صحة » اجراءات

مع تزايد خطورة متحور "أوميكرون".. هل تعود دول الخليج للإغلاق؟

في 2021/11/27

متابعات-

لم تمضِ شهور طويلة على إعلان دول مجلس التعاون الخليجي، وغالبية دول العالم، الانفتاح من جديد والعودة للحياة الطبيعية، بعد عامين على الإغلاق بسبب جائحة كورونا، حتى عاد الحديث من جديد عن ظهور متحور جديد أكثر خطورة من غيره، وهو ما يهدد بإعادة القيود من جديد.

ويطلق على المتحور الجديد اسم "أوميكرون"، ويحمل سلالة جديدة من تحورات شديدة الخطورة والعدوى، وهو ما جعل عدداً من دول الخليج والعالم تطلق إنذارات الخطر حوله.

واكتشف المتحور الجديد لأول مرة في دولة بتسوانا في أفريقيا، يوم 11 نوفمبر الجاري، حيث وثقت 3 حالات هناك، قبل أن يتم تأكيد 6 إصابات أخرى في جنوب أفريقيا بعدها بـ3 أيام، وواحدة في هونغ كونغ لمسافر عائد من جنوب أفريقيا، وحالة في بلجيكا.

وتؤكد ماريا فان كيركهوف، خبيرة كورونا في منظمة الصحة العالمية، أنه تم اكتشاف السلالة في جنوب أفريقيا، وليس هناك حالياً غير أقل من 100 تسلسل جينوم كامل للسلالة.

وفي تصريحات صحفية لها، بينت كيركهوف أن العدد الكبير من الطفرات التي أحدثتها السلالة يمكن أن تغير من سلوك الفيروس. لكن لم يتضح بعد ما الذي يمثله ذلك بالنسبة لفعالية اللقاحات والأدوية الحالية.

ولم يعرف بعد مدى تأثير اللقاحات على المتحور الجديد، حيث أكدت شركة "​فايزر​"، وفقاً لوكالة "فرانس برس"، "الحصول خلال أسبوعين على بيانات بشأن تأثير لقاحها على متحور ​كورونا​ الأفريقي".

تحركات خليجية

وأمام المخاوف العالمية التي تسبب بها المتحور الجديد بدأ عدد من دول الخليجية التحرك بشكل سريع لمواجهة المرض، حيث رفعت وزارة الصحة الكويتية درجات الاستعداد والتأهب؛ لاستمرار السيطرة على الوباء في البلاد، ومنع دخول أي متحورات.

ويعقد مسؤولو وزارة الصحة الكويتية، برئاسة الوزير باسل الصباح، اجتماعاً طارئاً لمناقشة إجراءات الوزارة لمواجهة المتحور الجديد لفيروس كورونا، الذي ظهر في جنوب أفريقيا.

ونقلت صحيفة "القبس" المحلية، الجمعة 26 نوفمبر الجاري، عن مصادر صحية، أن الوزارة تراقب من كثب آخر تطورات الفيروس ومتحوراته، بهدف منع تسلل ودخول أي حالات جديدة إلى البلاد، ومن ثم معاودة ارتفاع الإصابات مجدداً.

وسيناقش الاجتماع استعدادات المرافق الصحية لأي زيادة في معدلات الإصابة قد تحدث مستقبلاً.

ولم تستبعد وزارة الصحة الكويتية رفع أي توصيات جديدة هادفة؛ للحيلولة دون دخول أي إصابات من القارة الأفريقية.

البحرين أيضاً اتخذت قرارات صارمة لمنع وصول المتحور الأفريقي، حين أعلنت شؤون الطيران المدني، بناءً على توصية الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا، إعادة تفعيل نظام قائمة الدول الحمراء بإدراج 6 دول على القائمة.

وشملت تلك الدول، وفق بيان شؤون الطيران، الجمعة 26 نوفمبر الجاري، جنوب أفريقيا، مصدر المتحور الجديد، وناميبيا، وبوتسوانا، وزيمبابوي، وليسوتو، وإسواتيني، مع تعليق دخول المسافرين القادمين من الدول المدرجة على القائمة الحمراء على جميع الرحلات الجوية، ومن ضمنهم القادمون من هذه الدول الذين سيدخلون البحرين بشكل مؤقت.

كما أعلنت السعودية تعليق الرحلات الجوية القادمة من 7 دول بينها جنوب أفريقيا؛ بسبب مخاوف تتعلق بمتحور كورونا الأفريقي الجديد، وفق ما أفادت به وكالة "واس" الحكومية.

وقالت وزارة الداخلية السعودية في بيان: تقرر "تعليق الرحلات الجوية القادمة من دول جمهورية جنوب أفريقيا، وجمهورية نامبيا، وجمهورية بوتسوانا، وزيمبابواي، وموزمبيق، ومملكة ليسوتو، ومملكة إسواتيني وإليها".

ويشمل قرار التعليق لغير المواطنين، والقادمين مباشرة وبشكل غير مباشر من الدول المشار إليها، فيما عدا من قضى مدة لا تقل عن 14 يوماً في دولة أخرى من الدول التي تسمح الإجراءات الصحية في المملكة بدخول القادمين منها وفقاً للإجراءات الصحية المعتمدة.

