خاص الموقع

الإسرائيلي يرتكب جرائم الحرب والخليج يصبّ غضبه على وزير خارجية لبنان!

في 2021/05/19

(أحمد شوقي/ راصد الخليج)
وسط الحرب الدائرة في فلسطين المحتلة وجرائم الحرب التي يرتكبها العدو يومياً، انتفضت دول الخليج ثائرة على وزير الخارجية اللبنانية، واستدعاء السفير اللبناني كلّ في دولته والمطالبة بالإعتذار.
وهنا لنا ملاحظات:

أولاً: هناك دول خليجية أقامت التّطبيع بشكلٍ رسمي مع العدو، والأولى هو الغضب الدبلوماسي المباشر مع ممثّلي الدبلوماسية الصهيونية على الجرائم المرتقبة في غزّة وكامل فلسطين المحتلّة، إلّا إذا كان هناك رضا دبلوماسي وسياسي من هذه الدول وبالتالي انتفاء ما يستوجب الحديث والإعتراض!

وإن ارتأت دول الخليج أنّ الإهانة الموجّهة من الوزير اللبناني لا تمرّر، فعلى الأقل يكون استدعاء السفراء مشفوعاً بتوجيه حتى الإعتراض (ولن نحلم بالتّلويح حتى بتجميد التطبيع) للعدو الصهيوني، حفظاً لماء الوجه على الأقل، باعتبار أنّ قتل الأشقاء لا يُقارن بإهانة عابرة أو حتى غير عابرة!

ثانياً: الدول التي لم تُطبّع رسمياً مع العدو، غير معفاة من إبداء موقف على الأقل غاضب ولن نقول قوي تجاه سفراء الدول التي أيّدت العدو الصهيوني وعلى رأسها الولايات المتّحدة، أم أنّ سفراء أمريكا أقوى من حكام الخليج!

إنّ المواقف الخليجية الحديثة والتي كلّلها عار التّطبيع، أضعفت كثيراً من قوّة الخليج على عكس ما راهن بعض سياسيّوها وحكّامها من أنّ هذه الخيانة للقضية والإستقواء على الأشقّاء سيرفع من أسهم الخليج الدّولية ويدخلها نادي الفاعلين الإقليميين والدوليين.

على دول الخليج تأمّل موقفها من اليمن وموازنة قوّتها قبل العدوان عليه وبعده، ليتأكدوا من خسارتهم متعدّدة الجوانب، أخلاقياً واستراتيجياً وسياسياً واقتصادياً، ناهيك عن تراجع الهيبة والإحترام.

وعلى دول الخليج متابعة الشارع العربي الذي استعادت به القضية الفلسطينية زخمها رغم القصور في التّعبير اللائق عن هذا الزّخم، والذي لن يدوم طويلاً وسيعود بفضل انتصارات المقاومة، وعليه، فإنّ من يصطفّ مع الصهاينة فهو يربط مصيره بهم.

وعلى دول الخليج التي ترى أنّ العلاقة بالكيان الصهيوني تقويهم عسكرياً واستخباراتياً، مراقبة وضع العدو أمام صواريخ بدائية وفشل تفوّقه العسكري وتهافت قبّته الحديدية التي روّج لها، وفشله الإستخباراتي الذّريع في توقّع قدرات المقاومة وتداعيات وانزلاقات الحرب الدائرة، ليوقن الخليج أنّه يُراهن على سراب.

في حادثة سابقة، أهان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب السعودية وملكها بشكلٍ صريح ومباشر، ولم ينبت الخليج ببنت شفة، واليوم ووسط قتل الأشقاء تثور ثورة الخليج على وزير لبناني، انفعل بسبب استفزازات ضيف خليجي وتوجيهه الإهانة لرئيس لبنان، وقال ما هو معلوم بالضرورة من تمويل خليجي للإرهاب,

هذا إن دلّ على شيء فهو يدلّ على أنّ الكرامة الخليجية انحصرت في شخوص الملوك والأمراء ولم تعُد القضايا الكبرى ذات علاقة بهذه الكرامة، والأمر أنّ هذه الكرامة انتقائية، فلو صدرت الإهانة من أمريكا فلا تعُد إهانة!!

إن كان الصّمت على أمريكا بمثابة اعتراف بأنّ السعودية بالفعل بقرة حلوب وأنّ الرجل ذكر حقيقة ولم يوجّه سُبابا، وإن كان الصّمت على أمريكا هو تسليم بأنّ العروش محمية أمريكيا، فالوزير اللّبناني لم يكذب عندما قال أنّ تمويل الإرهاب خليجي، وأنّ خاشقجي ذبح وقطع على أيدي النظام السعودي.

أمّا إذا كان الصّمت خوفاً وعدم الصّمت على الوزير استقواء فهو يعيب الخليج كما يعيب بالمثل بعض اللبنانيين وبعض العرب في دول كثيرة ممّن ارتضوا بالإرتزاق والمهانة فصنعوا لدى أمراء وحكام الخليج هذا الغرور وهذه النّظرة الدونية تجاه الشعوب العربية.