سياسة وأمن » اتفاقيات

ما هو حجم العلاقات العسكرية والأمنية بين الأردن ودول الخليج؟

في 2021/04/08

الخليج أونلاين-

تتميز دول الخليج العربي بعلاقات عسكرية وأمنية قوية مع الأردن؛ على صعيد تبادل الخبرات، والتدريبات المشتركة، والدعم المقدم للجيش الأردني بالسلاح والمعدات العسكرية، والاتفاقيات في المجال العسكري والأمني.

ويعمل ضباط عسكريون أردنيون كمستشارين في القوات المسلحة في عدد من دول الخليج، إضافة وجود مناورات عسكرية مشتركة بين الأردن ودول مجلس التعاون، تشارك فيها مختلف وحدات الجيوش.

وتتطلع دول الخليج إلى تعزيز علاقاتها مع الأردن، حيث تؤكد الدول أن العلاقات الخليجية الأردنية تعد مثالاً يحتذى للتعاون العربي في جميع المجالات، وصورة يمكن البناء عليها لتعزيز العمل العربي المشترك، وتفعيل الاتفاقيات والقرارات العربية بهذا الشأن.

وعكست الأحداث الأخيرة التي شهدتها الأردن متانة علاقاتها مع دول الخليج التي سارعت إلى تأكيد وقوفها إلى جانب عمّان، ومع الإجراءات التي اتخذها للحفاظ على أمنها واستقرارها، وذلك في وقت أجرى فيه الجيش الأردني تدريبات عسكرية تزامناً مع الحديث عن خطة تورط فيها مسؤولون محليون مع جهات خارجية لـ "زعزعة أمن واستقرار البلاد".

التعاون العسكري

قطر أحد أبرز دول الخليج التي تشهد تعاوناً عسكرياً مع الأردن، حيث سبق أن وقع البلدان، في أبريل 2019، عدداً من الاتفاقيات العسكرية والاستثمارية بحضور نائب رئيس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري خالد العطية، ورئيس الأركان الأردني، الفريق الركن محمود فريحات، في حينها.

كما سبق أن نفذت قطر والأردن مناورة عسكرية مشتركة مع قوة الأمن الداخلي (لخويا)، والقوات الخاصة الأردنية، ضمن تمرين "الحارس المنيع 2019"، بالاشتراك مع القوات الأمريكية، وذلك ضمن الاستعدادات لاستضافة كأس العالم 2022.

وضمن جهود قطر لدعم القوات المسلحة الأردنية، سلمتها في أبريل 2018، 8 ناقلات جنود من أصل 44 ناقلة أهديت لها من الدوحة.

وتعكس المنحة القطرية، حسب الجيش الأردني، مدى عمق العلاقات الأردنية القطرية، وتعزز التعاون الثنائي العسكري بين البلدين.

وإلى جانب التعاون العسكري القطري الأردني يوجد تعاون أردني سعودي دائم في مجال العلاقات العسكرية، حيث يتشارك البلدان دورياً في تنفيذ مناورات عسكرية مشتركة بين القوات المسلحة السعودية، والقوات الأردنية.

ومن المناورات التي تُنفذ بشكل مشترك "تمرين سحاب2" في مجال أسلحة الدمار الشامل، والتمرين المشترك "عبد الله 6".

وتأتي تلك المناورات لتعزيز العلاقات والتعاون العسكري بين البلدين، وتبادل الخبرات في المجال العسكري، ومكافحة الإرهاب والتعامل ضد المتفجرات، ورفع الكفاءة والجاهزية القتالية.

وعلى الصعيد الإماراتي توجد تدريبات عسكرية مشتركة بين الوحدات الأردنية الإماراتية، وسبق أن سافر العاهل الأردني الملك عبد الله، في يونيو 2019، إلى أبوظبي لمراقبة التدريبات المشتركة.

كما يعمل ضباط عسكريون أردنيون كمستشارين في القوات المسلحة للإمارات وعمان، بهدف زيادة الخبرة لها.

أما البحرين فتربطها علاقات عسكرية متطورة مع الأردن توجت بإنشاء اللجنة البحرينية الأردنية المشتركة للتعاون العسكري، كما توجد قوات أردنية في البحرين تعمل على تدريب القوات البحرينية.

