ملفات » كورونا في الخليج

بجانب الشراء.. هكذا تحاول دول خليجية إنتاج لقاحات لكورونا

في 2021/04/07

الخليج أونلاين-

منذ تفشي وباء كورونا العام الماضي لم تكتف بعض دول الخليج العربي بشراء اللقاحات التي وفرتها شركات غربية، لكنها سعت أيضاً لدخول سوق اللقاح عبر اتفاقيات للتصنيع أو شراء حصص في شركات مصنّعة.

ورغم تحرك دول مجلس التعاون الحثيث لتوفير اللقاحات، فإن دولاً بعينها تحركت لإيجاد موطئ قدم لنفسها في سوق التصنيع، بطريقة أو بأخرى.

أحدث الخطوات الخليجية لدخول هذه السوق هو إعلان الإمارات (الاثنين 29 مارس) بدء إنتاجها للقاح مضاد لفيروس كورونا داخل البلاد، يحمل اسم "حياة– فاكس"، وسيكون أول لقاح محلي الصنع على مستوى المنطقة .

وسيتم تصنيع اللقاح بواسطة شركة "سي إن بي جي 42"، وهي شركة مشتركة أنشئت حديثاً بين شركة "سينوفارم سي إن بي جي" الصينية، إحدى أكبر شركات الأدوية في العالم، التي وفرت أكثر من 100 مليون جرعة من لقاح كورونا على مستوى العالم، وشركة "جي 42" الإماراتية، الرائدة في قطاع التكنولوجيا ومقرها في إمارة أبوظبي.

وبالتزامن مع إعلان بدء إنتاج اللقاح أطلقت الإمارات مركزاً للأبحاث والتطوير متخصص في علوم الحياة والتكنولوجيا الحيوية وإنتاج اللقاحات ليكون الأول من نوعه على مستوى الوطن العربي.

وخلال العام الماضي، تعاونت "جي 42" للرعاية الصحية مع "سينوفارم سي إن بي جي" في إجراء المرحلة الأولى للتجارب السريرية الثالثة للقاح "سينوفاك" الذي طورته الشركة الصينية، كما شاركت في تجارب لقاح "سبوتنيك-في" الروسي.

وسيدخل المصنع الجديد المخصص لإنتاج اللقاح مرحلته التشغيلية خلال العام الجاري. وستبلغ طاقته الإنتاجية 200 مليون جرعة سنوياً، عبر ثلاثة خطوط تعبئة وخمسة خطوط تغليف آلية.

واللقاح الإماراتي هو نسخة من لقاح "BIBP" غير النشط الذي ينتجه معهد بكين للمنتجات البيولوجية، والذي تم تسجيله رسمياً من قبل وزارة الصحة الإماراتية في 9 ديسمبر 2020.

ومنتصف الشهر الماضي، أعلنت الإمارات تطعيم أكثر من 50 بالمئة من سكانها خلال الحملة التي بدأت في الربع الأخير من العام الماضي.

قطر.. حصة بمصنع لقاحات

في فبراير الماضي، أعلنت شركة "كيورفاك" الألمانية لتصنيع اللقاحات استحواذ "جهاز قطر للاستثمار"، على حصة فيها مقابل 200 مليون دولار، وذلك ضمن مجموعة مستثمرين".

وتطور الشركة الألمانية المتخصصة بالتكنولوجيا الحيوية لقاحاً مضاداً لـ"كورونا"، ومن المتوقع أن تنتج 600 مليون جرعة من اللقاح بحلول نهاية العام الجاري، ونحو مليار جرعة أخرى عام 2022.

وهذه أحدث خطوة لـ"جهاز قطر للاستثمار" في إطار استراتيجية لتوسيع استثماراته العالمية في مجالي التكنولوجيا الحيوية والطاقة المتجددة.

وفي يونيو 2020، تبرعت قطر بـ10 ملايين دولار لمنظمة الصحة العالمية لدعم التوصل للقاح، كما تبرعت بـ20 مليون دولار لبرنامج "كوفاكس" لتوفير اللقاح.

وانطلقت حملات التطعيم في قطر أواخر ديسمبر الماضي، بعد اعتماد السلطات الصحية القطرية منها للاستخدام الطارئ لقاحي "فايزر-بيونتيك" و"مودرنا" الأمريكيين.

وأعلنت الدوحة، منتصف الشهر الماضي، تطعيم أكثر من 380 ألفاً من سكانها، وقالت إنها تخطط لتطعيم جميع السكان بنهاية العام الجاري.

السعودية تنتج لقاحها

وفي فبراير الماضي، قالت وكالة الأنباء السعودية "واس" إن جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل وقعت عقداً مع إحدى كبرى الشركات المتخصصة في المملكة المتحدة ومملكة السويد؛ لإنتاج اللقاحات بكميات كبيرة على مستوى العالم.

