علاقات » اسرائيلي

الثانية في 6 أشهر.. ماذا تعني زيارة وزير خارجية الإمارات لـ"إسرائيل"؟

في 2022/09/16

متابعات- 

ضمن استمرار العلاقات الإماراتية الإسرائيلية وتطورها بشكل مستمر جاءت زيارة وزير خارجية دولة الإمارات، الشيخ عبد الله بن زايد، إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي للمرة الثانية خلال 6 أشهر.

وتعكس زيارة بن زايد الثانية إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي مدى حرص الإمارات على توطيد علاقاتها مع تل أبيب التي وقعت معها اتفاقية التطبيع خلال عام 2020، وذلك رغم ضعف الترحيب الشعبي الإماراتي بالأمر بحسب ما تؤكد تقارير.

وكانت الزيارة الأولى لوزير خارجية الإمارات إلى "إسرائيل"، في مارس الماضي، لحضور قمة النقب، إلى جانب نظرائه من البحرين والمغرب ومصر والولايات المتحدة.

كما جاءت الزيارة الجديدة في الذكرى الثانية لتوقيع "اتفاق أبراهام"، الذي قامت فيه الإمارات والبحرين بتطبيع العلاقات الدبلوماسية مع "إسرائيل"، في سبتمبر عام 2020.

وبعد وصول بن زايد إلى "إسرائيل"، (الأربعاء 14 سبتمبر الجاري)، التقى في اليوم التالي رئيسها يتسحاق هرتسوغ، حيث أجرى معه مباحثات.

وفي تغريدة للرئيس الإسرائيلي عبر "تويتر" قال: "بكل حفاوة ومحبة نرحب بوزير خارجية الإمارات العربية المتحدة، عبد الله بن زايد آل نهيان، ونتشرف بزيارته المباركة لدولة إسرائيل بعد عامين على توقيع اتفاقيات إبراهيم التاريخية".

كما قال مكتب هرتسوغ في تصريح مكتوب، إن وزير الخارجية الإماراتي "سلّم الرئيس الإسرائيلي رسالة من نظيره الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان".

وأوضح البيان أن هرتسوغ قال في بداية اللقاء: "إن العالم ينظر إلى اتفاقيات التطبيع باحترام، ويقول إن هناك شرق أوسط جديدة من نواحٍ كثيرة"، فيما قال وزير الخارجية الإماراتي: "هذه علاقة تاريخية".

وبعد لقاء بن زايد ورئيس دولة الاحتلال، عقد وزير خارجية الإمارات مباحثات مع رئيس حكومة الاحتلال يائير لابيد، وقال مكتب رئيس حكومة الاحتلال إن الجانبين "عقدا أولاً اجتماعاً خاصاً ثم اجتماعاً موسعاً بمشاركة الوفدين".

وأضاف البيان: "ناقشا مواصلة تعزيز العلاقات بين الدولتين لما فيه خير الاستقرار الإقليمي وازدهار دولتيهما وأمن جميع شعوب المنطقة".

وعقب المباحثات أكد وزير الخارجية الإماراتي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع لابيد، أن بلاده أبرمت مع "إسرائيل" أسرع اتفاق للتجارة الحرة.

بدوره قال لابيد: "بعلاقاتنا مع الإمارات نغير الشرق الأوسط وننقله من الحرب إلى السلم ومن الإرهاب إلى التعاون".

وأضاف: "سنواصل التعاون مع الإمارات في مجالات الاقتصاد والأمن الغذائي والطاقة والمياه والأمن"، موضحاً أن العلاقات الاستراتيجية مع الدولة الخليجية ستتعزز، كما أن التعاون يتقدم سريعاً.

وتبرز أهمية زيارات وزير خارجية أبوظبي في كونه أرفع مسؤول إماراتي يزور "إسرائيل"، التي قام رئيس حكومتها السابق، نفتالي بينيت، بزيارة الإمارات، في ديسمبر الماضي، وعقده مباحثات مع الرئيس (ولي عهد أبوظبي حينها) الشيخ محمد بن زايد، والإعلان عن صندوق مشترك للبحث والتطوير، وذلك في أول لقاء رسمي بينهما منذ اتفاقية التطبيع بين الجانبين، في أغسطس من 2020.

أهداف الزيارة

المختص في الشأن الإسرائيلي، عصمت منصور، يؤكد أن الزيارة الثانية لوزير خارجية الإمارات لدولة الاحتلال، تعكس حالة السخونة في العلاقات بين الطرفين، في ظل تنصل تل أبيب من استحقاقاتها تجاه القضية الفلسطينية.

