علاقات » اوروبي

هل يوقف اتفاق الرياض وأثينا الدفاعي هجمات الحوثيين الصاروخية؟

في 2021/04/22

الخليج أونلاين-

في ظل تكثيف الحوثيين لهجماتهم على المنشآت السعودية في الآونة الأخيرة، سارعت المملكة إلى إدخال منظومة دفاع جوي من دولة جديدة لصد تلك الهجمات التي تأتيها عبر طائرات مسيرة، وصواريخ باليستية، من خلال عقدها اتفاقاً مع اليونان لتزويدها بمنظومات من طراز "باتريوت".

وستستخدم السعودية منظومات "باتريوت" أمريكية الصنع، والتي ستحصل عليها بموجد عقدها مع اليونان، في حماية أجوائها، ومنشآتها الحيوية التي بات الحوثيون يستهدفونها بشكل يومي.

وكان الهجوم الأعنف على السعودية هو ما تعرضت لها منشآت نفطية قرب العاصمة الرياض بهجمات مسيرة، في سبتمبر 2019، إضافة إلى تزايدها مؤخراً، وهو ما دفع المملكة إلى زيادة الاهتمام بالدفاعات الجوية، وتعزيزها من خلال صفقات أسلحة مع دول مختلفة.

وتستخدم السعودية دفاعات جوية من تصنيع أكثر من شركة عالمية لمواجهة الأهداف المعادية، وأكثرها الأمريكية، والبريطانية، واليونانية، والروسية، كما تخصص ما يعادل 8% من ناتجها المحلي الإجمالي، أي ما يصل إلى 28% من ميزانيتها السنوية العامة، للإنفاق على القطاع العسكري.

صواريخ أرض جو

وصواريخ باتريوت التي ستصل إلى السعودية من اليونان هي منظومة دفاع جوي صاروخي من نوع "أرض-جو" يستعمل من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من حلفائها، ويصنع النظام من قبل شركة "رايثيون" الأمريكية منذ عام 1981.

وستشرف القوات اليونانية، وفق حديث سابق لوزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس، في فبراير الماضي، على تسليم نظام صواريخ باتريوت ونصبه وتشغيله في أراضي المملكة، إلى جانب نشر قوات يونانية أيضاً.

ويعود التوجه اليوناني نحو التعاون العسكري مع السعودية، وفق صحيفة "كاثيميريني" اليونانية إلى الضغوط الأمريكية لدفع أثينا إلى الوجود عسكرياً في منطقة الخليج.

وسبق توقيع الاتفاقية الأخيرة زيارة رئيس الأركان السعودي، فياض الرويلي، (الجمعة 19 مارس الماضي) إلى أثينا، حيث بحث مع نظيره اليوناني التعاون العسكري المشترك بين البلدين، وذلك بالتزامن مع إجراء الجانبين مناورات مشتركة في قاعدة "سودا" اليونانية.

وخلال الزيارة نفذت القوات الجوية السعودية واليونانية مناورات بدأت بطلعات جوية مشتركة من طائرات القوات الجوية السعودية "F-15C"، وطائرات القوات الجوية اليونانية "F-16"، و"ميراج-2000"، و"فانتوم F-4"، في سماء البحر الأبيض المتوسط.

ويعد التمرين الأول من نوعه مع القوات الجوية اليونانية؛ لصقل وتطوير مهارات الأطقم الجوية والفنية والمساندة، ودعم جاهزيتها لتبادل الخبرات في جميع المجالات المتاحة، بحسب وزارة الدفاع السعودية.

وجاء توقيع اتفاقية إدخال باتريوت، وفق ما أكده تلفزيون "الشرق" السعودي، (الثلاثاء 21 أبريل)، إلى جانب مشروع الترتيبات الخاصة بالوضع القانوني للقوات المسلحة اليونانية، المشاركة في دعم القدرات الدفاعية للمملكة.

وإلى جانب الاتفاقية أفادت وكالة الأنباء السعودية "واس" أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان استقبل وزير خارجية اليونان نيكوس دندياس، واستعرضا العلاقات الثنائية بين البلدين وأوجه التعاون المشترك في مختلف المجالات.

