علاقات » اوروبي

هل ينجح محامٍ سعودي في إدانة مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية؟

في 2021/07/30

الخليج أونلاين-

في محاولة لإدانة المجلة الفرنسية "شارلي إيبدو" التي نشرت رسومات مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه، تمكن محامٍ سعودي من الوصول إلى القضاء الفرنسي لبدء إجراءات التقاضي ضد المجلة، بعد جهد قانوني في فرنسا.

ونجح المحامي السعودي عثمان العتيبي، برفقة فريق محامين أوروبيين، في استدعاء المجلة ورئيس تحريرها والناشر إلى القضاء الفرنسي، الذي حدد موعداً لبدء جلسات المحاكمة في 14 سبتمبر المقبل.

وتهدف القضية إلى محاسبة المجلة على إساءتها للنبي ﷺ، واستفزاز ملايين المسلمين حول العالم، حيث من المتوقع أن تأخذ وقتاً طويلاً في القضاء الفرنسي.

وبدأت قصة المجلة حين نشرت، في أكتوبر الماضي، الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد ﷺ، وسط دعم من الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون، وقوله إن بلاده لن تتخلى عن "الرسوم الكاريكاتورية" والمنشورة على واجهات المباني بعدة مدن فرنسية بينها تولوز.

وفي حينها، استنكرت السعودية الرسوم المسيئة  من قبل فرنسا ورئيسها إيمانويل ماكرون، وقالت: إنها "ترفض أي محاولة للربط بين الإسلام والإرهاب".

ونقلت وكالة الأنباء السعودية "واس" عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية قوله: إن المملكة "تدين كل عمل إرهابي أياً كان مرتكبه، وتدعو إلى أن تكون الحرية الفكرية والثقافية منارة تشع بالاحترام والتسامح والسلام".

أهداف القضية

المحامي السعودي عثمان العتيبي الذي رفع القضية، أكد أن الهدف منها هو الدفاع عن النبي ﷺ ومنع الإساءات له مستقبلاً.

وفي حديثه لـ"الخليج أونلاين"، يقول العتيبي: "القضاء الفرنسي قد لا يجرم تصرف المجلة، ولكن هدفنا هو الوصول إلى محكمة حقوق الإنسان الأوربية التي سبق لها أن أصدرت حكماً عام 2018 بإجماع 9 قضاة قررت فيه أن إهانة النبي محمد ﷺ ليست من حرية التعبير ".

ولا يوجد لمجلة "شارلي إيبدو"، وفق العتيبي، خيار في أن تستجيب للقضاء أم لا، ولكن عدم الاستجابة للقضاء من أي شخص طبيعي أو اعتباري يعتبر جريمة يحاسب عليها القانون.

ويتوقع العتيبي من المحكمة الفرنسية ألا تنصف القضية، ولكن هدفه هو الوصول إلى محكمة حقوق الإنسان الأوربية، حيث لا سبيل للوصول لها إلا بعد انتهاء جميع إجراءات التقاضي الفرنسي بدرجاته الابتدائية والاستئناف وقد يستدعي الأمر المحكمة العليا الفرنسية.

ويؤكد المحامي السعودي لـ"الخليج أونلاين"، أنه وجد دعماً شعبياً مطلقاً بعد انتشار الخبر، حول مقاضاة المجلة الفرنسية المسيئة.

وحول وجود دعم رسمي من قبل السلطات السعودية للقضية، يوضح العتيبي، أنه لا يوجد دعم رسمي لها، إضافة إلى أنه لا حاجة إليه. 

إساءات المجلة 

و"شارلي إيبدو" أو "شارلي" هي مجلة فرنسية ساخرة أسبوعية، تصدر في باريس، ومعروف عنها أنها يسارية التوجه، وتنشر مقالات عن اليمين المتطرف والكاثوليكية والإسلام واليهودية والسياسة والثقافة وغير ذلك.

وكان ظهورها الأول ما بين عامي 1969 و1981، ثم توقفت وأعيدت مرة أخرى عام 1992.

وبدأت المجلة باستفزاز ملايين المسلمين حين أعادت نشر عشرات الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، عام  2006، كانت صحيفة دنماركية نشرتها من قبل.

كما عرف عن المجلة إثارتها الجدل بسبب أسلوبها الساخر من السياسيين، والأديان الكاثوليكية واليهودية والإسلام.

وبعد إعادة نشر الرسوم تعرضت المجلة، في (يناير 2015)، لهجوم مسلح،  اقتحم الأخوان سعيد والشريف كواشي مقر "شارلي إيبدو"، وأطلقا النار، فقتلا مدير النشر ستيفان شاربونيي، المعروف باسم شارب، وأربعة رسامين من بينهم كابو، وكاتبي افتتاحيات، ومدققاً لغوياً، وضيفاً حضر الاجتماع.

مقاطعة البضائع الفرنسية

وسبق مقاضاة المجلة من المحامي السعودي مقاطعةٌ شعبية واسعة من المسلمين في دول الخليج والعالم للبضائع الفرنسية، وهو ما تسبب في خسارة كبيرة للاقتصاد الفرنسي.

وتشير أرقام صادرة عن منظمة التجارة العالمية إلى تراجع الصادرات الفرنسية إلى دول الخليج بعد المقاطعة بنسبة تصل إلى 50% في بعض الدول.

كما كشف تقرير لمجلة "LE MOCI" الاقتصادية، عن تراجع حجم الصادرات الفرنسية إلى دول الخليج بمقدار 7.14 مليارات دولار خلال عام 2020 فقط.

وتحتل السعودية المرتبة الأولى من حيث التبادل التجاري مع فرنسا بـ27 مليار دولار، تليها الإمارات بـ12 ملياراً، ثم الكويت بـ9 مليارات دولار، وقطر بـ7 مليارات دولار، وفق إحصائيات رسمية.

الباحث الاقتصادي أحمد مصبح يؤكد أن الأرقام تظهر أن حجم واردات الدول العربية والإسلامية مجتمعة من البضائع الفرنسية يصل إلى قرابة 65 مليار دولار (قبل المقاطعة).

وتمثل صادرات فرنسا إلى الدول العربية والإسلامية، وفق حديث مصبح لـ"الخليج أونلاين"، قرابة 25% من إجمالي صادراتها السنوية، حيث تستورد دول الخليج من فرنسا قرابة 25 مليار دولار.

وإسلامياً تستورد تركيا، كما يوضح مصبح، من فرنسا  6.6 مليارات دولار، وهي الأعلى إسلامياً، ولكنها تصدر لها بضائع بقيمة 8.2 مليارات دولار.

وتستورد فرنسا، حسب مصبح، قرابة 50 مليار دولار من الدول العربية والإسلامية مجتمعة، تمثل 7% من إجمالي واردات فرنسا.

وحول إمكانية تسبب المقاطعة الإسلامية والعربية بضرر للاقتصاد الفرنسي، يرى الباحث الاقتصادي أنه لو كانت التحركات صادقة وموحدة فسوف يتسبب الأمر في ضرر كبير للاقتصاد الفرنسي.