علاقات » روسي

لدعمها روسيا.. نجل الجبري يطالب بايدن بفرض عقوبات على السعودية

في 2022/03/24

متابعات-

دعا "خالد" نجل المسؤول السعودي السابق "سعد الجبري"، الإدارة الأمريكية، إلى فرض عقوبات على الحكومة السعودية، بسبب وقوفها إلى جانب روسيا التي تشن غزوا عسكريا على أوكرانيا، منذ نحو شهر.

وأثار مقال "الجبري"، المشترك مع الباحثة "أنيل شيلين"، في مجلة "فورين بوليسي"، والذي حمل عنوان "يجب على بايدن معاقبة المملكة العربية السعودية لدعمها روسيا"، تفاعلا واسعا بين ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال "خالد الجبري"، إنه في الوقت الذي تقف فيه واشنطن وحلفاؤها موحدين ضد الغزو الروسي، تصطف الرياض إلى جانب موسكو؛ من خلال عدم إدانة الغزو بشكل واضح، وتأكيد التزامها باتفاقية "أوبك+" الخاصة بمعدل إنتاج النفط.

وطالب إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، بفرض عقوبات على السعودية.

وقال: "يجب أن ينتهز بايدن الفرصة لإعادة التفكير بشكل أساسي في علاقة أمريكا مع النظام السعودي، بما في ذلك إنهاء جميع مبيعات الأسلحة، وتعليق عقود الصيانة للجيش السعودي".

ورأى "الجبري"، أن "هذا فقط هو ما سيثبت الخطر الذي تتعرض له الرياض لفقدان شريكها الأمني الوحيد المستقر".

وتابع أنه "على الرغم من التعنت السعودي، أرسلت إدارة بايدن مؤخرًا أنظمة باتريوت إضافية مضادة للصواريخ إلى المملكة، حيث ضربت هجمات الحوثيين منشآت المياه والطاقة السعودية".

وجاء في المقال أن "عدم رغبة السعودية في زيادة إنتاج النفط استجابة لطلب بايدن، يمثل أحدث علامة على تغيير الولاءات.. طوال 7 عقود من الشراكة، عملت واشنطن كضامن الأمن الرئيسي للرياض".

وأضاف: "في المقابل، نسق معظم الملوك السعوديين عن كثب مع الولايات المتحدة بشأن قضايا الطاقة.. ومع ذلك، منذ أن عزز (ولي العهد الأمير) محمد بن سلمان سلطته، توترت العلاقات الثنائية بشكل متزايد؛ بسبب قرارات السياسة الخارجية السعودية المتهورة، بما في ذلك الحرب التي دامت 7 سنوات على اليمن، فضلاً عن سجل حقوق الإنسان المتدهور، الذي يتجلى بشكل صارخ في جريمة القتل الشنيعة التي تعرض لها الصحفي جمال خاشقجي (نهاية 2008)".

وأضاف أنه "على عكس الولايات المتحدة، ليس لروسيا والصين تاريخ في حماية المملكة العربية السعودية، ولا أي وجود عسكري ذي مغزى في الخليج".

وتابع: "مثل (الرئيس الروسي فيلاديمير) بوتين ونظيره الصيني شي جين بينج، يفضل الحكام السعوديون نموذجًا استبداديًا للرأسمالية، بالإضافة إلى نظام عالمي بديل مبني على البقاء الاستبدادي، واستبعاد حقوق الإنسان من العلاقات بين دولة وأخرى".

وحسب المقال، فإن "الغضب الغربي المستمر من بن سلمان بسبب جريمة خاشقجي، ربما قد يكون أقنع ولي العهد بأن جهوده لإعادة تصحيح صورة بلده أمام الغرب قد باءت بالفشل. وبدلاً من ذلك، تمثل الصين وروسيا شريكين لن يعاقباه مطلقًا لقتله صحفيًا".

وتابع: "مع ذلك، فإن الرهان على الضمانات الأمنية الصينية والروسية يمثل مقامرة. على عكس الولايات المتحدة، ليس لروسيا والصين تاريخ في حماية السعودية، ولا أي وجود عسكري ذي مغزى في الخليج. إذا قررت المملكة نقل جيشها بعيدًا عن المعدات أمريكية الصنع، فستستغرق العملية عقودًا ومئات المليارات من الدولارات".

وأضاف: "علاوة على ذلك، تتمتع كل من الصين وروسيا بعلاقات وثيقة ومتبادلة المنفعة مع إيران، التي من غير المرجح أن يضحوا بها من أجل مشاعر السعوديين".

واستطرد: "عند التحدث إلى الأمريكيين، أصر السعوديون منذ فترة طويلة على ضمانات أكبر من أي وقت مضى لحماية الولايات المتحدة ضد إيران والجماعات التي تدعمها في جميع أنحاء المنطقة".

وزاد: "إذا كانت الرياض على استعداد للتغاضي عن مثل هذه المخاوف من أجل الشراكة مع بكين أو موسكو، فسيكون من الواضح أن هذا الموقف كان يهدف إلى حد كبير للعب على عدم ثقة واشنطن المستمرة في طهران".

وأثار المقال جدلا واسعا بين مؤيد لموقف "الجبري"، الذي تعتقل السلطات السعودية إخوته، وتطارد والده، وبين معارض يتهمه بالعمالة والجاسوسية.

وفر "الجبري" إلى كندا عام 2017، بعدما كان مستشارا أمنيا لولي العهد السابق الأمير "محمد بن نايف"، ولعب دورا بارزا في مكافحة الإرهاب ويحظى باحترام واسع من قبل مسؤولي الاستخبارات ومكافحة الإرهاب الأمريكيين، الذين ينسبون إليه الفضل في إنقاذ مئات، وربما الآلاف، من أرواح الأمريكيين.

وأقام "الجبري"، دعوى قضائية ضد "بن سلمان" متهمه بعدة محاولات لاغتياله، قبل أن يعتقل 2 من أبنائه في المملكة.

واهتزت العلاقات المتينة بين الرياض وواشنطن، منذ أن أعلن الرئيس "بايدن" تقريرا مخابراتيا أمريكيا يرجح تورط "بن سلمان" في مقتل "خاشقجي" عام 2018، وقرر وضع نهاية للدعم الأمريكي لحرب اليمن.

وحتى هذه اللحظة، يرفض "بايدن" التحدث إلى "بن سلمان" مباشرة، ويقول إن نظيره هو الملك "سلمان"، البالغ من العمر 86 عاما، رغم أن الأمير الشاب هو من يدير في واقع الأمر شؤون المملكة، وكانت تربطه علاقة وثيقة مع سلف "بايدن"، الرئيس السابق "دونالد ترامب".

ورفضت السعودية والإمارات، اللتان تشهد علاقتهما الوثيقة مع واشنطن توترا، الاستجابة حتى الآن لمناشدات واشنطن بزيادة إنتاج النفط للحد من ارتفاع أسعار الخام الذي ينذر بموجة ركود عالمية بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

يذكر أن البلدين الخليجيين، عضوان في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" ولديهما فائض في طاقة إنتاج النفط ويمكنهما زيادة الإنتاج وتعويض خسارة الإمدادات.

لكن البلدين يحاولان الحفاظ على موقف حيادي بين الحلفاء الغربيين وموسكو، شريكتهما في تكتل "أوبك+" الذي يشمل "أوبك" ومنتجي نفط مستقلين خارجها.