علاقات » تركي

النفط مقابل دعم الاستبداد.. معضلة بايدن في التعامل مع السعودية

في 2022/04/07

ديفيد أوتاوي- ويلسون سينتر - ترجمة الخليج الجديد-

خلق الغزو الروسي لأوكرانيا أزمة نفطية كبرى قد تجبر الرئيس الأمريكي "جو بايدن" على التخلي عن وعد حملته الرئاسية بجعل ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" منبوذًا نتيجة تورطه في اغتيال الصحفي "جمال خاشقجي" عام 2018.

وتتمثل المعضلة التي تواجه "بايدن" في الموازنة بين تعهده بتشجيع الديمقراطية ومكافحة المد المتصاعد من الاستبدادية وفي نفس الوقت التعاطي بواقعية مع أزمة أسعار النفط قبل انتخابات الكونجرس في نوفمبر/تشرين الثاني ومع ضرورة مساعدة أوروبا على تقليل اعتمادها على النفط والغاز الروسي.

وتعتبر السعودية المنتِج الوحيد للنفط القادر على تقليل سعر البنزين للمستهلكين الأمريكيين بشكل مباشر.

علاوة على ذلك، توسع المملكة طاقتها الإنتاجية حاليا بمقدار مليون برميل يوميا، أي أكثر من ثلث الصادرات الروسية إلى أوروبا الغربية والتي تسعى إدارة "بايدن" إلى منعها.

دراسة التكاليف والمكاسب المحتملة

يجب أن ينظر "بايدن" بعناية أولًا إلى ما يمكن لـ"بن سلمان" أن يقدمه في مقابل التخلي عن "سياسة النبذ".

ولم يتحدث "بايدن" إلى ولي العهد على الهاتف منذ توليه منصبه قبل 15 شهر كما لم يعين سفيرا أمريكيا جديدا لدى المملكة.

وينبغي أن ينظر "بايدن" أيضا في الضرر المحتمل الذي قد يلحق بصورته وسياساته الأخرى إذا تقبل ولي العهد، لأن ذلك سيعد بمثابة تحطيم لالتزامه بتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، كما قد يورط إدارته بشكل أعمق في التنافس الإيراني السعودي على السيادة الإقليمية.

وربما تكون هذه التكاليف تستحق كل هذا العناء، حيث أن أفضل السيناريوهات تفترض أن يوافق "بن سلمان" على إنتاج المزيد من النفط بشكل كبير والانسحاب من الحرب اليمنية والاعتراف بإسرائيل وتسوية الخلافات مع إيران.

لكن السؤال الأساسي المطروح اليوم هو ما إذا كان "بن سلمان" مستعدًا أو قادرًا على تغيير سياساته الحالية بشأن أي من هذه القضايا الملحة.

هل هناك استعداد سعودي؟

في البداية، لم يكن هناك أي مؤشر على استعداد السعودية لتجاوز اتفاقية "أوبك+" بشأن زيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميا كل شهر.

وتعتمد هذه الاتفاقية بشكل أساسي على التزام "بن سلمان" والرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" بها. 

وحتى الآن، يحاول الطرفان استغلال النقص الحالي في الإمدادات للحفاظ على أعلى أسعار ممكنة.

كما أصبحت الحرب الأهلية اليمنية التي استمرت 7 سنوات حملا ثقيلا على كاهل ولي العهد دون مخرج في الأفق، ولم يكن هناك تقدم في العديد من الجهود الدبلوماسية للأمم المتحدة والولايات المتحدة للتفاوض على تسوية دبلوماسية.

وإذا حدث انسحاب سعودي من جانب واحد فسيمنح ذلك الحوثيين المدعومين من إيران السيطرة على العاصمة صنعاء وكامل أراضي اليمن الشمالي المتاخم للمملكة.

أما بالنسبة لإسرائيل، فقد بذلت إدارة "ترامب" قصارى جهدها دون أن تنجح في إقناع "بن سلمان" بتطبيع العلاقات مع إسرائيل بشكل رسمي وعدم الاكتفاد بالعلاقات السرية. 

وقال "بن سلمان" إنه يعتبر إسرائيل "حليفا محتملا"، لكن "يجب حل" بعض القضايا" أولا، فيما يبدو إشارة إلى الفلسطينيين.

ولم يتم تسجيل أي تقدم في المحادثات الإسرائيلية الفلسطينية منذ سنوات، ولا يبدو أن هناك أي تقدم وشيك.