ويقول منصور، في حديثه لـ"الخليج أونلاين": "تأتي زيارة وزير خارجية الإمارات لدولة الاحتلال في ظل عدم وجود حالة استقرار سياسي إسرائيلي، وعدم وضوح بالمواقف، وتفسر وكأنها دعم مطلق للقيادة الإسرائيلية بدون شروط أو استحقاق له علاقة بالشعب الفلسطيني".

ويبين منصور أن "إسرائيل" تواصل جني الأرباح والمكاسب الاقتصادية من اتفاق التطبيع مع الإمارات، إضافة إلى أن حكومة لابيد تحقق أيضاً مكاسب انتخابية من تلك العلاقات والزيارات.

ويوضح منصور أن الزيارة تأتي أيضاً في ظل رفض إسرائيلي للاتفاق النووي الذي ستوقعه دول غربية والولايات المتحدة مع إيران، لذلك قد تريد أبوظبي وتل أبيب تفعيل نفوذهما لثني واشنطن عن توقيع الاتفاق.

ويقول: "دولة الاحتلال تبذل جهدها والإمكانيات التي تمتلكها للتأثير على الاتفاق ووضع شروط تعجيزية، والإمارات جزء من هذا التحالف في مواجهة الاتفاق، وأي عامل يؤدي إلى عدم التوقيع عليه".

وسبق أن أكد لابيد أن "إسرائيل" تدير حملة سياسية "ناجحة" لوقف الاتفاق النووي مع إيران للحيلولة دون رفع العقوبات الاقتصادية عنها.

وقال لابيد، في تصريح له (الأحد 11 سبتمبر الجاري): "الأمر لم ينته بعد، إنه طريق طويل، لكن هناك علامات مشجعة".

تزايد أعداد اليهود

ويأتي التقارب الإماراتي من "إسرائيل" في ظل تزايد أعداد الجالية اليهودية في الإمارات بشكل ملحوظ منذ اتفاق التطبيع، لتصل إلى أكثر من 600 عضو.

وجاء كشف أعداد اليهود في الإمارات على لسان الحاخام الأكبر للمجلس اليهودي الإماراتي، إيلي عبادي، بحسب ما أورد تقرير نشره موقع "آي 24 نيوز" العبري، في يوليو الماضي.

وقال عبادي إن الجالية اليهودية في الإمارات نمت بشكل ملحوظ خلال العامين الماضيين، مشيراً إلى أن "لاتفاقيات أبراهام تأثيراً إيجابياً على حياة الجالية اليهودية في الإمارات العربية المتحدة".

التبادل التجاري

ووسط إشادة وزير الخارجية الإماراتي والمسؤولين الإسرائيليين بالتعاون التجاري، فقد حقق التبادل التجاري بين الإمارات و"إسرائيل" أرقاماً كبيرة خلال العامين الماضيين، وذلك رغم عدم ظهور الترحيب الشعبي للدولة الخليجية بهذه العلاقة على جميع الجوانب.

وحول ذلك كشف مندوب "إسرائيل" لدى الأمم المتحدة، جلعاد أردان، في 26 يوليو الماضي، أن التجارة بين دولة الاحتلال والإمارات تجاوزت مليار دولار، في النصف الأول من العام الحالي.

وكان مدير معهد "السلام لاتفاقيات أبراهام"، آشر فريدمان، أكد أن التجارة بين "إسرائيل" ودول عربية، بينها الإمارات والبحرين، شهدت زيادة قياسية خلال عام واحد، في ظل الاتفاقيات الاقتصادية الكثيرة التي أبرمت منذ التطبيع بين الطرفين.

وأظهر رصد أجرته "العين الإخبارية" الإماراتية، في مايو الماضي، بعد توقيع الطرفين اتفاقية للتجارة الحرة، أن حجم التبادل التجاري السلعي خلال 2021، بلغ 1.154 مليار دولار أمريكي، وهو الأكبر في تاريخ أي بلد عربي، تجمعه علاقات تجارة مشتركة مع "إسرائيل".

ويتوزع رقم التجارة البينية بين الجانبين بواقع 383.2 مليون دولار صادرات إسرائيلية إلى الإمارات، بينما بلغت الصادرات الإماراتية إلى "إسرائيل" نحو 771.5 مليون دولار.

وقفز حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال عام 2021، بنسبة 510% صعوداً من 189 مليون دولار في 2020.

من جانبه رجّح رئيس مجلس الأعمال الإماراتي-الإسرائيلي، دوريان باراك، أن تبلغ التجارة بينهما مليارَي دولار خلال 2022، وترتفع إلى 5 مليارات دولار في السنوات الخمس المقبلة.

وتنص اتفاقية التجارة الحرة على استثناء 96% من السلع المتبادلة من الرسوم الجمركية "فوراً أو تدريجياً بين الجانبين".