وتجتمع تلك اللجنة بين فترة وأخرى لبحث أسس تدعيم التعاون العسكري القائم بين البلدين، والسبل الكفيلة بتنميتها، إضافة إلى بحث ومناقشة عدد من المشروعات العسكرية المشتركة بين الجانبين.

وكحال البحرين توجد أيضاً لجنة عليا مشتركة للتعاون العسكري الكويتي–الأردني، وتهدف بشكل رئيسي إلى تنسيق التعاون العسكري بين الجيش الكويتي ونظيره الأردني في مختلف الأنشطة والبرامج العسكرية؛ منها التمارين والدورات المشتركة.

وسبق أن جددت الكويت اتفاقية للتعاون العسكري مع القوات المسلحة الأردنية، إلى جانب بحث سبل تطوير التعاون العسكري الثنائي، وأوجه التنسيق للارتقاء بمستوى تبادل الخبرات والإمكانيات العسكرية.

وكحال باقي دول الخليج توجد علاقات عسكرية مميزة بين سلطنة عُمان والأردن، حيث سبق أن وقع البلدان مذكرة التفاهم في مجال التعاون العسكري.

وتهدف الاتفاقية إلى تبادل الخبرات والمعرفة في المجالات العسكرية، والتعاون في إقامة التمارين العسكرية المشتركة، وعقد الدورات والبرامج التعليمية والنشاطات الرياضية والثقافية والخدمات الطبية.

درع الجزيرة 

اللواء العسكري المتقاعد والخبير العسكري يوسف الشرقاوي، يؤكد أن الأردن تربطه علاقات عسكرية قوية مع دول الخليج مند سنوات طويلة، خاصة في مجال التدريب، وإجراء المناورات العسكرية المشتركة، وتبادل الخبرات.

وللأردن، وفق حديث الشرقاوي لـ"الخليج أونلاين"، "دور أمني أيضاً مهم في الخليج، إلى جانب العلاقات العسكرية والتدريبة المشتركة، يتمثل في التعاون الأمني، وإمكانية الاستعانة بالجيش الأردني للتدخل في حال حدوث أي تهديد على إحدى دول الخليج".

ويضيف: "تنظر بعض دول الخليج إلى الأردن على أنه حليف استراتيجي مهم، خاصة السعودية، التي أرسلت وفداً خاصاً إلى عمّان بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها، وأعلنت فيها اعتقال عدد من الشخصيات الرسمية".

وطرح سابقاً، كما يوضح الشرقاوي، على الأردن "دخول قوات درع الجزيرة القيادة العسكرية الموحدة لدول مجلس التعاون، وربما تقبل عمّان الدخول في الدرع خلال الفترات القادمة وتكون جزءاً مهماً منه، ضمن تقوية علاقاتها مع الدول الخليجية".

ووفق حديث اللواء المتقاعد والخبير العسكري، "توجد في بعض دول الخليج قوات خاصة أردنية، وهي التي تتولى مهمة التدريب هناك، خاصة في مجال المدفعية، والمراسيم، وبعض الاستشارات الأمنية".

قدرات الجيش الأردني

يأتي ترتيب الجيش الأردني في المرتبة رقم 74 بين أقوى 140 جيشاً في العالم، ورقم 11 بين جيوش الشرق الأوسط، بحسب إحصاءات موقع "غلوبال فاير بور" الأمريكي.

ويمتلك الجيش الأردني 261 طائرة حربية، بينها 44 مقاتلة وطائرة اعتراضية، و16 طائرة نقل عسكري، و60 طائرة تدريب، و5 طائرات مهام خاصة، إضافة إلى 136 مروحية بينها 47 مروحية هجومية.

وتمثل المروحيات نسبة 44% من تكوين القوات الجوية الأردنية، تليها طائرات التدريب بـ 19.5%، ثم المروحيات الهجومية بـ 15.3%، ثم المقاتلات بـ 14.3%.

وتتكون القوات البرية الأردنية من 1401 دبابة، و3 آلاف و645 مدرعة، و461 مدفعاً ذاتي الحركة، و84 مدفعاً ميدانياً، و88 راجمة صواريخ.

ويتكون الأسطول الحربي الأردني من 37 قطعة بحرية، ولديه ميناء واحد وأسطول سفن تجارية مكون من 32 سفينة، ويمتلك 18 مطاراً، وتصل ميزانية دفاعه إلى 1.95 مليار دولار.