تواصل » تويتر

صراع المليارديرات.. هل أفسد بن طلال خطط ماسك بشأن "تويتر"؟

في 2022/04/18

متابعات-

أثار السجال الذي دار بين الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال ورئيس ومالك شركة "تيسلا" للسيارات الكهربائية إيلون ماسك، حول شركة "تويتر"، تساؤلات بشأن تداعيات هذا السجال على محاولات أغنى رجل في العالم الاستحواذ على منصة التواصل الاجتماعي العالمية.

فقد عرض شراء جميع أسهم "تويتر" بعد أيام من استحواذه على 9.2% من أسهمها، وأرسل ماسك خطاباً للشركة المالكة للمنصّة يتضمن اقتراحاً غير ملزم لشراء جميع الأسهم بمقابل نقدي بالكامل.

وعرض ماسك تقييم الأسهم العادية بواقع 54.20 دولاراً للسهم الواحد، ليصل مجموع المبلغ الذي عرضه ماسك إلى 43 مليار دولار، وقال إن "تويتر تحتاج إلى تحويلها لشركة خاصة".

وأضاف: "عرضي هو الأفضل لدي وهو عرضي الأخير، وفي حال لم يُقبل فسوف أحتاج إلى إعادة النظر في موقفي كمساهم"، ليرد الأمير السعودي بن طلال، الذي يمتلك وشركته "المملكة" ما نسبته 5.2% من الأسهم، بأنه يرفض العرض.

وقال الأمير السعودي في تغريدة إنه ومن وجهة نظر تجارية يعتقد أن المبلغ المعروض من ماسك لا يساوي القيمة الجوهرية للشركة، ليرد عليه "ماسك" بسؤال عن النسبة التي تملكها "المملكة" بشكل مباشر وغير مباشر في "تويتر"، وسؤال آخر عن رأي "المملكة" في حرية الصحافة.

ويعتبر بن طلال، بشكل شخصي وعبر شركته "المملكة القابضة"، ثاني أكبر مساهم في "توتير"، بحصة تبلغ حوالي 35 مليون سهم (5.2%) من إجمالي أسهم الشركة.

من جانب آخر، أظهرت وثيقة تقدم بها مستثمرون يلاحقون شركة "تسلا" قضائياً في الولايات المتحدة الأمريكية أن قاضياً اعتبر تغريدة لماسك حول صفقة مع السعودية "كاذبة ومضللة".

ورفع هؤلاء المستثمرون، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية، دعوى قضائية ضد "تسلا" و"ماسك" الذي يُحملونه مسؤولية خسارتهم أموالاً بعد نشر تغريدات مضللة، من أبرزها تغريدة حول صفقة مع صندوق الاستثمارات السعودي أحد أقوى الصناديق السيادية في العالم.

وقال "ماسك"، في تغريدة عام 2018، إنه كان في ذلك الوقت "يُجري مناقشات مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي، وإنه واثق من نتيجة هذه المفاوضات"؛ لكن لم يتم الإعلان عن أي صفقة على الإطلاق.

الحبَّة السامَّة

وقال مجلس إدارة شركة "تويتر" إنه يدرس بحرص العرض المقدم، وذكرت شبكة "CNBC" الأمريكية أن المجلس سيجتمع، في 15 أبريل 2022، لبحث عرض شراء ماسك كامل أسهم المنصة.

وفي تعليقه على السجال الكلامي بين بن طلال وماسك قال دنيال إيفيس، المدير العام لشركة "ودبوش" للأوراق المالية: إن "ماسك عادة ما يهاجم الشركات التي يتطلع لامتلاكها، وبالنهاية قد يمتلك كل أسهم تويتر خلال الأشهر المقبلة"، حسب مقابلة بثتها قناة "العربية" السعودية.

وعلى الصعيد ذاته، شن موظف في شركة "تويتر" هجوماً حاداً على الملياردير ماسك بعد إعلانه نيته الاستحواذ على "تويتر".

وكتب الموظف في تغريدة: "اذهب للطبيب النفسي".

وفي تغريدة منفصلة، قال موظف "تويتر": "يعمل الآلاف من الأشخاص الرائعين في تويتر، مهمتهم هي بناء وسيلة يستخدمها مئات الملايين على مستوى العالم. هذه مهمة صعبة للغاية ونحن لا ننجح دائماً".

وبعد الاجتماع، تبنى مجلس إدارة "تويتر" خطة محدودة الأجل لحقوق المساهمين قد تجعل من الصعب على الملياردير إيلون ماسك الاستحواذ على الشركة، تسمّى بخطة "الحبة السامة".

وكان ماسك، الذي تبلغ قيمة ثروته حوالي 273.6 مليار دولار ، وفقاً لإحصاءات "فوربس"، قد رفض في السابق عرضاً للانضمام إلى مجلس إدارة الشركة بعد الكشف عن حصته، وهي خطوة قال محللون إنها تشير إلى نوايا الاستحواذ؛ لأن مقعداً في مجلس الإدارة سيلزمه بعدم تجاوز ملكيته حاجز الـ15% من الأسهم.

وخطة "الحبة السامة" عبارة عن تكتيك ضد الاستيلاء على الشركات يحافظ على حق المساهمين بمنع الطرف المنافس من شراء المزيد من الأسهم بخصم كبير، مما يؤدي بشكل فعّال إلى إضعاف حصته في الشركة.

وقال مجلس إدارة "تويتر"، في بيان، إن الخطة تهدف إلى الحفاظ على حق المساهمين في الحصول على المزيد من الأسهم في الشركة بسعر رخيص نسبياً، وهو ما يقلل بشكل فعّال من حصة ماسك.

