سياسة وأمن » صفقات

مشاكل فنية وشبهات فساد.. هل تستكمل الكويت توريد مروحيات "كاراكال"؟

في 2022/02/18

طه العاني - الخليج أونلاين-

بعد سنوات على الاتفاق الفرنسي الكويتي بشأن تزويد القوات الجوية الكويتية بطائرات مروحية ثقيلة فرنسية من نوع "كاراكال"، وذلك في إطار الشراكة الدفاعية بين البلدين، قررت وزارة الدفاع الكويتية إيقاف استلام الطائرات مؤقتاً بعد اكتشاف وجود مشاكل فنية في أول طائرتين وصلتا إلى البلاد.

وقال نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الشيخ حمد العلي، 16 فبراير، إن مشاكل فنية ظهرت في الطائرتين من نوع "إتش 225 إم كاراكال" اللتين تحملان رقمي (KAF602-KAF603)، بعد وصولهما للبلاد قادمتين من فرنسا.

وأضاف بالقول: "بناء على ذلك تم إيقاف استلام الطائرات موقتاً إلى حين بيان وإصلاح هذا الخلل"، مشيراً إلى تشكيل لجنة فنية للبحث بكافة الأمور المتعلقة بالطائرات مدار البحث، ولتأكيد سلامة الطيارين وحفظ حقوق الوزارة.

ونقلت صحيفة "الراي" المحلية عن الوزير الكويتي أن تأخر استلام الصفقة التي ستحصل بلاده بموجبها على 30 طائرة تصنعها "إيرباص" كان هدفه التأكد من سلامة الطائرات من الناحية الفنية، فضلاً عن ظروف الجائحة.

ولفت العلي إلى استلام 18 طائرة بينها طائرات تخص الحرس الوطني، وقال إن الوزارة تعمل حالياً على تعديل العقد بما يشمل كافة البنود، وبما يتماشى مع المتغيرات.

كما أكد أنه تم التنسيق مع هيئة مكافحة الفساد بشأن الصفقة، وقال إنه لم يتسلم رداً حتى الآن، مؤكداً أن هذا الأمر لم يؤثر على الدفعات المالية الخاصة بالصفقة.

يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تعلق فيها الصفقة؛ حيث أعلنت الكويت، في فبراير 2020، تعليق تسلم طائرات "كاراكال" على خلفية الخلل الذي تعرضت له بعضها آنذاك، وكذلك تهديد نائبين بشأن تقديم استجواب حول هذا العقد، قبل أن يعلن الجيش الكويتي تسلم الدفعة الأولى من الصفقة في شهر ديسمبر من العام نفسه.

استكمال الصفقة

ويأتي إعلان وزارة الدفاع الكويتية بعد ساعات من تصريحات أدلت بها السفيرة الفرنسية لدى الكويت كلير لو فليشير، حول العديد من القضايا التي تخص البلدين.

وشددت السفيرة الفرنسية في تصريح لصحيفة "القبس" الكويتية، في 15 فبراير 2022، على التنسيق المتواصل بين الكويت وبلادها في القضايا، واعتبرت العلاقات المشتركة "متميزة وعميقة وضاربة في عمق التاريخ"، مثمنة دور الكويت المحوري.

وكشفت لو فليشير أن بلادها ستسلم الكويت الدفعة الأخيرة من "كاراكال" البالغ عددها 7 طائرات، خلال أبريل المقبل، مضيفة خلال اللقاء الذي يعد الأول لها مع صحيفة محلية، أن الكويت تسلمت 23 طائرة من أصل 30 طائرة من طراز "كاراكال"، منها 19 طائرة من طراز "KAF"، و4 طائرات من طراز "KNG"، مبيّنة أنه جرى بالفعل قبول الطائرات السبع المتبقية من قبل الكويت في مصنع "إيرباص هليكوبتر"، في ديسمبر 2021، ولم تنقل بعد إلى الكويت.

ولفتت إلى أن وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان يعتزم زيارة الكويت قريباً، حيث تأخرت الزيارة لأسباب عدة؛ منها فترة الاحتياط التي سبقت الانتخابات الرئاسية في فرنسا.

