اقتصاد » مياه وطاقة

السعودية تناقض نفسها.. تزيد إنتاج النفط وتروّج لتقليل انبعاث الكربون.

في 2022/02/08

مجلة تايم-

من مكتبه الفسيح في الرياض، يعتقد وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان أن لديه نظرة ثاقبة على التحول العالمي للطاقة، وهو تحول بالغ الأهمية يمكن أن يكون لسياسات المناخ في المملكة تأثير كبير عليه، سواء أكان ذلك جيداً أم سيئاً.
وكأكبر مصدر للنفط في العالم، تنتج السعودية أكثر من 9 ملايين برميل يومياً، ولديها 15٪ من احتياطي النفط العالمي بأكمله، ومن غير المرجح أن يتباطأ هذا الإنتاج الضخم، على الرغم من أن ولي العهد محمد بن سلمان، يدعي أن بلاده ترغب في أن تصبح خضراء، وأن تتخلص من انبعاثات الكربون بحلول عام 2060.
وقال عبد العزيز لمجلة "تايم" الأمريكية إن شركة النفط العملاقة المملوكة للدولة أرامكو ستبدأ في ضخ المزيد من النفط، مما يزيد من قبضتها على الإمدادات العالمية، حيث تحاول الدول الغربية وشركات الطاقة الدولية كبح جماح الوقود الأحفوري.
وأصر عبد العزيز على أنه يمكن للمملكة طرح مشاريع بمليارات الدولارات في مجالات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين في الداخل، حتى مع استمرار كونها منتجًا عملاقًا للنفط.
ورأى أن “الاختيار بين الاثنين أمر سخيف، وأولئك الذين يتوقعون الانخفاض الحتمي في استخدام الوقود الأحفوري يعيشون في أرض خيالية”.
وتستثمر السعودية المليارات في الطاقة الخضراء، وأعلنت عن هدف انبعاث صفري للكربون عام 2060، لكن تزيد إنتاج النفط في نفس الوقت، ويبدو أن هذا تناقض حقيقي لقوة نفطية كبيرة، وفق صحيفة “التايم”
وقال عبد العزيز: “عملنا على ما نسميه اقتصاد الكربون الدائري، حول كيفية تحقيق انبعاث صفري للكربون.. نريد تقليل انبعاثاتنا بعدد لا بأس به، ويمكننا أن نصبح أكثر كفاءة، من خلال تركيب العزل للمباني، ووجود معايير أكثر كفاءة للصناعة، وما إلى ذلك”.
وأضاف “يمكننا أن نأخذ ثاني أكسيد الكربون من الجو ونستخدمه، على سبيل المثال لشركة أطعمة أو مشروبات، كمنتج قيم، بحيث يصبح مادة، بدلاً من التخلص منه.. عزله أمر جيد، واستخدامه أفضل؛ وإلا فسيتعين عليك التخلص منه في مكان ما”.
وتابع “إذا كان بإمكاني بيع النفط أو الغاز الذي لدينا، والتعامل مع انبعاثات الكربون، فلماذا تقصر نفسك على خيار أو اثنين؟ يجب أن تبقي خياراتك مفتوحة، حتى تخفف من المشكلة المقلقة، وهي انبعاثات الكربون”.
وقالت الصحيفة إن خطة السعودية للوصول إلى صفر انبعاث كربوني “تعتمد بشكل كبير على احتجاز الكربون وعزله، وهي تقنية غير مؤكدة”.
وبالمثل، لم يتم تطوير الخيارات الأخرى التي تم الحديث عنها، ولا يزال لديهم قدر كبير من عدم اليقين.
ويعتقد وزير الطاقة السعودي أن استهلاك النفط سيستمر في النمو، كما سيستمر الطلب في النمو، لكنه لا يعرف إلى أي مستوى.
وأضاف “لهذا السبب توصلنا الآن إلى قرار بالذهاب إلى 13 (مليون برميل يوميًا). تم اتخاذ هذا القرار في الواقع في مارس 2020، عندما كانت لدينا أسعار سلبية”.
وأشار إلى أن السعودية تستهدف أن تصبح طاقتها الإنتاجية 13.4، 13.5 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2027.
وأكد عبد العزيز أن “هدف عام 2060 الذي أعلنه ولي العهد في أكتوبر الماضي، هو فقط للاستهلاك الداخلي، ولا يمس الصادرات، التي تمثل معظم الإنتاج”.
وقال: “نحن لا نتحكم في الكيفية التي سيخفف بها الآخرون من استهلاكهم.. السؤال هو من سيستخدم هذا الزيت ولأي غرض؟ ما الذي يمكن أن يستخدمه الشخص الذي يستخدم هذا البنزين أو الديزل، وبأي نوع من التكنولوجيا؟ هذا يتجاوز اختصاص المنتج”.
وأضاف “مع تطور تقنيات مثل عزل الكربون، سيسمح لنا ذلك بتحقيق صافي انبعاث صفر قبل عام 2060، ومع ذلك، إذا حدث البديل، وهو إغلاق الأسواق أمام النفط، وإذا لم يكن هناك تقدم في التقنيات، فستزيد انبعاثاتنا، وبعد ذلك سيستغرق الوصول إلى صافي انبعاث صفر وقتًا أطول من 2060”.