اقتصاد » احصاءات

قطر في 2022.. مونديال تاريخي وأحداث سياسية واقتصادية بارزة

في 2022/12/22

متابعات- 

اختتمت دولة قطر عام 2022 بحدث بارز تمثل في مونديال كأس العالم، والذي يعتبر الحدث الأهم في منطقة الشرق الأوسط؛ لكونه أول مونديال يقام في المنطقة.

وعكَس نجاح قطر في إقامة المونديال نجاحاتها في قضايا أخرى سياسية واقتصادية ورياضية، وأثبت قدرتها على تعزيز مكانتها الدولية.

في هذا التقرير يرصد "الخليج أونلاين" أهم الأحداث والفعاليات التي مرت على قطر خلال 2022.

مونديال تاريخي

على غير المتوقع ورغم الإساءات ومحاولات التشويه التي استمرت سنوات ضد قطر ولم تتوقف حتى خلال المونديال ومن دول حليفة للدوحة، نجح القطريون في تقديم نسخة استثنائية من كأس العالم.

ورفعت الدوحة السقف عالياً أمام الدول الأخرى التي ستنظم النسخ المقبلة من المونديال، حيث أكدت على لسان مسؤوليها أنه نسخة لن تتكرر.

وخلال أقل من شهر (20 نوفمبر – 18 ديسمبر 2022)، ومن لحظة إطلاق صافرة مونديال قطر وحتى تسليم الكأس، سجل الحدث اهتماماً واسعاً على ضوء النتائج المحققة، وجعل من بطولة كأس العالم التي تستضيفها لأول مرة دولة عربية، تجري في ظروف ممتازة، مع مفاجآت جعلتها محط اهتمام عشاق الساحرة المستديرة في كل مكان.

وساهمت البطولة في تصحيح العديد من المفاهيم الخاطئة عن الشرق في العالم، كما كانت نقطة تحول مفصلية في تاريخ إيصال الصوت الفلسطيني إلى الخارج.

وحققت أرقاماً قياسية أبرزها نقل وسائل النقل العام المتعددة نحو 26.8 مليون زائر ومشجع خلال المونديال، وحضور 3 ملايين و404 آلاف مشجع في المدرجات.

وفي ختام البطولة، أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أن بلاده أوفت بوعدها في "تنظيم بطولة استثنائية من بلاد العرب، أتاحت الفرصة لشعوب العالم لتتعرف على ثراء ثقافتنا وأصالة قيمنا".

زيارات للخارج.. واستقبال بالداخل

كانت الزيارات السياسية القطرية واسعة، وأبرزها لأمير قطر، الذي زار دولاً مختلفة، وكان أبرزها إلى واشنطن في أواخر يناير، كأول زعيم خليجي يزور الولايات المتحدة الأمريكية في عهد الرئيس جو بايدن، ويومها أخطر الأخير الكونغرس بعزمه تصنيف قطر "حليفاً رئيسياً للولايات المتحدة من خارج حلف شمال الأطلسي" (الناتو)، قبل أن يصنفها رسمياً في مارس الماضي.

وفي مايو، قام أمير قطر بجولة طويلة شملت 5 دول؛ وهي كل من سلوفينيا وإسبانيا وألمانيا وسويسرا وبريطانيا، وقد سبقت هذه الجولة زيارات إقليمية لكل من إيران وتركيا والإمارات العربية المتحدة.

وشهدت القاهرة أول زيارة لأمير قطر منذ 2015 حين التقى خلالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في يونيو الماضي، ضمن جولة أفريقية شملت الجزائر ورواندا، ورد السيسي الزيارة في سبتمبر لأول مرة خلال حكمه.

وزار الشيخ تميم اليابان في سبتمبر، للمشاركة في تشييع جنازة رئيس الوزراء السابق الذي توفي في حادثة اغتيال، ثم تركيا في أكتوبر في ثاني زيارة بعد أخرى في مايو، وزار في أكتوبر أيضاً دولة كازاخستان.

وداخلياً كانت زيارة الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد إلى الدوحة هي الأبرز في ديسمبر، حيث تعد الأولى منذ سنوات. كذلك استقبل أمير قطر رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، في أغسطس الماضي، والرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، في يونيو الماضي.

وساطات وجمع الأعداء

وكما اعتادت قطر على مدار سنوات بالاضطلاع بوساطات بين أطراف مختلفة، فقد شهدت الدوحة، في أكتوبر الماضي، لقاء بين وفد من المخابرات الأمريكية وحركة "طالبان" الأفغانية، وكان الأول منذ مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في نهاية يوليو.

وقبل اغتيال الظواهري أرسلت طالبان، في يونيو، وفداً إلى العاصمة القطرية الدوحة للقاء الممثل الأمريكي الخاص لأفغانستان، توم ويست، ومسؤولين في الخزانة الأمريكية.

وفي ذات الشهر، عقدت مباحثات أمريكية إيرانية غير مباشرة في الدوحة لبحث الملف النووي الإيراني، إلا أن الجانبين لاحقاً قالا إنها "انتهت من دون إحراز أي تقدم"، وهي الثانية بعد مفاوضات أخرى في يناير.

وكان فبراير قد شهد أول اجتماع رسمي مشترك بين وفد حركة طالبان ومسؤولين خليجيين، وتركزت المباحثات حول تأمين المساعدات للشعب الأفغاني وقضايا أخرى.