كما أعلنت وزارة الصحة العامة القطرية تحديثاً لقائمة السفر والعودة للدول الحمراء الاستثنائية بعد ظهور السلالة الجديدة المتحورة في أفريقيا.

أما وكالة أنباء الإمارات (وام) فقد أعلنت، مساء الجمعة، تعليق دخول القادمين من جنوب أفريقيا وناميبيا وليسوتو وإسواتيني وزيمبابوي وبوتسوانا وموزمبيق، اعتباراً من 29 نوفمبر الجاري.

سريع الانتشار 

طبيب أمراض الباطنية العُماني رضا اللواتي، أكد أن المتحور الجديد لا تعرف حتى الآن درجة خطورته، حيث إن المعلومات الأولية تفيد بأنه سريع الانتشار في دولة نسبة التطعيم فيها منخفضة جداً.

وللمتحور الأفريقي الجديد، وفق حديث اللوتي، 32 طفرة، ولكن لا يزال العالم  بحاجة إلى معلومات أخرى لكي يتم تكوين صورة أوضح عن المتحور.

‏وحول الوضع الوبائي في دول الخليج وطريقة تعاملها مع المتحور الجديد، يوضح اللواتي أنها تشهد استقراراً نسبياً، ولكن عند اكتمال الصورة عن المتحور سوف تقوم دول الخليج باتخاذ اللازم.

وعن اللقاحات ودورها في مواجهة "أوميكرون" يتوقع اللواتي أن اللقاحات المختلفة باستطاعتها مواجهة هذا المتحور، وقد تنخفض فعالية اللقاحات نوعاً ما مثل ما حدث مع دلتا، لكن عدداً كبيراً من دول العالم بدأت تعطي جرعة ثالثة، ولذلك ربما تكون الأمور أكثر استقراراً.

وحول التحركات الخليجية والعالمية لمواجهة المتحور، يقول الطبيب العُماني: "إلى الآن الأعداد ليست كبيرة في أفريقيا، ولكن المتحور ينتشر هناك، وبعض الدول الأوروبية قررت وقف الرحلات بسبب تفشي الوباء عندهم أصلاً".

ربما تكون استجابة تلك الدول -حسب اللواتي- سريعة ومستعجلة أيضاً، خوفاً من حدوث ما لا تحمد عقباه، ولكن دولاً مثل أمريكا تنتظر معلومات إضافية.

وحتى تاريخ 25 نوفمبر الجاري، وثق مركز الإحصاء الخليجي تقديم دول مجلس التعاون 85,396,731 لقاحاً لسكانها، في حين وصل عدد الإصابات المؤكدة إلى 2,529,264 إصابة، وحالات التعافي وصلت إلى 2,501,730، والوفيات إلى 19,557 حالة.

تحركات أوروبية

وإلى جانب التحركات الخليجية دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، إلى تعليق الرحلات الجوية الآتية من دول جنوب القارة الأفريقية؛ بسبب السلالة الجديدة من فيروس كورونا التي تنتشر في تلك المنطقة، خاصة بعد إعلان تسجيل أول حالة في بلجيكا من المتحور الجديد.

وحول السلالة الجديدة بينت وكالة الأمن الصحي البريطانية أنها تحتوي على "بروتين سبايك"، الذي يشكل النتوءات الشوكية الموجودة على سطح كورونا، والذي يختلف تماماً عن البروتين الموجود في الفيروس الأصلي الذي صنعت لقاحات كوفيد-19 على أساسه".

وبينت في تصريح لها، الجمعة 26 نوفمبر الجاري، أن المتحور الذي ظهر في جنوب أفريقيا يشكل أكبر تحدٍّ منذ بداية الوباء، حيث يملك قدرة على التحول تفوق بضعفين قدرة متحور دلتا.

ومع الخطوات الخليجية، لم تنتظر هولندا وإيطاليا، والنمسا، وألمانيا، وبريطانيا، قرار المفوضية الأوروبية، حيث أعلنت إغلاق حدودها أمام القادمين من دول الجنوب الأفريقي؛ لمواجهة المتحور شديد العدوى.

تأثيرات اقتصادية

ومبكراً بدأت تأثيرات المتحور الجديد تظهر على العالم، ودول الخليج خاصة، وهو ما أكده الباحث الاقتصادي المتخصص في شؤون النفط والطاقة، عامر الشوبكي.

وبين الشوبكي أن النفط تراجع إلى أدنى مستوى منذ سبتمبر، حيث انخفض بنسبة 7% يومية، وهي الأعلى منذ أربع شهور، بسبب المتحور الجديد.

ووصل سعر برميل برنت، حسب الشوبكي، عند 77.8 دولاراً للبرميل، والخام الأمريكي 73.4 دولاراً.

وأدت المخاوف من المتحور الجديد، كما يوضح الشوبكي، إلى انخفاض من 1-3% في أسواق الأسهم الأوروبية والآسيوية والأمريكية

كما جاء تراجع الأسعار، وفق الشوبكي، إلى جانب التخوفات من المتحور الجديد، بسبب قرار الولايات المتحدة ودول أخرى الإفراج عن 70-80 مليون برميل نفط من مخزوناتها الاستراتيجية، وقرب اجتماع "أوبك+"، في يوم الخميس القادم، الذي سيحدد سياستها الإنتاجية.