صحة » اجراءات

كيف يساهم الإسعاف الجوي الخليجي في دعم الخدمات الصحية؟

في 2022/09/22

طه العاني - الخليج أونلاين- 

يشهد القطاع الصحي في دول الخليج العربية تطورات كبيرة، وتولي الحكومات الخليجية اهتمامها المتواصل بتوفير الرعاية الصحية للمواطنين والمقيمين وتخصيص الأموال لبناء المستشفيات وتوفير كوادر طبية وتمريضية من داخل البلاد وخارجها.

وخلال العقد الأخير بدأت دول الخليج تفعيل خدمات الإسعاف الجوي بوتيرة متزايدة، للتعامل مع بعض الحالات الطارئة، حيث أسهم بدور مهم في عمليات الإنقاذ، خاصة في الحوادث المرورية والحرائق والغرق وغيرها.

وتستخدم الطائرات المروحية لنقل المرضى بين المستشفيات ومواقع الحوادث، فيما تستخدم الطائرات ذات الأجنحة الثابتة في النقل للمسافات الطويلة.

السعودية

وعاودت المملكة تشغيل الإسعاف الجوي ودخل نطاق الخدمة مجدداً، في بدايات العام الجاري، بعد فترة توقف شهدها المشروع لإدخال بعض التحسينات عليه.

وأعلن الدكتور جلال محمد العويسي، رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي، في 24 فبراير الماضي، أنه تم إطلاق اسم "الدرعية" على أول طائرة بعد عودة الخدمة، عقب إجراء بعض التطويرات.

وأوضح أن "إعادة تشغيل مشروع الإسعاف الجوي جاءت عقب إجراء بعض التطويرات بالمشروع ليكون داعماً للعمل الإسعافي على الأرض، مما سيسهم في تحقيق أهداف الاستراتيجية التي أطلقتها الهيئة، ويعزز التوسع الجغرافي للخدمة الإسعافية في المملكة التي تعيش فترة انتعاش اقتصادي، وهو ما يتطلب مواكبةً وتحديثاً من الخدمات كافة".

وفي سياق متصل كشفت صحيفة "الوطن" السعودية عن اعتزام الهلال الأحمر السعودي بمنطقة مكة المكرمة، في 15 سبتمبر الجاري، إعادة استخدام خدمات الإسعاف الجوي، وسيكون مقر المشروع في جدة بشكل دائم، لتنفيذ الخدمات الإسعافية الجوية، وسيتم عن طريق البلاغات في حالة الحوادث، وتقديرها حسب الاحتياج من قِبل القائمين على الخدمة الإسعافية الأرضية.

وبحسب الصحيفة فإن الخدمات الإسعافية الجوية ستنفذ تجارب فرضية خلال الأيام القادمة، لبدء العمل بهذه الخدمة بشكل نموذجي قبل عملية التنفيذ الفعلي للخدمة بصفة عامة.

وكان الإسعاف الجوي السعودي قد دشن أولى رحلاته الدولية في 18 أغسطس الماضي، عندما وصلت إلى أرض المملكة أول رحلة إجلاء طبي تنفذها هيئة الهلال الأحمر السعودي، قادمة من دولة جورجيا، بالتنسيق مع مركز الإحالات بوزارة الصحة.

الإمارات

ويعد توفير الرعاية الصحية على مستوى عالمي إحدى الركائز الست في الأجندة الوطنية لدولة الإمارات، وهذا جعلها تقطع شوطاً كبيراً في المجال الصحي.

وتضمن بند التعامل مع حالات الطوارئ الذي توفره وزارة الصحة، إرسال إسعاف جوي للمريض إذا لزم الأمر، وفي حال وقوع طارئ طبي في أي مكان بعموم البلاد.

كما توفر الحكومة إمكانية إرسال المواطنين الإماراتيين للخارج لتلقي العلاج هناك، إذا لم يكن متاحاً في الدولة.

وتنقل صحيفة البيان الإماراتية، في 31 مايو الماضي، عن مدير إدارة عمليات الإسعاف في مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف مشعل جلفار، أن التعاون النوعي مع الشركاء بشرطة دبي، يثمر دائماً تقديم أفضل الخدمات التي تساهم في إنقاذ الأرواح والحفاظ على سلامة المجتمع.

كما نوَّه بـ"الحرفية العالية التي يتمتع بها فريق الإسعاف الجوي المؤهل للتعامل مع مختلف الحالات الطارئة".

قطر

وحققت خدمة الإسعاف الجوي في قطر نجاحات كبيرة، وحصلت مؤسسة حمد الطبية عام 2018 على إعادة الاعتماد من المعهد الأوروبي للخدمات الطبية الجوية.

وتقدّم خدمة الإسعاف في المؤسسة خدمات الإسعاف الجوي لمرضى الحالات الحرجة من البالغين والأطفال في قطر عندما تكون هناك ضرورة قصوى للسرعة في نقل المريض أو المصاب أو كان موجوداً في منطقة نائية.

كما أصبحت خدمة الإسعاف الطبي الجوي التي تم إطلاقها عام 2007، جزءاً أساسياً من آلية الاستجابة للطوارئ الطبية.