وفي سبتمبر، زار الدوحة رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح، الظهير السياسي للواء المتقاعد خليفة حفتر، والتي جاءت بعد يومين من زيارة مماثلة أجراها خصمه السياسي عبد الحميد الدبيبة، الذي يقود حكومة الوحدة الوطنية في طرابس، لتلحقها زيارة تعتبر الأولى منذ الأزمة الخليجية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، المنخرط بقوة في الملف الليبي، هدفت لبحث الملف العالق منذ سنوات.

ومن ضمن الوساطات القطرية المختلفة وقّع، في 8 أغسطس 2022، الفرقاء التشاديون اتفاق سلام بينهم بالدوحة؛ وذلك لوضع حد للحرب المستمرة منذ العام 1990 في بلدهم.

أحداث داخلية

وداخلياً كان الحدث الأبرز هو قرار أمير دولة قطر بإعادة تنظيم 15 من الوزارات، من بينها "الخارجية" و"المالية"، ووزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، ووزارة الصحة العامة، وذلك في أكتوبر.

وفي فبراير شهدت قطر القمة السادسة لمنتدى الغاز، بمشاركة زعماء عدد من الدول بينهم الإيراني إبراهيم رئيسي.

كما شهدت، في مارس، معرض ومؤتمر الدوحة الدولي السابع للدفاع البحري "ديمدكس 2022"، الذي شهد توقيع 32 عقداً واتفاقية ومذكرة تفاهم، وأُقيمت الدورة الـ14 لمعرض "ميليبول قطر" المتخصص في القطاع الأمني في مايو من نفس العام.

اتفاقيات عسكرية وأرقام اقتصادية

عسكرياً، أعلنت الولايات المتحدة، في نوفمبر، موافقتها على مبيعات عسكرية محتملة لقطر تقدر قيمتها بمليار دولار، تتضمن أنظمة مضادة للطائرات المسيرة.

ووصلت أول دفعة من طائرات "يوروفايتر تايفون" التي أطلقت عليها الدولة الخليجية اسم "الذاريات"، في أغسطس، بعد تدشين سرب منها في بريطانيا، والذي شمل 24 طائرة "تايفون" و9 طائرات "هوك".

أما في الجانب الاقتصادي، فقد أعلنت قطر، في أواخر ديسمبر، موازنتها للعام الجديد، وقالت إنها تقدر بـ228.0 مليار ريال (65 مليار دولار)، وفائض 29 مليار ريال (7,964 مليارات دولار)، حيث تحتاج لإنفاق يصل إلى 199 مليار ريال (54.6 مليار دولار).

وخفّضت قطر حيازتها من سندات الخزانة الأمريكية طويلة الأجل في أبريل الماضي بنسبة 36% على أساس سنوي، إلى نحو 5.5 مليار دولار، مقارنة مع الشهر المماثل في 2021.

وأعلنت شركة "قطر للطاقة"، في نوفمبر، توقيعها عقداً طويل الأمد لتزويد ألمانيا بالغاز الطبيعي المسال لمدة 15 عاماً، حيث ستمد الدولة الأوروبية بمليوني طن بدءاً من 2026.

كما أعلنت، في ذات الشهر، الاستثمار بإنشاء مصنع "غولدن ترايانغل للبوليمرات" في ولاية تكساس الأمريكية، بكلفة تبلغ نحو 8.5 مليار دولار. ووقعت، في سبتمبر، اتفاقاً بـ2.5 مليار دولار مع "توتال إنرجيز" الفرنسية، لتطوير حقل الشمال الجنوبي.

وافتتح أمير قطر، في مارس، مشروع غاز "برزان" في مدينة راس لفان الصناعية، والذي ينتج 1.4 مليار قدم مكعبة يومياً، وتبلغ تكلفته 10.3 مليارات دولار.

أحداث وإنجازات رياضية

ومن الإنجازات الرياضية والأحداث إلى جانب مونديال قطر، ما نجح به البطل القطري المخضرم ناصر العطية في بطولات الرالي، حيث حصد لقب رالي الأردن الدولي 2022، للمرة الـ15 في تاريخه، وكذا لقب رالي قطر الدولي للعام الثالث توالياً، والـ16 في تاريخه.

كما حصل العطية على جائزة أفضل سائق راليات للعام 2022، وتوّج أيضاً ببطولة رالي الأندلس الصحراوي العالمية.

بدوره تُوّج القطري معتز برشم، في يوليو، بلقب بطولة العالم لألعاب القوى في نسختها الـ18، للمرة الثالثة على التوالي كأول لاعب في العالم يحصدها توالياً.

وفي الدوري المحلي لكرة القدم توج نادي السد، في فبراير، باللقب عقب فوزه الكبير على مضيفه الأهلي بثمانية أهداف لهدفين، ضمن منافسات الجولة الـ18 من المسابقة.

وحصلت قطر على شهادة تنظيم بطولة كأس أمم آسيا 2023، وتم اختيارها لاستضافة نهائيات كأس آسيا 2024 للمنتخبات تحت 23 عاماً، إضافة إلى استضافة مباريات دور الـ16 وربع النهائي وقبل النهائي في دوري أبطال آسيا 2022 لمنطقة الغرب.