وبحسب بيان لمديرية التوجيه المعنوي بوزارة الدفاع الكويتية، بعد توقيع الصفقة عام 2016، تتضمن الصفقة أن تزود تلك المروحيات بمنظومة حرب إلكترونية متطورة مع صواريخ بحرية جو-سطح، مبينة أن بنود العقد تضمنت توفير الدعم اللوجستي وتدريب الطيارين والفنيين، ووجود مدربين طيارين في دولة الكويت لاستكمال التدريب فيها، إضافة إلى توفير عدد من أجهزة التدريب تتمثل في جهاز طيران تشبيهي كامل المواصفات، فضلاً عن كافة المساعدات التدريبية المطلوبة.

وأوضحت أن العقد يشمل تطوير المباني والبنية التحتية لمباني العمليات، ومباني الصيانة، ومباني تدريب الطيارين والفنيين، إضافة إلى مباني الخدمات العامة بقاعدة "علي السالم الجوية" لاستيعاب تلك المروحيات.

شبهات فساد

ويحوم العديد من شبهات الفساد حول صفقة مروحيات "كاراكال"، التي أحيلت إلى الهيئة العامة لمكافحة الفساد للتحقيق فيها، في 20 ديسمبر 2017.

وأشارت صحيفة "فرانس 24" إلى أن تقارير إعلامية قد كشفت وقتها شبهة فساد شابت الصفقة التي اشترت بموجبها الكويت 30 مروحية عسكرية فرنسية بقيمة 1.1 مليار دولار، في أغسطس 2016، وتتعلق تلك الشبهات حول طلب وسيط عمولة من الشركة المصنعة مقابل تحقيق الصفقة.

وقال نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء آنذاك أنس الصالح، إن الحكومة قررت إحالة صفقة مروحيات "كاراكال" إلى الهيئة العامة لمكافحة الفساد للتحقيق فيها، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الكويتية الرسمية.

وأوضح الصالح أن القرار اتخذ بناء على "ما أثير في إحدى وسائل الإعلام المحلية" حول الصفقة، وبعدما أثار عدد من النواب تلك المسألة في البرلمان.

وكانت صحيفة "الراي" نشرت تقريراً نقلاً عن مجلة "ماريان" الفرنسية يفيد بأن وسيطاً طلب من رئيس شركة "إيرباص هيليكوبترز" الفرنسية، التي تختص بتصنيع المروحيات وبيعها والتابعة لمجموعة إيرباص، نسبة 6% كعمولة.

قدرات عالية

وتسعى الكويت وغيرها من دول مجلس التعاون الخليجي وبعض دول المنطقة للحصول على أسلحة وعتاد متطور؛ بهدف حماية نفسها ومواجهة التهديدات الداخلية والخارجية.

وتعد الكويت الدولة العربية الوحيدة التي تجري تمارين مشتركة مع فرنسا في كل القطاعات الجوية والبرية والبحرية. وأهم المناورات العسكرية المشتركة بين البلدين "لؤلؤة الغرب"، التي تجري كل أربع سنوات لوحدات على الأرض، سواء بحرية وجوية وبرية.

ويقول الخبير السياسي الدكتور سعد الجميلي إن مروحية "H225M Caracal" صممت لتلبية المهام الأكثر تطلّباً، وهي ستوفّر للقوات الجوية الكويتية الموثوقية في حالات المعارك والأزمات وسط التهديدات التي تشهدها المنطقة. 

ويشير في حديث مع "الخليج أونلاين" إلى أن هذا الطراز من الطائرات قد برهنت قدراتها على أرض المعارك، كما في لبنان وليبيا وأفغانستان ومالي.

ويلفت الجميلي إلى أن بولندا طلبت مؤخراً هذا النوع من المروحيات العسكرية نظراً لمستواها، كما أن الجيش الفرنسي يمتلك 19 مروحية من طراز كاراكال تستخدمها بالأخص القوات الخاصة. 

ويضيف بالقول: إن "إعلان الكويت وقف استلام المروحيات الفرنسية يأتي في الوقت الذي تواجه فيه إيرباص تحقيقات دولية فيما يتعلق بمبيعات تجارية وعسكرية أثارت تساؤلات حول مستقبل العلاقات مع فرنسا"، لافتاً إلى أن ولي عهد الكويت الشيخ مشعل الصباح أمر بالتحقيق في صفقة الطائرات من هذا الطراز.