صحة » اجراءات

أخطرها وصل للسعودية.. متحورات جديدة من "كورونا" تنذر بشتاء صعب

في 2022/10/25

أشرف كمال - الخليج أونلاين- 

مع تراجع معدلات وفيات كورونا عالمياً هدأت العاصفة وبدأ الحديث عن قرب إعلان القضاء على الوباء، لكن يبدو أن الشتاء المقبل سيكون خارج التوقعات، مع ظهور متحورات جديدة.

على مدار عامين متتاليين، كانت متحورات فيروس "كوفيد-19" تظهر بشكل متواصل وكان كل منها يختلف عن سابقه من حيث الخصائص والخطورة، لكن متحوراً جديداً ظهر على السطح مؤخراً أثار مخاوف العلماء من جديد.

يحمل المتحور الجديد اسم "XBB"، وهو واحد من مشتقات المتحور الخطير "أوميكرون"، يرجح أنه ظهر في أغسطس الماضي وتحديداً في سنغافوة وهونغ كونغ، وهو ما تسبب في ارتفاع إصابات كورونا في كلا البلدين.

يقول العلماء إنه يحمل 7 طفرات تجعله قادراً على تجاوز الجهاز المناعي، ويذهب بعضهم للقول إنه ربما يحمل تغيرات "مخيفة"؛ لأنها تعزز فرضية أن كل متحور جديد سيكون أقدر على تجاوز المناعة من سابقه.

سباق تسلح مستمر

تلك الأنباء تأتي على عكس ما أكده المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريوسوس، في سبتمبر الماضي، عن أن العالم صار أقرب للقضاء على الوباء من أي وقت.

لكن صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية نقلت عن جوناثان أبراهام، الأستاذ المساعد في علم الأحياء الدقيقة في كلية الطب بجامعة هارفارد، يوم 18 أكتوبر 2022، أن الأمر يشبه سباق تسلح يعتمد على التطور المستمر.

يمتلك هذا المتحور، بحسب الصحيفة الأمريكية، وتيرة تطور سريعة جداً لدرجة أن العلماء أصبحوا يعتمدون على "تويتر" لمتابعة تطوراته.

في سبتمبر الماضي، كان العلماء قلقين بشأن المتحور "BA.2.75"، الذي انطلق في جنوب آسيا وأنتج سحابة من السلالات الفرعية الأخرى المثيرة للقلق.

في الولايات المتحدة، بدأ المتحوران "BA.4.6" و"BF.7" اكتساب القوة ببطء خلال الفترة الماضية، وقبل بضعة أسابيع فقط، بدأ "BQ.1.1" في سرقة الأضواء، ولا يزال ينافس للسيطرة في أوروبا وأمريكا الشمالية خلال هذا الخريف.

لكن الوافد الجديد "XBB" بدأ بالتشويش على الجميع ويبدو أنه سيضرب التوقعات خلال الشتاء، كما تقول "واشنطن بوست".

المتحور الجديد في السعودية

كانت المملكة العربية السعودية أول بلد خليجي يعلن رصد إصابات بالمتحور الجديد، بشكل محدود، وقالت (الاثنين 24 أكتوبر) إن فصل الشتاء يكون بيئة خصبة لانتشار الفيروسات وانتقال العدوى.

ودعت الهيئة العامة للصحة الناس للحصول على الجرعات التنشيطية من اللقاح، وناشدت من لم يحصلوا عليه من الأساس أن يبدؤوا تلقي الجرعات.

حتى الآن، لم ينتشر المتحور الجديد في منطقة الخليج التي نفذت حملة إغلاق صارمة طيلة عامين ونظمت حملات تطعيم واسعة، لكن النصائح تتزايد بالعودة إلى أمور من قبيل وضع الكمامة خلال فصل الشتاء.

يجادل العديد من الخبراء بأن التركيز أكثر من اللازم على أي متغير واحد محتمل يفتقد الحكمة، ويقولون إن ما يهم هو أن كل هذه التهديدات الجديدة تراكم الطفرات في أماكن متشابهة فيما يسمى "مجال ربط المستقبلات".

ومجال ربط المستقبلات هو منطقة رئيسية في بروتين "سبايك" حيث ترسو الأجسام المضادة التي تحجب الفيروسات، وإذا لم تتمكن هذه الأجسام المضادة من الالتحام، فلا يمكنها منعها.

وعليه، فإن كل طفرة جديدة تمنح الفيروس القدرة على تجنب هذا الخط الأساسي للدفاع المناعي.