وأوضحت أن العقد يهدف إلى تهيئة الكميات المناسبة لاستخدامها في المرحلة الأولى من التجارب السريرية، وكذلك إنتاج الدفعة الأولى من اللقاح وفق المعايير والممارسات العالمية للإنتاج، واشتراطات هيئات الغذاء والدواء العالمية".

وجاء اللقاح السعودي، وهو الأول خليجياً وعربياً، ضمن إنجاز لفريق من معهد الأبحاث والاستشارات الطبية في جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل، حيث نجح في التوصل إلى لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد.

وقالت جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل السعودية، في تغريدة نشرت على حسابها الرسمي على موقع "تويتر"، إن الفريق البحثي بقيادة الدكتورة إيمان المنصور انتهى من إجراء التجارب ما قبل السريرية، وجرى نشر نتائج البحث في مجلة "Pharmaceutical" العلمية ذات التأثير العالي، وفق تأكيد الجامعة.

وأكد مدير جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل، الدكتور عبد الله محمد الربيش، أن نتائج التجارب السريرية لأول لقاح سعودي مضاد لفيروس كورونا جاءت مبشرة.

وفي تصريح سابق لـ"الخليج أونلاين"، قال رئيس لجنة الإشهاد التابعة لمنظمة الصحة العالمية بالكويت، الطبيب فهد العنزي، إن اللقاح السعودي يعد إنجازاً مهماً، لكنه ما يزال بحاجة إلى "العديد من التجارب السريرية على عدد كبير من الأشخاص ليثبت نجاعته".

وفي نوفمبر الماضي، أعلنت الشركة السعودية للصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية (سبيماكو) الاتفاق مع شركة "كيور فاك" الألمانية لتوفير لقاح فيروس كورونا في المملكة.

وبموجب الاتفاق، ستقوم شركة سبيماكو "بالتقدم للحصول على الموافقات اللازمة من وزارة الصحة والهيئة العامة للغذاء والدواء، لجميع المتطلبات التنظيمية المتعلقة بتسجيل وتوريد وتوزيع اللقاح، ومن ثم الاتفاق النهائي على البنود التجارية.

وتضمنت الاتفاقية إمكانية توسيع حقوق التوريد والتوزيع لاحقاً لتشمل أيضاً الإمارات العربية المتحدة، والكويت، والبحرين، وسلطنة عمان.

وبدأت السعودية حملة التطعيم ضد كورونا في 17 ديسمبر 2020، بعد موافقة الهيئة العامة للغذاء والدواء على تسجيل لقاح "فايزر- بيونتيك"، ولاحقاً أجازت الهيئة لقاحي "موديرنا" و"أسترازينيكا".

وقالت وزارة الصحة السعودية، السبت 13 مارس، إنها قدمت أكثر من مليوني جرعة من لقاح كورونا المستجد في عموم المملكة حتى الآن، وتستهدف المملكة تطعيم 70% من سكانها بنهاية العام الجاري.

إمكانيات خليجية

البروفيسور عبد الرؤوف المناعمة، أستاذ علم الميكروبات وسفير الجمعية الأمريكية للميكروبيولوجي، يؤكد أن دول الخليج العربي يتوفر لديها الإمكانيات المالية والبشرية لإنتاج لقاحات مضادة لكورونا وأمراض أخرى.

وتمتلك دول الخليج، وفق حديث المناعمة لـ"الخليج أونلاين"، القدرة على الاستثمار بمصانع أدوية، وأخرى تنتج اللقاحات في مجال لقاحات كورونا، وإمكانية أن تكون شريكة في تصنيع تلك اللقاحات.

ويضيف: "تحتاج دول الخليج لإنتاج اللقاحات إلى مصانع للأدوية، وتوفر الإرادة السياسية، وإعطاء الفرصة للأطباء، والعلماء، والاستفادة من عقول أجنبية لها خبرات جيدة في مجال تصنيع اللقاحات".

ولا يعد إنتاج اللقاحات، كما يوضح المناعمة لـ"الخليج أونلاين"، حكراً على الدول الأجنبية، حيث سبق أن أنتج الأردن ومصر لقاحات تقليدية، إضافة إلى دول فقيرة كالفلبين، "لذا يمكن لدول الخليج الغنية إنتاج لقاحات لمواجهة كورونا".

وبحسب المناعمة، يتوفر لدى دول الخليج الإمكانيات التي تؤهلها لعقد شراكات مع شركات أدوية كبرى تنتج لقاحات كورونا، أو أخرى تبدأ بتطوير لقاحات جديدة.