سياسة وأمن » لقاءات

أوبك تماسكت أمام الوباء.. فهل تفككها الإمارات؟

في 2021/07/07

متابعات-

أثار الصراع بين السعودية والإمارات داخل منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" (تضم 11 دولة) حول إنتاج معدلات إنتاج النفط تساؤلات حول مستقبل تحالف الطاقة.

وزادت المخاوف بعد إخفاق تحالف "أوبك+" المكون من 23 عضوا في التوصل إلى صيغة حول مستقبل اتفاقية خفض إنتاج النفط، المقرر أن تبدأ اعتبارا من أغسطس/آب المقبل، جراء خلافات حادة بين الإمارات والسعودية.

وكنتيجة مباشرة لعدم التوصل إلى حل للأزمة التي استعرت فجأة بين الدولتين الخليجيتين لم يتم تحديد موعد جديد لاستكمال المحادثات بشأن اتفاقية خفض الإنتاج، الأمر الذي أدى إلى توتر سوق النفط.

إذ يعني عدم التوصل لاتفاق بشأن زيادة محتملة في إنتاج النفط بعد نهاية يوليو/تموز، ترك أسواق الخام في حالة من عدم اليقين، بالتزامن مع تعافي الطلب العالمي على الوقود من تداعيات فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".

وتعليقا على الأزمة الحالية، قالت "حليمة كروفت"، رئيسة استراتيجية السلع الأساسية العالمية في "آر.بي.سي كابيتال ماركت"، في مذكرة بحثية، إن "تحالف أوبك+ يواجه أخطر أزمة منذ حرب الأسعار التي اندلعت العام الماضي بين السعودية وروسيا".

وأضافت أنه بحسب ما ورد فإن المحادثات لا تزال مستمرة في القنوات الخلفية، لكن من المرجح أن تتزايد التساؤلات حول التزام الإمارات بالبقاء في أوبك خلال الأيام المقبلة.

وأشارت "كروفت" إلى أن "الصراع الإماراتي السعودي الحالي يبدو أنه أكبر من مجرد خلاف حول سياسية نفطية، حيث إن أبوظبي تبدو عازمة على الخروج من تحت ظل السعودية ورسم مسارها بنفسها في الشؤون العالمية".

من جانبه قال "تاماس فارجا" المحلل لدى "بي.في.إم أويل أسوسييتس": "لم يتم التوصل إلى اتفاق الإثنين، ووفقا لذلك فلا يزال الإنتاج عند مستوى شهر يوليو/تموز لبقية العام".

وأضاف: "عدم التوصل إلى حل خلال الاجتماع يوم الإثنين، يعيد كتابة مشهد العرض والطلب في المستقبل القريب وربما في المستقبل البعيد".

وفي ظل تلك الأزمة، طالبت الولايات المتحدة تحالف "أوبك+"، بالتوصل إلى حلول ترضي جميع أعضائه لاستئناف المباحثات المتعثرة بشأن مستقبل اتفاقية خفض الإنتاج الحالية.

وقال البيت الأبيض في بيان، فجر الثلاثاء، إن واشنطن تراقب مباحثات "أوبك+" التي بدأت الخميس الماضي، واستمرت حتى الإثنين، دون التوصل إلى اتفاق.

وذكر البيان أن "المباحثات ونجاحها، من شأنها التأثير إيجابا على الجهود العالمية لتحقيق التعافي من جائحة كورونا.. لسنا طرفا في تلك المباحثات لكننا على تواصل مع الدول منفردة للتوصل لصيغة اتفاق".

وفي تعليقه على نبأ تأجيل اجتماع تحالف "أوبك+"، قال "جون كيلدوف"، الشريك المؤسس في "أجين كابيتال": تماسك أوبك انتهي اليوم".

وتابع: "الوباء جعلهم (أعضاء أوبك) متماسكين والآن بعد الوباء يتفككون".

ومضى قائلا: "الإمارات تتمسك باستخدام أسلحتها، وتريد اختيار شهر الأساس المناسب لحجم صادراتها من الخام، حتى تكون قادرة على إنتاج المزيد من النفط".

وذكر "كيلدوف": "تبدأ الإثارة الآن فيما يتعلق بمن سوف ينفصل عن أوبك، والإمارات قد تكون أول قطعة دومينو تسقط".

وفي أعقاب الأزمة الحالية بين السعودية والإمارات، قفزت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ عدة سنوات حيث تم تداول العقود الآجلة لخام برنت عند 77.34 دولارا للبرميل صباح الثلاثاء.

وقال "صامويل بورمان" مساعد اقتصادي السلع في "كابيتال إيكونوميكس"، إن منتجي أوبك من المرجح أن يزيدوا إنتاج النفط فوق الكوتة المحددة، الشهر المقبل حيث يسعى الأعضاء للاستفادة من ارتفاع أسعار النفط.

وأضاف أنه بالإضافة إلى الخلاف الإماراتي السعودي، فإن أبوظبي ربما تكون منزعجة إلى حد ما بسبب عدم التزام روسيا بحصص إنتاج "أوبك".

وقال "بورمان" إن روسيا التي ليست عضوا بـ"أوبك" لم تقم بأي تخفيضات تعويضية على الإطلاق.

وذكر أنه يعتقد أن هذا الخلاف مع الإمارات يزيد من فرص انهيار اتفاقية خفض الإنتاج بأكملها، ما قد يشكل خطرا سلبيا على توقعات الأسعار على المدى القريب.