ورغم أن بعض العلماء يجدون بعض المبالغة في الحديث عما سيكون عليه فصل الشتاء المقبل، فإنهم جميعاً لا ينكرون أن الفيروس ما زال حياً بين الناس، في أشكال مختلفة.

اكتسب الكثير من سكان العالم قدراً من المناعة بسبب التطعيمات والإصابة بـ"أوميكرون"، وهو ما وفر هذه المساحة من العيش بحرية مقارنة ببداية الوباء.

مع ذلك، فإن الحماية تزول لسببين رئيسيين: تضاؤل ​​المناعة وتغير الفيروس، وقد أكد جيسي بلوم، الخبير في التطور الفيروسي في مركز "فريد هتشنسون للسرطان" في الولايات المتحدة، أهمية أن يفهم الناس حقيقة أن الفيروس ما يزال موجوداً ويتطور بشكل سريع للغاية.

قادر على المراوغة

ويبدو أن "XBB" هو الأفضل في التهرب من المناعة؛ فقد وجد الباحثون في الصين أنه قادر على مراوغة الأجسام المضادة الواقية الناتجة عن اختراق "BA.5".

هذا الأمر يثير القلق من أن معززات السقوط المصممة لاستهداف متحورات "BA.4" و"BA.5" المتطورة من أوميكرون قد تتفوق على المناعة بسرعة، لكن العلماء يقولون إن اللقاحات ما تزال أفضل حل متاح.

وقال يون لونغ كاو، العالم في مركز الابتكار الطبي الرائد في جامعة بكين، لـ"واشنطن بوست": "ليس لدينا خيار أفضل من اللقاحات في المرحلة الحالية".

أما توم بيكوك، عالم الفيروسات في "إمبريال كوليدج" بالمملكة المتحدة، فقال إن هذه السلالات "ستتمتع بقدرة أكبر على إعادة إصابة الناس مقارنة بما يتم تداوله حالياً".

وأضاف: "من المحتمل جداً أن تقود أو تساهم في موجات العدوى خلال فصل الشتاء".

يعتقد العديد من العلماء أن هذا الارتفاع في الإصابات كان مدفوعاً إلى حد كبير بعوامل مثل عودة الأطفال إلى المدرسة، وموسمية الفيروس، وقد تكون المتغيرات قد بدأت للتو في دفع الإصابات نحو التزايد.

ونقلت قناة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية عن الخبيرة نادية روان، قولها: "لقد انتشر XBB بسرعة كبيرة في سنغافورة حيث تجاوز BA5، وكلاهما مصدر قلق كبير لأنهما قابلان للانتقال بدرجة كبيرة".

اليقظة مطلوبة

الخبير الصحي الدكتور خليل المناعمة، قال إن السمة المميزة لمتحورات أوميكرون أنها سريعة الانتشار لكن أقل حدة من حيث الأعراض ونسب الوفيات، مشيراً إلى أن جدوى اللقاحات حالياً ليست معروفة.

وفي تصريح لـ"الخليج أونلاين"، قال المناعمة إن على الدول حالياً أن تكون يقظة وأن تقوم بمراجعة مستمرة لعدد المصابين ونسب التعافي ومعدلات دخول العناية المركزة.

وأضاف: "من المتوقع أن تزيد الإصابات خلال الأسابيع وربما الأشهر المقبلة بسبب المتحور الجديد الذي تشير البيانات المحدودة المتاحة حالياً إلى قدرته على تجاوز الجهاز المناعي".

وكان مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في الولايات المتحدة ورئيس فريق مكافحة الوباء، أنتوني فاوتشي، قال الأسبوع الماضي، إن على الناس مواصلة الحصول جرعات معززة ما داموا مؤهلين لذلك.

وتابع: "نحتاج إلى مراقبة هذه الأشياء ومتابعتها بعناية شديدة، لأننا نريد التأكد أن لدينا معالجة جيدة لما يجري فيما يتعلق بظهور المتغيرات، وما هو تأثيرها على أي اتجاهات نحن سنرى في الشتاء".

ويعزو مركز السيطرة على الأمراض في أمريكا بالفعل 5.7٪ من الحالات في الولايات المتحدة إلى متغير "BQ.1" وسبعة، و47% إلى "XBB"، وفق ما نشرته "إيه بي سي" يوم 22 أكتوبر الجاري.

وخلال الساعات الـ24 الماضية، تم تسجيل 294,250  حالة مؤكدة حول العالم، فيما بلغ عدد الحاصلين على الجرعات الكاملة من اللقاح 5 مليارات إنسان، بواقع 13 مليار جرعة.