علاقات » صيني

هل ينبغي أن تقلق الهند من التقارب السعودي الصيني المتصاعد؟

في 2023/01/27

 شوميك جوش- مودرن ديبلوماسي- ترجمة الخليج الجديد- 

سلط موقع "مودرن ديبلوماسي" الأمريكي، الضوء على موقف الهند من التقارب العربي والخليجي، لاسيما السعودي، المتصاعد مع الصين، ومخاوفها المحتملة منه، ومدى استعداد نيودلهي إذا أثر هذا التحالف بالسلب على مصالحها. 

وكان أحدث خطوات هذا التقارب المتصاعد، القمتين العربية الصينية والخليجية الصينية، اللتين استضافتهما الرياض في ديسمبر/كانون أول المنصرم، بحضور الرئيس الصيني "شي جين بينج"، وما نتج عنهما من اتفاقات في مجالات متعددة.

ووفق مقال نشره الموقع، للكاتب "شوميك جوش"، أشار الأخير إلى أن نيودلهي ستكون في مأزق بسبب تطور وتعزيز التنمية والتعاون بين عدد من العواصم العربية وبكين، لأن العرب بالنسبة للهند أصدقاء حميمون ؛ بينما الصينيون ليسوا كذلك.

وذكر الكاتب أنه في حالة إضافة باكستان إلي الثنائي الصيني العربي، فبلا شك سيشكل هذا التحالف مصدر قلق ولو بسيط للهند، حيث يتضمن 2 من الخصوم، وصديق واحد فقط.

تقويض مصالح

الكاتب الذي يقيم في الهند، أوضح أنه من المنظور السياسي، ترى الهند أن تعزيز صداقات الصين والعرب أمر جيد؛ لكن شريطة ألا يقوض المصلحة الهندية، لأن أي علاقات ثنائية يجب ألا تزعزع استقرار دولة ثالثة.

وأضاف أنه بشكل عام عندما يتحدث المرء عن العرب، تحضر على الفور فكرة قوة الطاقة الهائلة، وأزمة إدارتها، وهي قضية عالمية فى الوقت الحالي.

ومع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، قد يرى البعض أن التقارب الصيني العربي قد يهدف إلى تأمين أمن الطاقة في المقام الأول على المستوى الثنائي بين الجانبين.

وعقب: "إذا دخلت دولة كبيرة مثل الصين في مجال الطاقة والغذاء وما إلى ذلك، فقد يؤدي هذا الدخول إلى حركة كبيرة إلى حد ما في الأسواق، من حيث الأسعار وتوافر المنتجات".

لكن في المقابل، فإن الهند -وفق الكاتب- يجب أن تضع في حسبانها حقيقة أن الصين دولة كبيرة، وبالتالي إذا أخذت من شيء متاح فيمكن أن يشكل ذلك ضغطا على الآخرين (في إشارة إلى أخذ الصين حصة في سوق الطاقة والغذاء).

وعلى صعيد آخر، فإن اتحادا يضم ثلاثي الصين والسعودية وباكستان قد يكون له تداعيات على الهند، حيث أن الصين والهند لديهما بالفعل مشاكل ضخمة ولا يمكن لأحد إنكار ذلك.

وفي هذا الصدد، قال "ساشين ساوانت" زعيم حزب المؤتمر الوطني الهندي، (حزب المعارضة الرئيسي)، إن الصينيين يبالغون بالفعل في ممارسة سلطتهم على الهند.

وأضاف أن الصينيين يواصلون بناء الطرق والأنفاق والجسور دون توقف على طول الحدود، مؤكدا أن الهند بحاجة إلى تطوير مبادئ إرشادية أقوى، عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع الصين ونواياها العالمية.

واعتبر الزعيم الهندي المعارض أن الصين نقطة قلق كبيرة للهند.

وذكر أن الرئيس الصيني يأتي إلى الدول العربية ويحظى بالترحاب، بينما "لا يمنع ذلك جيشه من مهاجمتنا".

وأضاف "ساوانت":  "العرب، على الرغم من أن أصدقائنا المقربين سيكونون سعداء بوضوح باتفاقيات التجارة مع الصين، لكن يجب أن نكون حذرين من أنها لا تضر بنا أو باقتصادنا عن غير قصد"

ورأى الكاتب أن الهند بالتأكيد ليس لديها الكثير لكي تقوله أو تفعله إذا قرر صديقان الاجتماع، وستظل مخاوفها كامنة.

فعلى سبيل المثال، إذا أقامت الصين المزيد من التحالفات التجارية مع العرب في مجال الطاقة والقطاعات الأخرى، فإن الهند تتوقع أن أي عدم استقرار في الأسواق قد يكون ضد مصلحتها الاقتصادية.

نوايا معروفة 

بحسب الزعيم الهندي المعارض "ساوانت" فإن الصين تشتهر بمحاولاتها التوسع واستخدام قوتها المالية من أجل "لي أذرع" بعض شركائها من البلدان، وخاصة الدول الأضعف اقتصاديًا.

وشبههم بـ "شايلوك" (المرابي اليهودي في مسرحية تاجر البندقية) فيما يتعلق بإقراض المال، موضحا أن الصينيين يستمرون في إقراض الأموال بمعدلات باهظة، ثم تدخل البلدان الأفقر مثل باكستان في تلك الحلقة المفرغة حيث تستولي الصين على جميع مواردها بأسعار رخيصة للغاية.

وأوضح أن الهند ليست منزعجة على الإطلاق بشأن مصادقتها للعرب، لأن النوايا الصينية معروفة للعالم"، مضيفا أن الهند تقول إنها تدرك جيداً أن الصينيين يتعاملون مع رجال الأعمال عندما يتحدثون عن الصداقة مع العرب.

علاقات قوية 

وأشار الكاتب إلى أن الهند مقتنعة أن السعودية والصين جزء من مجموعة العشرين، ويجب عليهما العمل في بعض مجالات التقارب، لافتا إلى أن نيودلهي تتابع عن كثب كل ما يتعلق بالمسائل الإقليمية متعددة الأطراف، وكذلك الأمور الأخرى التي يتم تناولها في مجموعة العشرين، مثل تغير المناخ والتنمية الخضراء والاقتصاد الرقمي.

وتابع أن الهند تتمتع بعلاقات قوية بما فيه الكفاية مع العرب ولن تتأثر سياستها الخارجية إلا إذا فعلت الصين شيئًا لا يتماشى مع مصلحتها.

وذكر أن الشرق الأوسط هو الجوار المباشر للهند، والأخيرة لديها علاقة تاريخية وثقافية أصيلة معهم والتي تتطور الآن بشكل جيد إلى شراكة اقتصادية أقوى وأوثق. 

وأضاف أن مجلس التعاون الخليجي هو الشريك الاقتصادي الرئيسي للهند. حيث تأتي معظم طاقتها من هناك. كما أن لديها جاليات ضخمة في البلدان العربية.

ولفت إلى أنه في النهاية، يجب أن تكون الهند واثقة من إيمانها وصداقتها مع الشرق الأوسط. 

وبينما يبدو أن هناك بعض الشكوك حول العلاقات الصينية العربية، يجب أن تكون الهند واثقة من أن هذا لن يعيق علاقاتها القوية مع دول مجلس التعاون الخليجي السبع الأخرى.