وأضاف البيان أنه سيتم تفعيل الخطة إذا استحوذ ماسك أو أي مستثمر آخر على أكثر من 15٪ من أسهم الشركة.

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية قالت إن ماسك يواجه تحديات قد تمنع إتمام صفقة الشراء، من بينها نقص السيولة. لكن مالك "تيسلا" أعلن في وقت سابق أن لديه خطة احتياطية لشراء "تويتر" في حال فشل عرض الاستحواذ.

من جهتها، استعانت شركة "تويتر" بـ"جيه بي مورغان" بنكاً استثمارياً ثانياً، لمساعدتها في مواجهة طلب "ماسك" للاستحواذ العدائي على الشركة، بحسب ما نشرته شبكة "بلومبيرغ" (السبت 16 أبريل 2022).

ونقلت الشبكة عن مصادر أن أكبر بنك أمريكي بدأ العمل مؤخراً لمساعدة "تويتر" في محادثاتها مع المشترين المحتملين.  في حين امتنعت الشركة والبنك عن التعليق.

وقالت المصادر إن أطرافاً أخرى، من بينها شركة الأسهم الخاصة التي تركز على التكنولوجيا "توما برافو" (Thoma Bravo)، تظهر اهتماماً بالاستحواذ على "تويتر".

خطة ماسك للاستحواذ على "تويتر"

في 31 يناير 2022، بدأ ماسك بناء حصته في توتير دون ضجيج، وبحلول 14 مارس كان قد استحوذ على أكثر من 5% من أسهم الشركة، وهي النقطة التي كان من المفترض بعدها أن يفصح عن عمليات البيع والشراء التي يقوم بها لهيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، ومن ثم للجمهور، كما تقول "بلومبيرغ".

تجاوز ماسك الموعد النهائي لإبلاغ لجنة الأوراق المالية والبورصات بمدة وصلت إلى 10 أيام.

ومع الأخذ في الحسبان أن سعر السهم صعد في المرة الثانية التي جرى فيها الكشف عن حجم ملكيته، فقد كانت لديه القدرة على جمع مزيد من الأسهم بسعر رخيص من خلال عدم الإفصاح، وهي خطوة خاطئة من شأنها أن تسفر في وقت لاحق عن رفع المساهمين دعوى قضائية ضده.

في 24 مارس 2022، بدأ الملياردير الأمريكي انتقاد شركة "تويتر" على الموقع ذاته، قبل الكشف عن حصته، حيث غرّد قائلاً: "أشعر بالقلق من التحيز الفعلي في خوارزمية عمل موقع (تويتر) التي تؤثر بطريقة كبيرة في الجمهور، ولذا يتعين أن تكون خوارزمية (تويتر) مفتوحة المصدر".

بعد يوم واحد، وجّه ماسك سؤالاً لمتابعيه على موقع "تويتر" في استطلاع للرأي نُشر في 25 مارس، وجاء فيه: "تعد حرية التعبير مسألة ضرورية لتحقيق ديمقراطية فاعلة. هل تعتقد أنَّ موقع (تويتر) يلتزم بطريقة صارمة بهذا المبدأ؟".

وفي 26 مارس، سأل ماسك: "هل توجد حاجة إلى منصة جديدة؟"، مضيفاً: "إنَّني أفكر بجدية في هذه المسألة".

وأوصى مستخدمون كثيرون علّقوا على تغريدة الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" بأن يدرس شراء شركة "تويتر" عوضاً عن ذلك؛ إذ سرعان ما تبيّن لهم أنَّه كان يقوم بالفعل بشراء أسهم في الشركة.

في 4 أبريل، جرى الإعلان عن حصة ماسك، وتوجيه الدعوة إليه للانضمام إلى مجلس إدارة "تويتر"، فيما أشار ماسك إلى أنه سيوقِّع اتفاقية تنص على أنه لن يكون في مقدوره امتلاك حصة تزيد على 14.9% من أسهم الشركة.

وبتاريخ 5 أبريل، أصبح ماسك مستثمراً نشطاً في الشركة، وفي صباح اليوم التالي استخدم العديد من أعضاء مجلس إدارة "تويتر" المنصة لتقديم التهنئة إلى الملياردير على قراره بالانضمام إلى صفوفهم.

في وقت لاحق من نفس اليوم، أعاد ماسك تقديم ملف الإيداع للإفصاح عن حصة ملكيته لتصنيف نفسه مستثمراً نشطاً، ولم يجر القيام بالتعديل إلا عقب الإشارة إلى أنَّه سيقبل الحصول على مقعد العضوية في مجلس إدارة شركة التواصل الاجتماعي.

ورفض ماسك، في 9 أبريل، مقعد عضوية مجلس الإدارة، وفي اليوم الذي كان قد قُرر فيه انضمام ماسك رسمياً إلى مجلس إدارة "تويتر"، أبلغ ماسك الشركة بأنه سيرفض عرضها.

في هذه الأثناء، وبينما كان الجمهور يترقب انضمام ماسك لمجلس الإدارة، بدأ الملياردير الأمريكي توجيه انتقادات لـ"تويتر"، وقدّم اقتراحات غير مباشرة لمتابعيه، وتساءل إن كان "تويتر يحتضر؟".

وقدّم ماسك عرض الشراء في 14 أبريل، الذي كان فاتحة السجال بينه وبين الأمير السعودي، والذي انتهى بقرار مجلس الإدارة استخدام خطة "الحبّة السامة" للحيلولة دون استحواذه على الموقع.