اقتصاد » علاقات واستثمارات

حاملا عرضا لإنقاذ اقتصاد بلاده.. رئيس وزراء باكستان يصل إلى قطر

في 2022/08/23

متابعات-

وصل رئيس الوزراء الباكستاني، "شهباز شريف"، العاصمة القطرية الدوحة، في زيارة رسمية مدتها يومان بدعوة من أمير البلاد، الشيخ "تميم بن حمد آل ثاني"، حاملا عرضا لإنقاذ اقتصاد بلاده.

ونقلت شبكة CNBC عن مصدرين مقربين من "شريف" أن رئيس الوزراء الباكستاني "سيعرض على قطر حصصا في شركات مملوكة للدولة، مثل الخطوط الجوية الدولية الباكستانية، التي تتكبد خسائر، وفندق روزفلت في نيويورك".

وأضاف المصدران أنه "من المتوقع أيضا أن يعرض شريف فرصة لإدارة مطارات باكستان، وتأمين صفقات في قطاع الطاقة".

وأوضحا أن باكستان، وهي مستورد رئيسي للغاز الطبيعي المسال من قطر، تأمل في الحصول على "خطة سداد مؤجل للغاز الذي تم شراؤه بموجب صفقات طويلة الأجل، بعد أن أبرمت صفقتين طويلتي الأجل لتوفير ما يصل إلى 9 شحنات في الشهر".

وسبقت زيارة "شريف"، الذي تولى منصبه في أبريل/نيسان 2022، تأكيدات على عزم باكستان إرسال قوات أمنية تشارك في تأمين مونديال قطر الذي ينظم للمرة الأولى في دولة عربية، وفي دولة من الشرق الأوسط.

ويلتقي رئيس الوزراء الباكستاني مع أمير قطر، الشيخ "تميم بن حمد آل ثاني"، في الديوان الأميري، إضافة لرئيس الوزراء القطري وزير الداخلية الشيخ "خالد بن خليفة آل ثاني"، حسبما أوردته صحيفة "القدس العربي".

وتعاني باكستان، التي يبلغ عدد سكانها 220 مليون نسمة، من اضطراب اقتصادي في ظل أزمات في ميزان المدفوعات، إذ انخفضت احتياطياتها الأجنبية إلى 7.8 مليار دولار، وهو ما يكفي تقريبا شهرا واحدا من الواردات، مع اتساع عجز ميزان المعاملات الجارية وانخفاض تاريخي في قيمة عملتها الروبية مقابل الدولار وتضخم سجل 24.9% في يوليو/تموز الماضي.

وتأتي زيارة "شريف" إلى قطر قبل اجتماع لصندوق النقد الدولي الأسبوع المقبل، من المتوقع أن يوافق خلاله على شريحة إقراض لباكستان بقيمة 1.2 مليار دولار.

وقال رئيس الوزراء الباكستاني، في بيان، قبل وصوله الدوحة: "سأسلط الضوء على فرص الاستثمار المثيرة للاهتمام في مختلف القطاعات في باكستان مثل الطاقة المتجددة والأمن الغذائي وتطوير الصناعة والبنية التحتية، والسياحة والضيافة".

فيما قال الشيخ "خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني"، رئيس غرفة قطر، في تصريح صحفي سابق على الزيارة، إن "العلاقات الثنائية بين القطاع الخاص في دولة قطر وجمهورية باكستان الإسلامية شهدت تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، الأمر الذي يشجع على تنمية التعاون الاقتصادي والاستثماري في مختلف المستويات".

وشدد "آل ثاني" على دعم غرفة قطر لتطوير التعاون التجاري بين البلدين، وسعيها إلى التقريب بين الشركات القطرية ونظيرتها في باكستان، مؤكداً أن المجال مفتوح أمام الشركات الباكستانية لزيادة التعاون من خلال إنشاء شراكات وتحالفات تجارية في كافة القطاعات، حيث ترحب غرفة قطر بالشركات الباكستانية الراغبة في المشاركة بالمشاريع التي تقام بالدولة، كما تشجع أصحاب الأعمال من البلدين على إنشاء شراكات فاعلة تخدم اقتصاد الدولتين.

وأشار إلى نمو في عدد الشركات القطرية الباكستانية المشتركة العاملة في السوق القطرية، والتي بلغت 1250 شركة مع نهاية العام 2018، وتعمل في قطاعات اقتصادية متنوعة، إضافة إلى وجود جالية باكستانية كبيرة تعمل في دولة قطر، وتسهم في النهضة التي تشهدها البلاد.

وأضاف أن التبادل التجاري بين قطر وباكستان نما بنسبة 100% خلال العام 2017، إذ بلغت قيمته نحو 1.6 مليار دولار مقابل 782 مليون دولار في العام 2016، كما واصل التبادل التجاري نموه المتصاعد في العام 2018، إذ بلغت قيمته خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي نحو 1.8 مليار دولار بزيادة نسبتها 12.5 % عن العام 2017 بأكمله.

واعتبر "آل ثاني" أن تلك الأرقام تعكس تطور العلاقات التجارية بين البلدين، متوقعا أن يتواصل النمو في التجارة البينية خلال الفترة المقبلة مستفيدة من الخط الملاحي المباشر بين البلدين، والذي تم تدشينه في عام 2017 ليربط ميناء حمد بميناء كراتشي، الأمر الذي ساهم في تعزيز حركة الصادرات والواردات بين البلدين.