ونقلت صحيفة "لوسيل" القطرية حينها عن بريندون موريس، المدير التنفيذي لخدمة الإسعاف في مؤسسة حمد الطبية، قوله: "تسهم الكوادر بصورة يومية، في تقديم خدمات رعاية صحية متميّزة وذات مستوى عالٍ للمرضى في دولة قطر عبر خدمة الإسعاف الجوي التي تمّ اعتمادها للمرة الأولى خلال عام 2015، إقراراً بجودة ورقيّ مستوى الخدمات المقدّمة في هذا المجال".

كما بدأت قطر، مطلع 2020، بإدخال طائرات بدون طيار في خدمة الإسعاف؛ بهدف تعزيز قدراتها في مراقبة مواقع الحوادث والطوارئ، وتمكين طواقم الإسعاف من تقييم هذه المواقع والمناطق المحيطة بها.

الكويت

ودشنت وزارة الصحة الكويتية مرحلة جديدة عام 2015 بإطلاق خدمة الإسعاف الجوي والإخلاء الطبي داخل الكويت وخارجها، في نقلة نوعية باتجاه تطوير خدماتها الطبية.

وتلفت وكالة الأنباء الكويتية، بتقرير نشرته في نوفمبر الماضي، إلى أن "الكوادر الطبية أسعفت أكثر من 4500 حالة منذ إطلاق خدمة الإسعاف الجوي. ويهدف الإسعاف الجوي الى نقل سريع وآمن للمرضى أو المصابين في حوادث مختلفة، بواسطة طائرات مجهزة بالكامل بمعدات وطواقم طبية تقدم الإسعافات الأولية لغاية الوصول إلى أقرب مستشفى".

وحول ذلك أكد مدير إدارة الطوارئ الطبية في وزارة الصحة منذر الجلاهمة، لوكالة الأنباء الكويتية (كونا)، "أهمية ودور الإسعاف الجوي في سرعة الاستجابة لإنقاذ حياة الذين يتعرضون لحوادث مختلفة، لاسيما في أماكن يصعب وصول سيارات الإسعاف إليها مثل المناطق الصحراوية النائية والحدودية والجزر والشاليهات وغيرها".

وأوضح الجلاهمة أن "أهمية المشروع تكمن بتقديم الرعاية الطبية ونقل المصابين في حوادث السير، أو التعامل مع الأزمات الطارئة كالحرائق والكوارث الطبيعية وغيرها، حيث تكون السرعة أمراً حاسماً في عمليات علاج وإسعاف الحالات الحرجة".

البحرين

وقررت البحرين، في 15 يونيو 2019، إنشاء وتنظيم مركز الإسعاف الوطني، بهدف إدارة عملية الإسعاف في المملكة من خلال السيطرة والتحكم بهذه الخدمات والارتقاء بها بالتنسيق بين وزارة الداخلية والجهات المعنية.

وذكرت وكالة الأنباء البحرينية وقتها، بدء تنفيذ مشروع الإسعاف الوطني بعد الوقوف على مستويات الجاهزية والاستعداد واتخاذ الإجراءات كافةً التي تضمن الارتقاء بجودة خدمة الإسعاف.

ويعد الإسعاف الجوي إحدى أبرز مهام الإسعاف الوطني، حيث يعمل على تحقيق الاستجابة السريعة لحالات الطوارئ الطبية.

عمان

وفي عمان أعلنت "الشرقية للطيران"، المشغّل الأول والوحيد للطائرات المروحية التجارية بسلطنة عمان، في يوليو 2021، عن تسلم أول طائرة مروحية من طراز "إيرباص H145D3"، بعد توقيع الشركة عقد استئجار من مجموعة مايلستون للطيران.

وسيدعم انضمام المروحية الجديدة تقديم خدمات الطيران الطبي الطارئ في مختلف أرجاء عُمان ضمن جهود "الشرقية للطيران" لتوسيع أسطول طائراتها.

وأشارت إلى أن الطائرة الجديدة ستبدأ خدماتها في ولاية الدقم بمجال الإسعافات الجوية، وهناك اتفاقيات ستوقع مع شركات أخرى.

خدمة متطورة

ويقول الإعلامي الطبي أيمن خسرف: إن "الإسعاف الجوي خدمة طبية متطورة لها ميزات عدة، وهي موجودة في كثير من دول العالم، ولكنها في عام 2015 بدأت توجد في معظم دول الخليج".

ويبين خسرف في حديثه لـ"الخليج أونلاين"، أن "إسهامات الإسعاف الجوي تعرف من خلال النتائج التي حققتها خلال السنوات الماضية، فهي حل مثالي لأزمة الحوادث المرورية، التي يصعب فيها الوصول إلى مكان الحادث نتيجة الازدحامات، مما يسمح بسرعة علاج الحالات الخطرة".

ويشير إلى أنه "قد أصبحت هناك شركات متخصصة في دول الخليج مهتمة بالإسعاف الجوي، ولها كادر من الضباط الطيارين المتقاعدين وفنيي صيانات الطائرات وأيضاً المسعفين، وأصبح هناك تخصص لدراسة الإسعاف الجوي، هذا يدل على أنه أعطى نتيجة إيجابية".