اقتصاد » مياه وطاقة

هل ستسرع السعودية زيادة إنتاجها للنفط بعد زيارة بايدن؟

في 2022/07/19

محمد أبو رزق - الخليج أونلاين-

بعد المطالبات العديدة التي تقدمت بها إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى السعودية لزيادة إنتاجها من النفط لمواجهة ارتفاع الأسعار، ذهب ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إلى إعلان رفع السعة الإنتاجية لبلاده من النفط إلى 13 مليون برميل يومياً، دون التراجع عما تم التوافق عليه خلال اجتماع "أوبك +" في يونيو الماضي.

وحقق ولي العهد السعودي من خلال إعلانه رفع السعة الإنتاجية للنفط أبرز المطالب التي جاء من أجلها الرئيس الأمريكي للمنطقة، وهو زيادة إنتاج النفط، والمساهمة في خفض أسعار الوقود بالولايات المتحدة، إلا أن ذلك لن يكون فورياً على ما يبدو.

وقال بن سلمان، خلال كلمته في افتتاح قمة جدة للأمن والتنمية بحضور الرئيس الأمريكي جو بايدن وقادة ست دول خليجية بالإضافة إلى مصر والعراق والأردن (السبت 16 يوليو الجاري): "نعلن رفع مستوى الطاقة الإنتاجية إلى 13 مليون برميل نفط يومياً بحلول 2027، وبعد ذلك لن يكون لدى المملكة أي قدرة إضافية لزيادة الإنتاج".

وسبق إعلان ولي العهد تأكيد سعودي أمريكي، عقب لقاء بن سلمان بالرئيس الأمريكي (الجمعة 15 يوليو الجاري)، التزامهما باستقرار أسواق الطاقة العالمية، والاتفاق على التشاور بانتظام بشأن أسواق الطاقة العالمية على المديين القصير والطويل.

وبعد تصريح بن سلمان، أكد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، استمرار خطة "أوبك+"، بمعنى عدم ضخ زيادة جديدة من النفط بالأسواق.

وقال بن فرحان، خلال مؤتمر صحفي (السبت 16 يوليو الجاري)، إنه لم تجر مناقشة النفط في القمة، وهناك مناقشات مع الولايات المتحدة والدول المستهلكة بشأن النفط طوال الوقت.

وقال بن فرحان خلال مؤتمر صحفي: إن "أوبك+ ستواصل تقييم وضع السوق وتفعل ما هو ضروري، ونتحدث مع واشنطن بهذا الشأن طوال الوقت، كما أن المنظمة لديها منظومة قائمة لمتابعة الأسواق وضمان إمدادها بما تحتاجه من الطاقة".

كما توقع الرئيس الأمريكي، عقب لقائه بولي العهد السعودي (الجمعة 15 يوليو الجاري)، أن يرى الأمريكيون أسعاراً أفضل للوقود في المحطات خلال "أسبوعين آخرين".

وأضاف بايدن: "سنرى المزيد عندما نرى المحطات تبدأ في خفض أسعارها بما يتفق مع ما يدفعونه مقابل النفط".

وتطالب الولايات المتحدة ودول أوروبية المملكة، أكبر الدول المنتجة للنفط، بزيادة إنتاج الخام لخفض الأسعار وتعويض النفط الروسي بعد العقوبات التي فرضت على موسكو من جراء غزوها لأوكرانيا.

تراجع الأسعار

ومع زيارة بايدن للمنطقة، تراجعت أسعار النفط بأكثر من 5% مدة وجيزة، ووصلت إلى مستويات لم تسجلها منذ ما قبل بدء الحرب على أوكرانيا، وذلك نتيجة المخاوف من حصول ركود يهدد الطلب على الذهب الأسود، في سياق تضخم قياسي في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو.

وتدنى سعر برميل برنت نفط بحر الشمال المرجعي في أوروبا تسليم سبتمبر، بنسبة 3,67% ليبلغ 95,93 دولاراً، كما تراجع سعر برميل نفط غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم أغسطس، بنسبة 4,40% ليبلغ 92,04 دولاراً.

وعادت أسعار النفط بذلك إلى مستوياتها التي كانت مسجّلة قبل غزو أوكرانيا، عندما كان سعر برميل برنت يراوح بين 95 و99 دولاراً وسعر برميل نفط غرب تكساس بين 90 و94 دولاراً.

إنتاج محدد

الباحث الاقتصادي المتخصص في شؤون الطاقة، عامر الشوبكي، يؤكد أن حديث ولي العهد السعودي حول زيادة إنتاج بلاده من النفط إلى 13 مليون برميل يومياً لا يعني زيادة الإنتاج اليومية وضخها بالأسواق، ولكن تعني زيادة السعة الإنتاجية للنفط السعودي اليومي.

ويقول الشوبكي، في حديثه لـ"الخليج أونلاين": "إنتاج السعودية من النفط بشكل يومي محدد وفق اتفاق أوبك+ في يونيو الماضي، بقرابة 11 مليون برميل يومياً حتى أغسطس القادم، وهو التزام من المملكة باتفاقية مع التحالف النفطي".

ويوضح الشوبكي أن ما قصده ولي العهد السعودي خلال قمة جدة بزيادة القدرة على الإنتاج تختلف عن الإنتاج الفعلي الذي يصدر أو ينتج من الآبار السعودية يومياً.

ويضيف: "لا يوجد أي زيادة أو قرار سعودي بزيادة الإنتاج اليومي للأسواق، والسعودية ما زالت ملتزمة باتفاقية أوبك+، ولا يوجد أي نية لزيادة إنتاجها إلا باتفاق مع المنظمة، وستتضح زيادة الإنتاج خلال الاجتماع القادم لها مع التحالف النفطي".

ويبين أنه في حالة وجود زيادة فعلية بإنتاج السعودية من النفط، فذلك يعني انتهاء "اتفاق أوبك+" وانتهاء التحالف الذي دام مند عام 2017.

ويشير إلى أن هناك خطة معلنة من قبل السعودية لرفع القدرة الإنتاجية السعودية حتى عام 2027، حيث ستدخل حقول نفط جديدة بالمنطقة ما بين المملكة والكويت إلى الإنتاج والتصدير.

وحول تأثير قرار ولي العهد السعودي بزيادة السعة الإنتاجية من النفط، يرى الباحث الاقتصادي المتخصص في شؤون الطاقة، أن ذلك سيكون تأثيره في المستقبل وليس على المدى القريب.

وكانت الدول المنتجة للنفط، المنضوية ضمن تحالف " أوبك+ "، أعلنت في بداية يونيو الماضي، عن زيادة أكبر مما كان متوقعاً في إنتاجها هذا الصيف، في محاولة للحد من ارتفاع الأسعار منذ بداية الحرب في أوكرانيا.

ووافق تحالف "أوبك+ " على رفع الإنتاج ليصل، خلال شهر يوليو الجاري، إلى 648 ألف برميل يومياً أو ما يعادل 7% من الطلب العالمي، وبالمثل خلال شهر أغسطس المقبل، وذلك بدلاً من الكمية التي كانت مقررة سلفاً وهي 432 ألف برميل يومياً.