومتر واحد سيفطس نصفها على الطريق الصحراوي، بسبب العطاء القاتل والشاحنات الآتية من السعودية.

لكن أبو الخيول المضادة للإمبريالية قد يواجه مهمة صعبة ومعقدة أصغر تحدياتها عدم وجود عدد كاف من الفرسان لتلك الغزوة .

الرحلة قد تحتاج لخمسة أيام مع سلسلة إستطبلات ومحطات فحص كورونا في الدرب والتمويه اللازم على الأقمار الصناعية اللعينة تلك التي تحلب النملة لصالح الإمبريالية. طبعا في حال التمكن من الإفلات من طيارات «الدرون».

الأهم أقسمت: يا جماعة الخير لا أعرف أي مفكر إمبريالي، لكن والحق يقال أتعاطف مع الإخوان ونفسي ومنى عين أهلي أن أصادف، ولو إمبرياليا واحدا، أمام مخبز أو صيدلية في عمان، قبل اكتشافي أن الإمبريالية في أطراف الحارة، التي أقيم فيها لا بل في بيتي