علاقات » اسرائيلي

ملفان يهددان التطبيع العميق بين الإمارات وإسرائيل

في 2023/02/03

بلومبرج-

سلّط الصحفي والمحلل السياسي الأمريكي الهندي "بوبي غوش" الضوء على تأثير التصعيد الأمني والعسكري بين إسرائيل من جانب وإيران والمقاومة الفلسطينية من جانب آخر على التطبيع العميق بين أبوظبي وتل أبيب، مشيرا إلى "مقاربة" حذرة يقوم بها رئيس دولة الإمارات "محمد بن زايد" في هذا الصدد.

وذكر "غوش"، في مقال نشرته وكالة "بلومبرج" وترجمه "الخليج الجديد"، أن "بن زايد" يتوقع اضطرابات في العلاقة مع إسرائيل بالنظر إلى تاريخ رئيس وزراء الدولة العبرية الجديد "بنيامين نتنياهو"، الحافل بالتصعيد تجاه إيران والعداء الذي لا هوادة فيه تجاه الفلسطينيين.

فالإمارات تدرك جيداً أن مدنها المتلألئة ومنشآتها النفطية تقع في مرمى صواريخ إيران، وبالتالي فهي عرضة لخطر التعرض لهجمات انتقامية حال استمر التصعيد الإسرائيلي ضد إيران.

ووفقا لـ"غوش"، يمثل العنف ضد الفلسطينيين، سواء ارتكب من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي أو المستوطنين اليهود، نوعًا مختلفًا من المشاكل لـ "بن زايد"، يتمثل في فقدان مصداقيته في العالم العربي، إذ برر الإماراتيون التطبيع مع إسرائيل بأن توقيع اتفاقيات "إبراهيم" سيعطيهم المزيد من النفوذ "لحماية المصالح الفلسطينية"، واستشهدوا بتخلي "نتنياهو" عن خطة لضم مساحات شاسعة من الضفة الغربية المحتلة.

لكن القدرة الإماراتية على كبح جماح الإجراءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين كانت دائمًا موضع تحدٍ من قبل الائتلاف الإسرائيلي الحاكم برئاسة "نتنياهو"، والذي يدين بالفضل لأحزاب اليمين المتطرف، التي تدعو إلى ضم الأراضي المحتلة والمزيد من العنف ضد الفلسطينيين.

ويواجه "بن زايد" حاليا عاصفة كاملة من العنف المتزايد ضد الفلسطينيين، إضافة إلى غضب النظام الإيراني؛ بسبب غارة إسرائيلية على مجمع عسكري في أصفهان.

ويرى "غوش" أن الإمارات استجابت لهذا التطور بحذر مميز، إذ شجبت السلوك الاستفزازي لحلفاء "نتنياهو"، ودعت إلى اجتماع لمجلس الأمن الدولي بعد أن اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي "إيتمار بن غفير" المسجد الأقصى في أوائل يناير/كانون الثاني، وأدانت غارة الجيش الإسرائيلي على مخيم للاجئين الفلسطينيين في جنين وكذلك الهجوم على كنيسة بالقرب من القدس.

وعلى المنوال ذاته، عبر "أنور قرقاش"، المستشار الدبلوماسي لـ "بن زايد"، في تغريدة على "تويتر"، عن استياء الإمارات من هجوم أصفهان، واصفا إياه بأنه "ليس في مصلحة المنطقة أو مستقبلها". ومع ذلك كان حريصًا على عدم إلقاء اللوم المباشر على إسرائيل.

لكن من المؤكد أن حدود هذه المقاربة الحذرة ستكون محل اختبار بينما تستقر حكومة "نتنياهو" في السلطة، إذ يمكن لـ "بن زايد" أن يتوقع المزيد من تطرف "بن غفير" وشخصيات يمينية متشددة أخرى، فضلاً عن المزيد من العداء من المستوطنين اليهود تجاه الفلسطينيين.

ومع تأثيره الضئيل على الجماعات الفلسطينية، مثل "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، يمكن لـ "بن زايد" أن يتوقع المزيد العمليات التي تستهدف الإسرائيليين أيضا، حسب "غوش".

كما يدرك "بن زايد" أن إسرائيل ستبذل المزيد من المحاولات لضرب أهداف عسكرية إيرانية، خاصة أن النظام في طهران يسابق الزمن نحو "العتبة النووية".

يخلص "غوش" إلى أن هناك قدرا كبيرا من "الإزعاج" في انتظار الحاكم الإماراتي، ولذا فإن مقاربته الحذرة في استمرار التطبيع العميق مع إسرائيل ستكون محل اختبار جدي.