وجاء توقيع السعودية لاتفاقية مع اليونان بعد وقت قصير من تأكيد صحيفة "نيويورك تايمز" أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تخطط لتعليق بيع العديد من الأسلحة الهجومية للسعودية، التي وافقت عليها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، فيما ستوافق على بيع الرياض أسلحة ذات غرض دفاعي.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم (الخميس 15 أبريل) إن إدارة بايدن تخطط لتعليق بيع الأسلحة الهجومية للسعودية، ومن ضمن ذلك أسلحة جو-أرض التي تستخدمها الطائرات ذات الأجنحة الثابتة، والأنظمة التي يمكنها تحويل القنابل العادية إلى ذخائر دقيقة التوجيه.

صفقة هامة

الخبير العسكري واللواء المتقاعد، يوسف الشرقاوي، أكد أن صفقة الدفاعات الجوية الجديدة التي عقدتها السعودية مع اليونان جاءت في ظل حرص المملكة على حماية أجوائها ومنشآتها الحيوية من الهجمات الحوثية المتواصلة، خاصة بالطائرات المسيرة.

وتحتاج السعودية، وفق حديث الشرقاوي لـ"الخليج أونلاين"، إلى تعزيز دفاعاتها الجوية بأنظمة جديدة ومتنوعة، ويكتسب جنودها خبرات مختلفة أيضاً، خاصة في ظل تطور الخصم المقابل لها، واستخدامه أنواعاً مختلفة للوصول إلى أهدافه.

ولا تختلف الصفقة الجديدة التي أبرمتها السعودية مع اليونان حول تزويدها ونشر دفاعات جوية على أراضها، عن الأنظمة الأمريكية "باتريوت" الموجودة لديها من سنوات، ولكن الاختلاف هو في الدولة الجديدة التي أبرمت معها الاتفاقية، حسب الشرقاوي.

ويوضح أن خبرة الجيش السعودي، وقوات الدفاع الجوية، "لا تعد كبيرة، ولكن مع الصفقة الجديدة التي أبرمتها وزارة الدفاع مع اليونان، قد تسهم في زيادة خبرات قواتها على الأرض، خاصة في كيفية التعامل مع الأهداف الجوية المعادية".

وتحرص السعودية، حسب الخبير العسكري، على تطوير جيشها بمختلف أنواع الأسلحة، والطائرات، والدفاعات الجوية الأكثر حداثة في العالم، خاصة أنها دولة غنية ويتوفر لديها المال لشراء وتدريب قواتها تحت إشراف أفضل القوات والجيوش العالمية.

وحول إمكانية نجاح الدفاعات الجوية التي ستحصل عليها السعودية من اليونان، يقول الشرقاوي: "مادامت هناك حرب بين السعودية واليمن فستبقى المجموعات الموجودة في الجانب الآخر تحاول معرفة الثغور والقصور الموجود في الدفاعات الجوية لدى السعودية وستعمل عليها، وكما هو معروف ليس هناك نظام دفاع جوي ينجح مئة بالمئة بصد الهجمات".

مبالغ طائلة

​​تشير دراسة لمعهد واشنطن نشرت عام 2019، إلى أن المملكة، ومنذ سبعينيات القرن الماضي، خصصت مبالغ طائلة لأنظمة الدفاع الجوي، ولكن حتى نظام الدفاع الجوي المتكامل الحسن التجهيز لا يستطيع تأمين الحماية من كل خطر داهم، وخاصة عندما لا تغطي أنظمة الرادار والاعتراض في المملكة سوى قطاعات استراتيجية من البلاد.

وحسب الدراسة فمن المهم تحديد أولويات التهديدات في دولة كبيرة مثل السعودية، التي لديها مساحات شاسعة من التضاريس الفارغة، والأهداف الاستراتيجية المنفصلة على نطاق واسع، والجهات الفاعلة العدائية المحتملة على حدود متعددة.

وترى الدراسة الأمريكية أن "العاملين على الجبهة اليمنية في الدفاعات الجوية السعودية أصبحوا بارعين في استخدام أجهزة المراقبة البصرية للمساعدة في توجيه الرادارات إلى المتجه الصحيح في وضع الشعاع الضيق، مما يمنحها الحساسية اللازمة لتحديد الأهداف الصغيرة".

لكن معهد واشنطن خلص إلى أن "السعودية تحتاج في مجال الدفاعات الجوية إلى المشورة الأمريكية حول كيفية إيجاد مزيجٍ من الحلول الكفيلة بردع الهجمات المستقبلية وزيادة فعالية نظام الدفاع الجوي المتكامل".