علاقات » تركي

يزور 3 دول بينها تركيا.. ما دلالات جولة ولي العهد السعودي بالمنطقة؟

في 2022/06/21

أشرف كمال - الخليج أونلاين-

يبدأ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، اليوم الاثنين، جولة إقليمية مصغرة، وهي زيارة لم تفصح الرياض عنها رسمياً حتى الآن.

وكانت وكالة "رويترز" نقلت عن مصادر رفيعة، في (23 مايو 2022)، أن الأمير محمد بن سلمان يخطط لجولة إقليمية ودولية قريباً تشمل تركيا واليونان وقبرص والأردن ومصر والجزائر.

لكن وكالة الأنباء الألمانية قالت، في 16 يونيو 2022، إن "بن سلمان" سيزور ثلاث دول فقط هي مصر والأردن وتركيا؛ لبحث عدد من الملفات في مقدمتها ملف إيران النووي.

ورغم أن المسؤولين في الرياض لم يفصحوا حتى الآن عن زيارات لولي العهد، فقد أكدت وسائل إعلام غربية أن الأمير محمد بن سلمان، سيزور القاهرة (الاثنين 20 يونيو 2022)، بحسب "سي إن إن".

جولة مصغرة..

ويصل "بن سلمان" إلى العاصمة المصرية القاهرة غداة قمة جمعت ملكي الأردن والبحرين بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في مدينة شرم الشيخ (الأحد 19 يونيو 2022).

ومن المقرر أن يصل ولي عهد السعودية إلى العاصمة الأردنية عمّان صباح الثلاثاء (21 يونيو 2022)، ليجتمع بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.

وهذا أول لقاء بين الرجلين منذ "قضية الفتنة" التي وقعت في الأردن العام الماضي، وأدين فيها باسم عوض الله، المستشار السابق بالديوان الملكي السعودي، وحوكم بالسجن 15 عاماً.

وسيصل الأمير محمد بن سلمان إلى العاصمة التركية أنقرة يوم الأربعاء (22 يونيو 2022)، ليجتمع بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي قال إنه سيبحث خلال اللقاء الوصول بالعلاقات إلى درجة أعلى بكثير مما هي عليه، وفق ما نقلته "سي إن إن".

وهذه هي المرة الأولى أيضاً التي يزور فيها ولي عهد السعودية أنقرة منذ مقتل الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصلية المملكة في إسطنبول عام 2018، حيث دخلت العلاقات بين البلدين بعدها طريقاً شبه مسدود، قبل أن يتم تطبيعها العام الجاري.

وقالت وسائل إعلام تركية إن الزيارة "ستتضمن توقيع اتفاقيات تعاون في قطاعات مهمة مثل الصحة والطاقة وسلامة الغذاء والتقنيات الزراعية والصناعات الدفاعية والتمويل والتجارة والسياحة والمقاولات والعقارات".

وتأتي الجولة في وقت تعيد فيه دول عديدة صياغة علاقاتها مع أطراف إقليمية ودولية، وتعيد صياغة مواقفها من قضايا مهمة في المنطقة والعالم، وهي أول جولة عربية يجريها الأمير السعودي منذ 2019.

توقيت دقيق

وثمة العديد من التسريبات التي تخرج بين الوقت والآخر عن اتفاقيات محتملة ولقاءات مرتقبة، وتأتي المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة في القلب من هذه التسريبات.

ففي 29 مايو 2022، قالت "سي إن إن" الأمريكية إن لقاءً قريباً بين الرئيس جو بايدن والأمير محمد بن سلمان يجري الترتيب له في الكواليس، مشيرة إلى أن تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا أجبرت واشنطن على إعادة حساباتها.

وأعلن البيت الأبيض أن بايدن سيحضر قمة إقليمية في المملكة العربية السعودية منتصف الشهر المقبل، بحضور قادة دول مجلس التعاون الست، إضافة إلى الرئيس المصري والعاهل الأردني ورئيس الوزراء العراقي.

