علاقات » اميركي

كيف ستنعكس زيارة خالد بن سلمان لواشنطن على العلاقات مع السعودية؟

في 2021/07/13

الخليج أونلاين-

في زيارة وصفها مراقبون بأنها تحمل دلالات مهمة وتأتي في توقيت حساس، زار نائب وزير الدفاع السعودي وشقيق ولي العهد، خالد بن سلمان آل سعود، العاصمة الأمريكية واشنطن، حيث جرى بحث عدد من الملفات التي تهم الحليفين القويين.

وقال الأمير السعودي (الأربعاء 7 يوليو)، على هامش مباحثات موسعة أجراها مع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي ووكيل وزارة الدفاع الأمريكية للسياسات كولن كاهل: إن "العلاقات بين المملكة والولايات المتحدة استراتيجية وعميقة"، مؤكداً أنها "بلغت مراحل متقدمة".

وفي تغريدة له قال نائب وزير الدفاع السعودي إنه عقد اجتماعاً رائعاً مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن؛ لمناقشة الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة واستعراض أحدث التطورات في المنطقة واستكشاف سبل لتعزيز العلاقات السعودية الأمريكية.

وذكر أيضاً أنه اجتمع مع فيكتوريا نولاند وكيلة وزارة الخارجية، "وتناولنا التنسيق المتبادل في إطار الشراكة بين البلدين ومستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، إضافة إلى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك".

وبحث اللقاء، الذي شارك وزير الخارجية أنتوني بلينكن في جزء منه، القضايا الإقليمية والدعم الأمريكي للرياض ضد هجمات الحوثيين عبر الحدود وتحسين حقوق الإنسان، وجهود إنهاء حرب اليمن، بحسب بيان للخارجية الأمريكية.

 كما بحث نائب وزير الدفاع السعودي مع رئيس الأركان الأمريكي مارك ميلي، المناورات العسكرية بين البلدين.

وتزامنت زيارة الأمير خالد لواشنطن مع مفاوضات مباشرة تجريها الرياض مع طهران في بغداد منذ أبريل الماضي؛ وهو ما دفع وسائل إعلام غربية إلى وصف الزيارة بأنها "ذات أهمية كبرى".

ضبط العلاقات

وتعتبر الزيارة هي الأرفع لمسؤول سعودي في عهد الرئيس جو بايدن، الذي منذ دخوله البيت الأبيض في يناير 2021، بدأ ضبط العلاقات مع الرياض، الحليف الوثيق للولايات المتحدة والتي كانت تتمتع بعلاقات متميزة مع سلفه دونالد ترامب، وذلك بزيادة التركيز على قضايا حقوق الإنسان.

كما أنهى بايدن الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية للتحالف بقيادة السعودية الذي يقاتل مليشيا الحوثي اليمنية المدعومة من إيران.

وقال البيت الأبيض، في بيان، إن الأمير خالد بحث مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان وكبار المسؤولين بوزارة الدفاع الأمريكية، "الشراكة طويلة الأمد بين البلدين، والأمن الإقليمي، والالتزام الأمريكي بمساعدة السعودية في الدفاع عن أراضيها فيما تواجه هجمات من الجماعات المتحالفة مع إيران".

وأكد سوليفان، بحسب البيان، "أهمية التقدم في النهوض بحقوق الإنسان في المملكة"، واتفق الجانبان على "البقاء على اتصال بشكل منتظم خلال الأشهر المقبلة، بشأن هذه القضايا وغيرها".

وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي، إن وكيل وزارة الدفاع للسياسات كولن كاهل التقى الأمير خالد بن سلمان؛ "لإعادة تأكيد العلاقات الدفاعية الأمريكية السعودية"، مضيفاً: "لقد أكد كاهل التزام الولايات المتحدة بمساعدة السعودية في الدفاع عن أراضيها وشعبها".

كما ناقش الطرفان الجهود المبذولة لإنهاء الحرب في اليمن والتزام الولايات المتحدة والسعودية بمواجهة أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار، بحسب كيربي.

وأشار المتحدث باسم البنتاغون إلى أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن "انتهز الفرصة أيضاً لأخذ بضع لحظات من المشاركة؛ للتعبير عن التزام واشنطن بعلاقاتها الدفاعية مع السعودية ومناقشة الأمن والاستقرار الإقليميَّين.

جذور عميقة 

وفي هذا الصدد، يشير الباحث بمركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية سيف مثنى، إلى أن التحالف السعودي الأمريكي "له جذور عميقة تعود لعام 1945".

وأشار "مثنى" في حديثه لـ"الخليج أونلاين"، إلى أن علاقات واشنطن مع الرياض لا غنى لها عنها، لكنه في الوقت ذاته قال: "إن واشنطن تمشي في هذه العلاقة على حبل مشدود، ريثما يُبت بالاتفاق النووي مع إيران".

وتابع: "هناك بعض التفكير الأمريكي لما يخص الأزمة اليمنية، وقد بدا ذلك جلياً في إعلان البنتاغون إعادة التعامل مع الجيش اليمني وبناء قدراته، والتلويحات الأخيرة من واشنطن بالتصعيد في الجنوب".

ولفت إلى أن "هذه الأمور تصبُّ في مصلحة الشرعية، وأيضاً تتماهى مع الخطاب السعودي الأخير فيما يخص تنفيذ اتفاق الرياض وعودة الحكومة"، مستدركاً: "لكن هناك نقطة معينة تُخطئ فيها الإدارات الأمريكية، وهي النظر إلى الصراع في اليمن من الناحية الأمنية وليس السياسية".

وفيما يتعلق بالمفاوضات الإيرانية، يقول "مثنى": "هناك تحفظات سعودية بشأن هذه المفاوضات، وهناك تخوفات فيما يخص المنطقة"، لافتاً إلى أن "البراغماتية التي ينتهجها بايدن وإدارته مع إيران، تقوم على مساومات ومقايضات وتغليب المصالح".

كما لفت إلى أن "أدوات الضغط التي تملكها الولايات المتحدة للتأثير على الوضع الداخلي في المملكة، لا تحقق دائماً ما ترجوه واشنطن"، معتبراً أن واشنطن لا تزال تحرص على علاقاتها مع الرياض؛ لكونها مهمة من الجانبين الاقتصادي والأمني أيضاً، وما زالت السعودية لاعباً مركزياً في الحرب باليمن، وقد تلعب أيضاً دور الوسيط في أفغانستان".

ويرى "مثنى" أن "الرئيس الأمريكي جو بايدن "كان ينظر إلى السعوديين على أنهم الأشرار في اليمن، أما الآن فقد تغير كل ذلك، بسبب التصعيد المستمر من قِبل الحوثي في مأرب وعلى الحدود السعودية ورفض المليشيا اليمنية كل مبادرات السلام".