ملفات » العلاقات السعودية الاسرائيلية

“لا” لمعاداة السامية في “السعودية”!

في 2022/07/04

مرآة الجزيرة-

في سياق خطوات التقارب المعلنة بين النظام السعودي والكيان الصهيوني، وصلت المبعوثة الأمريكية الجديدة الخاصة بمكافحة معاداة السامية “ديبورا ليبستادت” إلى “السعودية”، الأحد الماضي، في أول زيارة رسمية لها في الخارج.

وتأتي جولة “ليبستادت” التي تشمل أيضا الإمارات قبل أسبوعين من رحلة الرئيس الأمريكي “جو بايدن”، المزمعة إلى الشرق الأوسط، والتي تشمل التوقف في “إسرائيل” والضفة الغربية.

وتقول صحيفة “واشنطن بوست” إن زيارة “ليبستادت” إلى “السعودية” والإمارات تأتي بهدف محاربة المشاعر المعادية لليهود، سيّما مع تزايد أعداد الصهاينة اليهود من مقيمين ورجال أعمال وسيّاح في دول “الخليج العربي” بعد اتفاقات التطبيع.

وادعت “ليبستات” أن الغاية من زيارتها تتمحور حول مقابلة الوزراء وقادة “المجتمع المدني” لزيادة الوعي بمعاداة السامية. وقالت “وجدت استعداداً في السعودية يمكن من خلاله مناقشة تطبيع رؤية اليهود وفهم التاريخ اليهودي لسكانهم، وخاصة السكان الأصغر سناً منهم”، حيث أثنت ديبورا على ما أسمتها التغييرات الحاصلة في “المملكة” لجهة إنهاء العداء لـ”إسرائيل”. وتابعت: “لليهود تاريخ غني في هذه المنطقة، وينبغي أن يكون ذلك جزءًا من الحديث أيضا”.

يذكر أن المنصب الذي تشغله “ليبستات” أسس عام 2004 بهدف تعزيز السياسة الخارجية للولايات المتحدة بشأن معاداة السامية في الخارج.  

على المقلب الآخر، أعلن معهد  IMPACT-se الصهيوني في تقريره السنوي، عن أن مناهج التعليم في “السعودية” قضت إلى حدّ كبير على معاداة السامية في الكتب المدرسية. وبحسب المعهد فقد “تم إزالة آيات القرآن التي تدعو إلى معاداة السامية، والآيات التي تصف تحوّل اليهود إلى قرود، وتم حذف الآيات القرآنية التي تحرم الصداقات مع اليهود والمسيحيين، وحتى الآيات التي تدين المثلية الجنسية”.

وأضاف أنه تم إزالة المحتوى الذي يصور اليهود على أنهم غير مطيعين، كما يتم تأكيد مفهوم عدم معاداة السامية في المناهج الدراسية للطلبة “السعوديين”.

وذكر المعهد أنه “تم حذف العديد من الدروس التي تصور اليهود والمسيحيين بأنهم غير مؤمنين، وتم إخراج وحدة كاملة من الكتب المدرسية عن الجهاد من المناهج الدراسية السعودية”.

كما أبرز المعهد الإسرائيلي أنه “تم حذف فصل بعنوان (الخطر الصهيوني) والذي تناول مواضيع مختلفة تتعلق بالكيان.

وبحسب معهد IMPACT-SE هناك استمرار بحذف المواضيع حول “معاداة السامية” في المناهج الدراسية السعودية لإرضاء “إسرائيل” بتعليمات مباشرة من محمد بن سلمان.

ورصد “ويكليكس السعودية” 10 تغيرات رئيسية جرت على المناهج التعليمية السعودية، منذ حكم محمد بن سلمان:

إلغاء النصوص المعادية للسامية والصهيونية واليهودية في العالم.
إلغاء المحتوى الذي يحارب الشذوذ الجنسي.
حذفت النصوص التي تهاجم الحركة الصهيونية.
حذف النصوص التي تلغي أي حق لليهود في أرض فلسطين المباركة.
أزالت آيات قرآنية وأحاديث نبوية تمجد الجهاد في سبيل الله.
أزالت نصوص تحرم السحر والشعوذة.
أزالت نصوص تحذر من الشرك بالله وموالاة الكافرين.
ألغت أفكار أن “إسرائيل” تريد بناء دولة من النيل إلى الفرات.
حذفت دروس دينية حول قتال العالم ونهاية اليهود.

وفي سياق متصل، أظهر تقدير “إسرائيلي” أن خطوة بن سلمان بتعديل المناهج التعليمية و”تنقيته” من المواد المسيئة لليهود والصهيونية يشكل خطوة بارزة للتمهيد للتطبيع. وأبرزت وسائل إعلام إسرائيلية المجالات التي تمت “غربلتها” في المناهج “السعودية”.

واعتبرت ذلك كسر لحاجز كبير باتجاه إقامة علاقات تطبيع وتخفيف العداء مع “إسرائيل”. ولفتت إلى أن ما تم من تعديلات يعد أمرا إيجابيا بالنسبة للكيان.

وأشارت إلى أنه “تمت إزالة العديد من المحتوى الإشكالي الذي يشجع على التحريض والعنف من الكتب المدرسية وشكلت أساس الكثير من التصريحات المعادية لليهود”.

صهاينة في المسجد النبوي برعاية ابن سلمان

من جهتها نشرت صحيفةJerusalem Post  العبرية، مقالا للكاتب الصهيوني “آفي جوريش”، حيث كشف من خلاله زيارته للمدينة المنورة بصفته يهودياً، بعد أن ” أزال المسؤولون السعوديون اللافتات المكتوب عليها للمسلمين فقط”.

وأكد الكاتب أن وفداً من 50 رجل أعمال “إسرائيلي” قد زاروا المسجد النبوي في المدينة المنورة، في الشهر الماضي، حيث ضم الوفد أعضاء من 13 دولة. ونوّه إلى أن العديد منهم كان متوترا قبل المغادرة.

وأردف الكاتب الصهيوني “لقد جلست على مرأى من القبة الخضراء للمسجد، ومررت بعملية التأمل الدينية اليومية الخاصة بي، وفكرت بعمق في أحداث التاريخ الطويل” . وتابع  “أخذنا مرشدنا في المدينة المنورة إلى الفناء المكشوف المليء بالمظلات الضخمة خارج مجمع الصلاة، حيث بدا واضحاً لنا أن المسؤولون كانوا يكسرون المحرمات بالسماح لنا بالذهاب إلى المدينة المنورة، بما في ذلك التحدث بصراحة عن إسرائيل واليهود، لكن إعادة تخيل العمل معاً أعطانا أملاً هائلاً”.

ولفت جوريش إلى السعادة التي لمسها لدى”المسؤولين السعوديين لكوننا بذلنا جهدا لزيارة أحد أكثر الأماكن قدسية في الإسلام”، ونقل عن أحدهم قوله “المجيء علانية يعني لنا الكثير، زيارتك ستجبرنا أيضاً على رؤية اليهود والإسرائيليين بشكل مختلف”.

وختم الكاتب الصهيوني مقاله بوصف شعوره وموقفه من الزيارة “شعرت وكأن الأصدقاء القدامى والعائلة يجتمعون، مرتاحين وآمنين مرة أخرى، وشعرنا بأننا أول من وصل إلى الشاطئ في الطرف الآخر، حيث وجدت أعضاء الوفد الإسرائيلي يتبادلون مع السعوديين الخبرات العائلية والشخصية والتجارية العميقة”.