قضاء » سجون

"غوانتانامو".. كم سعودياً بقي بين قضبان السجن سيئ السمعة؟

في 2022/09/10

متابعات-

يرتبط معتقل غوانتانامو في الذاكرة الشعبوية بالحرب الأمريكية على الإرهاب، التي شنتها على تنظيم القاعدة في أفغانستان عقب هجمات 11 سبتمبر في 2001.

واحتضن هذا المعتقل عديداً من الجهاديين والأصوليين المتطرفين من دول مختلفة، لا سيما الخليج والسعودية. ورغم تعهدات قادة الولايات المتحدة بإغلاقه، لأكثر من 15 عاماً والاحتجاجات الحقوقية فإنه ما زال قائماً.

ويقع السجن في قاعدة عسكرية تابعة للولايات المتحدة بخليج غوانتانامو جنوب شرقي كوبا، ويبعد عن ولاية فلوريدا 145 كم.

ومنذ العام 2002 اعتقلت الولايات المتحدة نحو 133 سعودياً في غوانتانامو، لكن هذا العدد انخفض بشكل كبير حتى وصل في مارس 2022 إلى 3 فقط، بعد إطلاق سراح غالبية السعوديين على مدار السنوات الـ20 الماضية.

جهود دبلوماسية

وباستمرار تبذل المملكة جهوداً دبلوماسية لإغلاق ملف معتقليها في غوانتانامو، كان آخرها حين أجرى المعتقلون هناك 7 مكالمات مرئية مع ذويهم في المملكة خلال شهر، شملت التواصل مع 50 شخصاً.

وقالت هيئة الهلال الأحمر السعودي، يوم 28 أغسطس، إن الشهر الجاري شهد إجراء 7 مكالمات مرئية بين معتقلي غوانتانامو وذويهم في عدد من المدن السعودية.

وشملت المكالمات مدن الرياض ومكة المكرمة والمدينة المنورة، إضافة إلى جدة.

وأوضحت هيئة الهلال الأحمر السعودي، أن تلك المكالمات تمثل جزءاً من برنامج إعادة الروابط العائلية لشهر أغسطس 2022.

وفي مارس 2022، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، أن المملكة تسلمت مواطنها محمد القحطاني من الولايات المتحدة بعد اعتقاله على مدى العقدين الماضيين في غوانتانامو، بشبهة السعي للمشاركة في هجمات 11 سبتمبر 2001.

وأتى نقل القحطاني بعد أن ارتأت لجنة المراجعات في السجن الأمريكي، أن اعتقاله "لم يعد ضرورياً" لحماية أمن الولايات المتحدة من "تهديد خطر".

وخلصت لجنة المراجعات إلى أنه "مؤهل للنقل" وأوصت بمشاركته في "برنامج إعادة تأهيل" بمركز محمد بن نايف للمناصحة الذي يستقبل جهاديين سابقين في السعودية.

وقالت اللجنة، إنها أخذت في الاعتبار "الحالة العقلية السيئة للمعتقل والدعم الأسري الذي قد يحظى به ونوعية الرعاية التي سيتلقاها في بلاده".

والقحطاني كان من أوائل السجناء الذين نُقلوا إلى غوانتانامو في يناير 2002، وتم توثيق التعذيب الذي تعرض له على نطاق واسع، وكان قد وُضع خصوصاً في الحبس الانفرادي فترة طويلة وحُرم من النوم، وتعرض لإهانات مرتبطة بديانته.

واعترفت سوزان كروفورد، القاضية العسكرية التي ترأست المحاكم الخاصة بغوانتانامو في عام 2009، بأن "القحطاني تعرض للتعذيب".

بقي ثلاثة

وبتسلم المملكة للقحطاني يتبقى 3 معتقلين سعوديين في غوانتانامو، وفي حال نجاح الجهود الدبلوماسية للرياض في استعادتهم يكون ملف معتقليها هناك قد طوي بالكامل.

هؤلاء المعتقلون هم: غسان عبد الله الشربي، المعتقل حالياً خارج نطاق القضاء، وألقي القبض عليه في باكستان عام  2002.

وفي عام 2006 أخبر الشربي لجنة عسكرية بأنه كان عضواً في تنظيم القاعدة وأنه فخورٌ بتصرفاته ضد الولايات المتحدة، ولكن أُسقِطَت تهمة ارتكاب جرائم حرب خطيرة عنه في أكتوبر 2008، إلا أنه لا يزال قيد الاعتقال الاحترازي.

والسعودي الثاني في المعتقل هو مصطفى أحمد الهوساوي، العضو في تنظيم القاعدة والمتهم بتمويل هجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة.

وتم القبض عليه عام 2003 في باكستان مع خالد شيخ محمد، العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر، ونقل إلى سجن المخابرات المركزية، ثم جرى ترحيله إلى معسكر الاعتقال بخليج غوانتانامو، وما زال معتقلاً حتى الآن.

والمعتقل الثالث والأخير هو عبد الرحيم النشيري المتهم بالتورط في تفجير البارجة الأمريكية "يو إس إس كول" قبالة السواحل اليمنية عام 2000؛ ما أسفر عن مقتل 17 بحاراً أمريكياً.

كما يتهم النشيري بأنه "ترأس عمليات لتنظيم القاعدة في الخليج ضد أهداف أمريكية".

وألقي القبض على النشيري في دبي عام 2002، واحتُجز لأربع سنوات في سجون سرية تابعة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية تُعرف باسم "المواقع السوداء" في أفغانستان وتايلاند وبولندا والمغرب ورومانيا، قبل نقله إلى معتقل غوانتانامو، ولا يزال معتقلاً حتى اليوم رغم إسقاط جميع التهم عنه عام 2019.