اتفاق مرتقب

وتحظى العواصم التي يفترض أن تشملها الجولة المرتقبة بعدد من القضايا الحساسة المشتركة مع المملكة، ففي القاهرة ما تزال مسألة استكمال نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير الواقعتين على البحر الأحمر محل نقاشات سرية.

فقد نقلت صحيفة "هآرتس" العبرية (30 مايو 2022) عن مسؤولين أن "تل أبيب" تدرس عرضاً سعودياً بتغيير وضعية القوات الدولية الموجودة في جزيرتي تيران وصنافير، التي تنازلت القاهرة عنهما للرياض عام 2017.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن الطلب السعودي في حال قبوله ربما يدشن حقبة جديدة من العلاقات بين المملكة و"إسرائيل"، وإن واشنطن تؤدي دور الوسيط لإنجاز هذا الاتفاق قبيل زيارة بادين للمنطقة، أواخر يونيو.

ويقوم الاتفاق بالأساس على وجوب موافقة حكومة الاحتلال على كل ما يتعلق بقوات المراقبة الدولية الموجودة في الجزيرتين، بموجب اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية.

وقال موقع "أكسيوس" الأمريكي (24 مايو 2022) إن اثنين من كبار مستشاري بايدن زارا السعودية سرّاً هذا الشهر؛ لإجراء محادثات بشأن اتفاق محتمل بين المملكة و"إسرائيل" ومصر.

وفقاً للمصادر، تعتقد إدارة بايدن أن وضع اللمسات الأخيرة على هذه الصفقة سيكون أهم إنجاز للسياسة الخارجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط منذ اتفاقات التطبيع، التي توسطت فيها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، أواخر 2020.

زيارة تركيا

أما تركيا فيمكن القول إن زيارة الأمير بن سلمان لها ستكون بمنزلة إسدال للستار على الخلاف الكبير الذي أثاره مقتل خاشقجي وما تلاه من تراشق إعلامي شديد اللهجة بين الجانبين.

وقد نقلت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية عن مصادر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال زيارته للرياض، دعا بن سلمان لزيارة تركيا، وقالت إنه أعرب عن أمله في استضافته خلال "الأيام المقبلة" لدفع العلاقات قدماً.

وقال إبراهيم كالن، المتحدث باسم الرئاسة التركية (الأربعاء 1 يونيو 2022) إن ولي العهد السعودي أجّل زيارته لأنقرة التي كانت مقررة في الـ25 من مايو الماضي؛ بسبب مرض العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.

ونقلت وكالة أنباء "الأناضول" التركية الرسمية عن كالن قوله: "نتوقع أن تتم هذه الزيارة خلال يونيو. وزملاؤنا المعنيون يعملون بشأن تحديد الموعد".

وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو قال، في تصريحات صحفية (31 مايو 2022)، إن زيارة ولي العهد كانت مقررة خلال مايو، لكنها أرجئت إلى وقت لاحق يجري ترتيبه مع وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان.

ونهاية أبريل 2022، زار الرئيس التركي السعودية للمرة الأولى منذ 2017، والتقى العاهل السعودي الملك سلمان، وولي عهده، وقال إنه يعمل على تدشين حقبة جديدة من العلاقات.

المحلل السياسي التركي يوسف كاتب أوغلو قال إن جولة ولي العهد المرتقبة تأتي في إطار إعادة التوازنات التي فرضتها الحرب الروسية الأوكرانية على دول المنطقة والعالم.

وفي تصريح لـ"الخليج أونلاين"، قال كاتب أوغلو إن جولة الأمير بن سلمان تأتي في إطار تعزيز تحالف إقليمي جديد، مشيراً إلى أنه سيزور تركيا من باب رد زيارة الرئيس أردوغان، وسعياً لترميم العلاقات وتعزيز تحالف دفاعي بين البلدين.

وتعني زيارة ولي عهد السعودية لأنقرة تأكيد تجاوز البلدين للخلاف القديم، بحسب كاتب أوغلو، الذي أكد أن جولة الأمير السعودي تحمل أهمية كبيرة بالنظر إلى التحديات التي تواجهها العديد من الدول في هذه المرحلة.