صحة » اجراءات

رغم حملات التطعيم المكثفة.. لماذا ترتفع حالات كورونا في البحرين؟

في 2021/05/26

متابعات-

شهدت البحرين خلال الأيام الماضية ارتفاعاً قياسياً في حالات كورونا، على الرغم من الإجراءات التي تتخذها السلطات، وتكثيف حملات التطعيم في عموم المملكة.

وسجلت البحرين 2800 إصابة جديدة بكورونا في 24 مايو، لترتفع ذلك الحصيلة الإجمالية إلى أكثر من 220 ألفاً و847 حالة، في حين بلغ إجمالي عدد الوفيات ما يزيد على 840 شخصاً.

وبعد ساعات عادت الوزارة البحرينية لإعلان 4 وفيات جديدة إحداها لمواطنة (67 عاماً)، ومواطنين اثنين (48 و61 عاماً)، علاوة على وافد (52 عاماً).

كما سجلت المملكة، يوم الأحد 23 مايو، أكثر من 3177 إصابة جديدة في اليوم السابق وذلك لأول مرة منذ بدء الجائحة.

إجراءات صارمة

وفي مارس الماضي، خففت البحرين بعض الإجراءات التي تفرضها للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد، ومن ضمن ذلك السماح بتناول الطعام داخل المطاعم وإعادة فتح المؤسسات التعليمية للطلاب، مع تراجع حالات الإصابة الجديدة.

ولكن ومع عودة ارتفاع الإصابات في شهر مايو أعادت تشديد الإجراءات، حيث أعلنت شؤون الطيران المدني في البحرين تعليق دخول المسافرين القادمين من 5 دول آسيوية؛ في إطار إجراءاتها الاحترازية للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد، إضافة إلى فرض الحجر لغير المطعمين القادمين من بقية الدول.

كما قصرت البحرين دخول معظم الأماكن العامة على الحاصلين على تطعيم كورونا، وقالت السلطات في وقت سابق هذا الشهر إنها ستوسع نطاق حملة التطعيم لتشمل من تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عاماً، وفق وكالة "رويترز".

وأرجعت وزارة الصحة البحرينية الزيادة الكبيرة في الإصابات التي عزتها السلطات إلى التجمعات الكبيرة في المنازل خلال شهر رمضان وعيد الفطر.

وفي هذا السياق، يقول الكاتب البحريني عبد الله الأيوبي إن ارتفاع الإصابات بهذا الشكل أمر‭ ‬‬يوجب‭ ‬التوقف‭ ‬أمامه‭ ‬كي‭ ‬لا‭ ‬نجد‭ ‬أنفسنا‭ ‬وأجهزتنا‭ ‬الطبية‭ ‬والصحية مكبلة‭ ‬وعاجزة‭ ‬عن‭ ‬مواصلة‭ ‬المهمة‭ ‬الوطنية‭ ‬الهادفة‭  ‬إلى‭ ‬تصفير‭ ‬البلاد‭ ‬وتخليص‭ ‬العباد‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الفيروس.

وأضاف، في مقال له بصحيفة "أخبار الخليج" المحلية: "كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬ومن‭ ‬المنطقي‭ ‬تبرير‭ ‬هذا‭ ‬الارتفاع‭ ‬غير‭ ‬المسبوق‭ ‬في‭ ‬أعداد‭ ‬الإصابات‭ ‬بين‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬لو‭ ‬أن‭ ‬السبب‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬نقص‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬العمل‭ ‬اللوجستي‭ ‬أو‭ ‬الأجهزة‭ ‬والمواد‭ ‬الطبية‭ ‬اللازمة‭ ‬لخوض‭ ‬هذه‭ ‬المعركة‭ ‬ضد‭ ‬الفيروس،‭ ‬لكن الدولة‭ ‬وفرت‭ ‬جميع‭ ‬مستلزمات‭ ‬التصدي‭ ‬لهذه‭ ‬الجائحة‭ ‬وما‭ ‬ينتج‭ ‬عنها‭ ‬من‭ ‬أضرار".

وأرجع الأيوبي الارتفاع في حالات الإصابات بهذا الشكل إلى‭" ‬التهاون،‭ ‬وعدم‭ ‬التقيد‭ ‬بالإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬التي‭ ‬توصي‭ ‬بها‭ ‬الجهات‭ ‬الصحيفة،‭ ‬فأرقام‭ ‬الإصابات‭ ‬اليومية‭ ‬التي‭ ‬تعلن‭ ‬عنها‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أكثرها‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬الاختلاط،‭ ‬أي‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬التقيد‭ ‬بهذه‭ ‬الإجراءات"، داعياً إلى‬ "‬التفكر‭ ‬ملياً‭ ‬وتحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬الوطنية‭ ‬للخلاص‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬غير‭ ‬الطبيعية،‭ ‬أو‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬مخاطرها‭ ‬قدر‭ ‬المستطاع"‭.‬

إصابات رغم اللقاحات

وبلغت نسبة من أخذوا التطعيم من سكان البحرين حتى الآن أكثر من 44%، بما يفوق نصف مليون شخص من أصل عدد السكان البالغ مليوناً و700 ألف نسمة.

وأجازت البحرين استخدام 6 لقاحات ضد كورونا؛ هي "سينوفارم" الصيني، ولقاح "فايزر - بيونتيك"، و"أسترازينيكا" البريطاني، و"جونسون آند جونسون"، بالإضافة إلى لقاحي "سبوتنيك في" و"سبوتنيك لايت" الروسيين.

ورغم هذه الحملة المكثفة في التطعيمات بالمملكة فإن من المستغرب هذا الارتفاع القياسي في الإصابات، خاصة أن كثافة التلقيحات في المملكة كبيرة قياساً إلى عدد السكان، وهو ما يجعلنا نتساءل حول نجاعة هذه اللقاحات.

يشير علماء إلى أن لقاح كورونا لا يقي بنسبة 100% من الإصابات بكورونا، إنما يعمل على تقوية المناعة للتصدي للفيروس، إلا أن ذلك لا يعني الوقاية الكاملة.

موقع "ذا أتلانتيك" الأمريكي نشر مقالاً، في مارس الماضي، بعنوان "الاختراقات نادرة ومتوقعة جداً"، يتحدث فيه عن احتمالية الإصابة بكورونا حتى بعد تلقي اللقاح بأسبوعين فقط.

واعتبر أطباء شاركوا في المقال أنّ ما أسموه "العدوى الاختراقية" التي تحدث عند إصابة الأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل هي حالة طبيعية ومتوقعة في أي حملة تطعيم، وهي السبب في عدم وصول نسبة فعالية اللقاح إلى 100٪. 

وأوضح خبير اللقاحات في جامعة "ييل" الأمريكي، سعد عمر، أنّه "قد يعاني بعض الأشخاص من حالات أساسية تعيق استجابة جهاز المناعة لديهم للقاح، ويمكن للآخرين إنتاج عدد أقل من الأجسام المضادة والخلايا التائية الفعالة التي يمكنها القضاء على عدوى فيروس كورونا".

وعن احتمال ارتفاع الإصابات بعد التطعيم، يقول عمر إن ذلك "مرهون بمقدار الاختلاط بين الناس".

كما قال علي البيدي، اختصاصي المناعة في جامعة "واشنطن": إنّ "تلقي اللقاح لا يعني أنك محصن، كل ما في الأمر أنّه لديك فرصة أفضل للحماية".