خاص الموقع

هل لا يشكل التطبيع الخليجي ردعاً للكيان الصهيوني؟

في 2022/08/08

(أحمد شوقي\ راصد الخليج)

تفاوتت مواقف الدول الخليجية من العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة وتحديدا على حركة الجهاد الإسلامي واغتيال قادتها وسقوط عشرات المصابين والشهداء.

فبينما كانت الإدانات الواضحة قطرية وكويتية وسعودية وعمانية وبحرينية، كان بيان الإمارات غريبا واقرب للحياد حيث دعا إلى توخي الحذر وتجنب التصعيد.

كما جاء بيان مجلس التعاون الخليجي صريحا في الإدانة وقريبا من بيان الجامعة العربية.

هذا على مستوى البيانات السياسية، فماذا عن مستوى الممارسات الفعلية واوراق الضغط التي بات الخليج يمتلكها مع العدو بإقدام كثير من دوله على التطبيع سواء الرسمي، او على مستوى التمهيد المتقدم لإعلانه؟

ربما كانت أكثر المواقف اتساقا هو الموقف الإماراتي، حيث تندفع الإمارات إلى التطبيع مع العدو بشكل متعجل ومكثف، وجاء بيانها متسقا مع بيان دولة صديقة لكيان العدو.

كما يمكن تفهم اتساق البيان الكويتي بدرجة كبيرة حيث لا شبهات للتطبيع مع العدو.

ويمكن أيضا تفهم اتساق البيانات العمانية والقطرية، حيث لا تطبيع يبدو في الأفق رغم بعض السوابق القطرية والتي تمثلت في لقاءات مع قادة ومسؤولين صهاينة.

لكن المواقف البحرينية والسعودية لا يمكن تفهم اتساقها، باعتبار أن الإدانات الصريحة لا تتسق مع التطبيع البحريني، ولا مع الخطوات التمهيدية التي أقدمت عليها السعودية مؤخرا وآخرها السماح لشركة العال الإسرائيلية وطائرات العدو بالمرور في الأجواء السعودية، ناهيك عن صور الشخصيات الصهيونية التي تسربت من داخل الأراضي المقدسة وأماكن أخرى داخل السعودية.

على مستوى الإمارات ألم يكن التلويح بتعطيل التطبيع على الأقل رادعا للعدوان بعد ادعاءات بأن التطبيع يصب في صالح الفلسطينيين؟ لكن الواقع أن التطبيع أصبح سياسة متبعة لذاتها ونسيت الإمارات تماما انتماءها ولم تعد حتى تخجل أو تتحسب للانتقادات.

وعلى مستوى السعودية فلربما كان حتى التلويح بإلغاء اتفاقية الأجواء وتجميد أجواء التمهيد للتطبيع يشكل رادعا أقوى من بيان أجوف.

هنا يثار سؤال هام ينبغي تأمله، هل هذه الدول التي أقدمت على التطبيع رسميا أو التي اتخذت إجراءات تمهيدية له صادقة ومعنية بالفعل بالقضية الفلسطينية؟

ربما قبل التطبيع كان العجز يمكن تفهمه رغم انه لا يمكن قبوله، ولكن بعد امتلاك ورقة التطبيع وإمكان التلويح بإلغائها، هل يمكن قبول البيانات الخاوية من أي إجراءات؟

لا نظن أن أحدا يمكنه قبول ذلك إلا إذا كان مشاركا في بيع القضية والتخلي تماما عن ثوابتها وعن الشعب الفلسطيني، ولربما جاء التطبيع كفخ من فخاخ التاريخ ليكشف مدى استهانة هذه الأنظمة بالجماهير ومدى تخليها عن القضية، وأن التطبيع هو خيار لذاته ولصالح الأنظمة والعروش  ولا مجال لحديث من قريب أو بعيد عن مصالح الشعب الفلسطيني أو قضيته، ولا فائدة ولا جدوى من بيانات أقل ما يقال عنها إنها منافقة.