سياسة وأمن » تصريحات

الإمارات و"حماس".. هل تتحسن العلاقات بتهنئة هنية لـ"بن زايد"؟

في 2022/12/08

محمد أبو رزق - الخليج أونلاين-

وسط تأزم العلاقات بين دولة الإمارات وحركة "حماس" الفلسطينية، جاءت تهنئة رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، إلى الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد بمناسبة اليوم الوطني، كرغبة حمساوية في نسج علاقات مع أبوظبي.

وتعد تهنئة القيادي في "حماس" للإمارات مغازلة واضحة من الحركة الفلسطينية بالإمارات التي طبعت علاقاتها مع "إسرائيل"، في أغسطس 2020، وأبرمت معها العديد من الاتفاقيات في مجالات عسكرية، واقتصادية، واجتماعية.

وتزامنت تهنئة "حماس" التي أعلنها موقع حركة "حماس" (الاثنين 5 ديسمبر 2022)، مع استقبال بن زايد نظيره الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، ومناقشته علاقات التعاون ومساراته "نحو تعزيز التنمية والسلام والازدهار لما فيه الخير لشعوب المنطقة عامة".

وجاء في رسالة هنية: "إننا إذ نشارككم هذه الذكرى المجيدة (العيد الوطني)، لنعبر لكم عن عميق اعتزازنا بالعلاقات التاريخية بين شعبينا، وأواصر الأخوة والمحبة، مع ثقتنا على مواصلة هذه المسيرة المشرفة وتعزيزها، حتى ينال شعبنا كامل سيادته وحريته في أرضه ووطنه".

ولا تقيم "حماس" أي علاقات مع الإمارات، كما تسود حالة من الاضطراب وبعض التصريحات الهجومية بين الطرفين، خاصة بعد إعلان أبوظبي تطبيع علاقاتها مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وبقيت العلاقات بين الجانبين متوترة دون وجود أي زيارات أو لقاءات معلنة أو غير معلنة، مع استمرار "حماس" بإرسال رسائل ود للإمارات، كان منها تقدمها بالتعازي إلى القيادة الإماراتية بوفاة الرئيس الإماراتي الراحل الشيخ خليفة بن زايد، في مايو الماضي.

ورغم توتر العلاقات بين الطرفين فإن الإمارات لم تتوقف عن تقديم مساعدات إنسانية لقطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة "حماس"، كما أدانت في مرات عدة الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في القطاع.

وكان آخر تلك المساعدات التي وصلت (الاثنين 28 نوفمبر الماضي)، وتضمنت قافلة مساعدات طبية إماراتية هي الكبرى خلال السنوات الأخيرة، وتضم أدوية ومستلزمات صحية بـ10 ملايين دولار.

وتأتي خطوة حماس في وقت تشهد فيه المنطقة سياسة "تصفير المشاكل" بين الدول، بدأ مع المصالحة الخليجية، وصولاً لعودة العلاقات السعودية والإماراتية مع تركيا، وسبق ذلك التطبيع الإماراتي البحريني الذي تقول الدولتان إنه لا يأتي على حساب الفلسطينيين، رغم الرفض العربي والإسلامي له.

بادرة حسن نية

الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني يرى أن رسالة رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إلى الرئيس الإماراتي وتهنئته باليوم الوطني تعد بادرة حسن نية من الحركة الفلسطينية، خاصة في ظل تأزم العلاقات بين الطرفين.

ويؤكد الدجني في حديثه لـ"الخليج أونلاين" أن رسالة الحركة تأتي أيضاً في إطار "الدبلوماسية والبروتكول المعمول في العلاقات بين الدول والمنظمات، ولكنها قد تحمل بداية لعلاقات جديدة".

ويضيف: "تعكس الرسالة الحمساوية رغبة من قيادتها في الانفتاح نحو الإمارات والدول بشكل عامل من أجل خدمة القضية الفلسطينية، وعدم السماح لدولة الاحتلال الإسرائيلي باستغلال أي توتر بالعلاقات بين حماس وأي دولة من أجل الاساء لفلسطين وإلحاق الضرر بها".

ويوضح أن القيادة الإماراتية "ستنظر بارتياح إلى رسالة قائدة حماس، خاصة أنها دولة لها دور فاعل ومؤثر بالمنطقة، لذلك قد تكون تلك البادرة الحمساوية مدخل لتطوير العلاقات بين الطرفين".

تاريخ من التوتر

مرت العلاقات الإماراتية الحمساوية بجملة من التوترات، وبدأت بعد فوز "حماس" في الانتخابات التشريعية عام 2006، وازداد مع فرض الحصار على قطاع غزة من قبل "إسرائيل".

وظهرت الخلافات الإماراتية الحمساوية حين اغتال جهاز "الموساد" الإسرائيلي محمود المبحوح، القيادي في كتائب القسام الجناح العسكري للحركة، في أحد فنادق دبي، في يناير 2009، حيث رفضت سلطات الإمارات الموافقة على طلب الحركة للمشاركة في التحقيق.

وإعلامياً شهدت العلاقات بين الطرفين تأخذ جملة من ردود الأفعال، كان أبرزها حديث وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، وإعرابه عن أسفه على "تردد بعض الدول في تصنيف كيانات مثل حماس أو حزب الله أو الإخوان المسلمين بطريقة أوضح".

وقال بن زايد في حديث مع موقع اللجنة اليهودية الأمريكية، في يونيو الماضي: إنه "من المضحك أن بعض الحكومات تصنف الجناح العسكري فقط لكيان ما، وليس الجناح السياسي، على أنه إرهابي، في حين أن الكيان نفسه يقول إنه ليس هناك فرق".

وسارعت "حماس" في حينها إلى الرد على وزير خارجية الإمارات، معتبرة أنها "تتنافى مع قيم العروبة وجميع المفاهيم القومية، وتتسق مع الدعاية الإسرائيلية، وتصطدم مع توجهات الجمهور العربي الداعم للمقاومة في فلسطين.

ورغم أن الإمارات لا تصنف "حماس" منظمة إرهابية فإن هذا التصنيف أعطته لجماعة الإخوان المسلمين التي تنتمي لها الحركة فكرياً.

مؤشر جديد

الباحث في الشأن الإقليمي محمد الآغا، يؤكد أن تهنئة هنية للرئيس الإماراتي بمناسبة اليوم الوطني للإماراتي، تأتي في الإطار الذي تستخدمه حركة "حماس" في نسج علاقات متوازنة مع جميع الدول العربية بغض النظر عن توجهاتها.

ويقول الآغا في حديثه لـ"الخليج أونلاين": "وفق الوثيقة السياسية الأخيرة لحركة حماس، فالعدو الوحيد للشعب الفلسطيني هو دولة الاحتلال الإسرائيلي، لذلك يمكن لها نسج علاقات مع أي دولة أو كيان سياسي".

ويوضح أن الإمارات "لها دور وتاريخ في دعم الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده أثناء فترة الرئيس الإماراتي الراحل الشيخ زايد".

ويرى أن الإمارات خلال الفترة الأخيرة ظهر بعض التغير في سلوكها السياسي، حيث استقبلت وفداً من حركة طالبان الأفغانية، إضافة إلى وجود مؤشرات إلى تخفيف حدة التوتر مع حماس، وإمكانية الذهاب لبدء علاقات جديدة بينهما.