علاقات » اسرائيلي

زيارة نتنياهو تدشن أول أزمة دبلوماسية بين الإمارات وإسرائيل منذ تطبيع العلاقات

في 2021/03/19

متابعات-

قال مسؤولون إسرائيليون وغربيون إن الإمارات قلصت الاتصالات الرسمية مع إسرائيل؛ احتجاجا على محاولات "بنيامين نتنياهو" توريطها في الحملة الانتخابية لإعادة انتخابه، فيما تعد أول أزمة دبلوماسية بين البلدين منذ تطبيع العلاقات العام الماضي.

فمنذ الإعلان عما يسمى باتفاقات إبراهيم (في إشارة إلى اتفاقات التطبيع) في أغسطس/آب الماضي، تبنت الإمارات بحماس إخراج روابطها التجارية والاستراتيجية السرية مع الدولة اليهودية إلى العلن، معززة بسرعة العلاقات مع إسرائيل في مجالات الثقافة والسياحة والاستثمار.

لكن أبوظبي أصيبت بالذهول من تصميم "نتنياهو" على استثمار العلاقة الثنائية في مكاسب انتخابية عندما يصوت الإسرائيليون الأسبوع المقبل في استحقاق برلماني.

وقال مسؤولان إسرائيليان إن الإماراتيين انزعجوا بشكل خاص عندما سرب مكتب "نتنياهو" خططا لوسائل الإعلام العبرية بشأن الزيارة الأولى لزعيم إسرائيلي إلى أبوظبي، والتي تم تقديمها لهم على أنها مناقشة سرية تركز على العدوان الإيراني.

وفي اللحظة الأخيرة، أُلغيت رحلة "نتنياهو" إلى الإمارات، التي كان من المقرر أن تتم الأسبوع الماضي. وأثار خلاف مع الأردن حول حقوق عبور طائرة "نتنياهو" في طريقها إلى الإمارات، وإصرار فريقه على ترقية ما كان من المفترض أن تكون زيارة هادئة لشيء قريب من زيارة دولة، وجلب زوجته معه، غضب الإماراتيين، وفقا للمسؤولين الإسرائيليين.

وقال مسؤولون إسرائيليون وغربيون إن الإمارات قلصت منذ ذلك الحين الاتصالات الرسمية مع نظرائها الإسرائيليين إلى "الحد الأدنى"، على الأقل حتى تتبدد حرارة الانتخابات، ويظهر فائز واضح بها. ويأمل رئيس الوزراء الإسرائيلي الأطول خدمة في أن يؤدي هذا التصويت إلى كسر الجمود السياسي الذي أدى إلى مشاركة الإسرائيليين في صناديق الاقتراع 4 مرات في غضون عامين. لكن العملية قد تستغرق أسابيع، إن لم يكن شهورا.

وكانت الإمارات أظهرت استياءها من إسرائيل عبر تصريحات علنية مبطنة. إذ قال "أنور قرقاش"، مستشار رئيس الإمارات، إن اتفاقات التطبيع وفرت أساسا للسلام مع إسرائيل والمنطقة الأوسع، مضيفا في تغريدة: "لن تكون الإمارات جزءا من أي عملية انتخابية داخلية في إسرائيل، الآن أو في أي وقت".

وقلل "سلطان الجابر"، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في الإمارات، من أهمية حزمة الاستثمارات بقيمة 10 مليارات دولار، التي أعلنت بلاده عن عزمها استثمارها في إسرائيل، قائلا إنها "ليست مرتبطة سياسيا". وقال إن الإمارات ستدرس آفاق الاستثمار في إسرائيل على أساس تجاري.

وقال "عبدالخالق عبدالله"، أستاذ العلوم السياسية الإماراتي، في تغريدة (حذفها لاحقا): "انتهى شهر العسل (بين الإمارات وإسرائيل) سريعا بسبب حماقات الشريك الجديد (إسرائيل)".

وليست هذه هي المرة الأولى التي يُزعج فيها "نتنياهو" دولة عربية يسعى إلى التودد لها. ففي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، شعرت السعودية بالغضب والإحراج بعد أن سربت إسرائيل أنباء عن رحلة سرية قام بها "نتنياهو" إلى المملكة للقاء ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان"، الزعيم الفعلي للبلاد. وجاء ذلك الاجتماع في الوقت الذي سعت فيه إدارة الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" لإقناع السعودية بأن تحذو حذو الإمارات وتطبيع العلاقات مع الدولة اليهودية.

وقد أدى المأزق إلى تأجيل حفل التوقيع المزمع للاحتفال بتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسودان في أبوظبي بحضور مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين وعرب.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن المسؤولين الإماراتيين أقروا بتسلم وثائق تتعلق بمجالات ذات اهتمام مشترك، مثل التنسيق المصرفي، وصندوق إماراتي بقيمة 10 مليارات دولار للاستثمارات في إسرائيل، تم الإعلان عنه الأسبوع الماضي، فقط لتجاهل أي متابعة أخرى من قبل نظرائهم.

وقال رجل أعمال إسرائيلي إنه يعيد جدولة الرحلات المخطط لها إلى الإمارات؛ لأنه لا يريد أن تطغى السياسة على اجتماعاته بشأن الاستثمارات في التكنولوجيا الزراعية. وأضاف: "إنها مضيعة للوقت تماما في الوقت الحالي؛ لأنه مع الإماراتيين، هناك قاعدة عامة واحدة: إذا كانت الحكومة سعيدة، فسيسعد زبائني بممارسة الأعمال التجارية. وفي الوقت الحالي، هذا ليس وقتا سعيدا".

ويشك المسؤولون والمحللون في أن الغضب من الانتخابات ستضعف أسس الصفقة بين إسرائيل والإمارات، مثل التعاون الأمني ​​ضد العدو المشترك إيران، والاستثمار الثنائي، وفرص السياحة.

وقالت "سينزيا بيانكو"، وهي زميلة باحثة في شؤون أوروبا والخليج بـ"المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية": "من المحتم أن تكون العلاقة مع إسرائيل، التي لا تزال مثيرة للجدل بالنسبة للكثيرين في العالم العربي، عرضة للتدخل السياسي وستظل كذلك، وحدوث بعض الخلافات العلنية أمر طبيعي".

واستدركت: "لكن الإمكانات جذابة للغاية بشكل عام"، مضيفة: "لا ينبغي التقليل من الاهتمام الإماراتي بالشراكة مع إسرائيل في مجالات التكنولوجيا والتكنولوجيا الحيوية والتكنولوجيا المالية والذكاء الاصطناعي".